كلية الإدارة والاقتصاد بين الفشل والشغف!

الجمعة - 20 أبريل 2018

Fri - 20 Apr 2018

ما زلت أذكر اليوم الأول لي في الجامعة؛ طالبة إدارة واقتصاد، طالبة في الكلية التي طالما أطلقوا عليها «كلية الفاشلين (والفاشلات)» أو «الكلية التي تقبل النسب المتدنية» أو «الكلية التي يأتي إليها من لا يملك أي طموح». كل هذه العبارات سمعتها من القريب والغريب، حتى إن بعض طلاب تلك الكلية أصبحوا يستخدمون هذه العبارات لوصف أنفسهم وتوصيف تخصصاتهم بها. للأسف ما كانت عندي الشجاعة الكافية لأكمل مشواري في كلية الإدارة والاقتصاد، لذلك قررت الانتقال إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص لغة إنجليزية لإرضاء نفسي والمجتمع.

على الرغم من أهمية تخصص الإدارة والاقتصاد الذي يعد الحجر الرئيس لتأسيس الأجيال التي ستسهم في بناء اقتصاد الدول مستقبلا، إلا أنه لم ينل حقه في جامعات المملكة العربية السعودية مقارنة ببقية التخصصات الأخرى في تلك الجامعات. المعرفة التي تقدمها كليات الإدارة والاقتصاد تتيح لخريجيها العمل في مجالات لا حصر لها، كالاقتصاد والتسويق والمحاسبة والموارد البشرية، إضافة إلى إمكانية ممارسة العمل الحر والتوسع في ريادة الأعمال، على الرغم من ذلك كانت ولا تزال كليتا الطب والهندسة هما الحلم الأول لخريجي الثانوية العامة، بل وحلم كل أب وأم.

بالأمس استقبلت جامعاتنا المتميزين والموهوبين والمتفوقين من الطلاب والطالبات في كليتي الطب والهندسة، وفتحت كليات الإدارة والاقتصاد أبوابها للخريجين الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على نسب عالية في الثانوية العامة أو اختبار القدرات. اليوم تنتقل المملكة العربية السعودية إلى مرحلة جديدة، فكل الأنظار تتجه نحو المملكة الجديدة في تطلعاتها، وكل الأنظار تتجه نحو الاقتصاد السعودي الجديد بعيدا عن النفط وقريبا من الاقتصاد المتجدد الذي يعتمد على الإمكانات الصناعية والعلمية المتطورة. بدأت المملكة العربية السعودية الآن تبحث عن شبابها المختصين في الأمور الاقتصادية والإدارية، والمختصين في أمور التطوير والتخطيط، والمختصين في أمور الاستثمار والريادة، بهدف تعزيز إمكانات المملكة العربية السعودية لبناء اقتصاد مستدام، وكذلك تحفيز قطاع الأعمال والاستثمار، وتفعيل دور قوى الإنتاج المحلي أيضا.

مع رؤية المملكة العربية السعودية اليوم وتوجهاتها التي تعتمد على رفع جودة الخدمات والتنمية الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال فيها، علينا جميعا أن نعيد النظر في كليتي الإدارة والاقتصاد، ونصب الاهتمام ثانية بمخرجاتهما التعليمية ونستقطب المتميزين الموهوبين من خريجي الثانوية العامة، ونستثمر عقولهم ونفتح المجال أمام الشركات والقطاعات الحكومية لاستقطاب هؤلاء الخريجين بما يحقق مصالح مشتركة لجميع الأطراف: الطالب/‏الطالبة وسوق العمل السعودي واقتصاد المملكة.

أخيرا، بما أن حلمي الأول وشغفي كان في الإدارة، فقد عدت إليها بتوفيق من ربي في مرحلة الدراسات العليا حتى أحقق هذا الحلم وأروي هذا الشغف، فحصلت ولله الحمد على درجتي الماجستير والدكتوراه في كلية الإدارة. تعلمت من تجربتي أن الأحلام ربما تبتعد عنك قليلا، لكن شغفك سيعيدك إليها من جديد. ابتعدت عن حلمي هذا في البداية لأن الآخرين حذروني آنذاك بأنها «كلية الفاشلين (والفاشلات)»، لكني عدت إليها مجددا لأفتخر اليوم أني تخرجت في كلية المتميزين والمتميزات؛ كلية الإدارة.

التخصصات التي تقدمها كلية الإدارة والاقتصاد تهدف إلى تعريف الطالب بأساسيات الإدارة المختلفة في سوق العمل:

• تخصص الإدارة العامة: يعلم الطالب أمور الإدارة العامة وصناعة القرار المتعلقة بالأمور الاقتصادية والاستثمارية.

• تخصص الموارد البشرية: يعلم الطالب طرق التعامل مع الهيكل التنظيمي والقانوني المتعلق بالموظفين في مختلف القطاعات.

• تخصص المحاسبة: يعطي الطالب المهارات الرئيسة للتعامل مع البيانات المحاسبية قراءة وكتابة وتحليلا.

• تخصص الاقتصاد: يعطي الطالب مبادئ الاقتصاد الكلي والجزئي والظواهر الاقتصادية مثل التضخم والكساد والبطالة والإفلاس.

• تخصص الريادة في الأعمال: يكسب الطالب السمات الريادية لرائد الأعمال ويعطيه المبادئ الأساسية لإنشاء المشاريع الريادية وطريقة إدارتها والتعامل مع التحديات والصعوبات.

• تخصص التمويل: يعطي الطالب المفاهيم الأساسية للتعامل مع الاستثمار والمستثمرين وطرق التعامل مع المؤسسات المالية والأسهم وطرق التمويل.

• تخصص التسويق: يكسب الطالب المهارات المطلوبة للتعامل مع العلامات التجارية والمنتجات وطريقة التعامل مع العملاء.

Sam_Tardi@