علي الغامدي

تغير المزاج خلال فصول السنة

الخميس - 19 أبريل 2018

Thu - 19 Apr 2018

إذا لاحظت أنك أقل بهجة في الأيام الباردة، وتميل للخمول أكثر عما كنت عليه في الصيف فهل يعني ذلك شيئا؟ هذا لا يحدث بالمصادفة، بل إن هناك تفسيرات علمية للتغيرات التي تحدث لأجسادنا استجابة لتغير فصول السنة.

تقول البروفيسورة كاثرين روكلين من جامعة بتسبرغ إن هناك تغيرات موسمية تؤثر في أجسادنا، فتقل طاقتنا في الشتاء ويسوء المزاج ونميل للعزلة بشكل أكبر ونفقد الاهتمام بالنشاطات المفضلة وتزداد حاجتنا للنوم.

وقد أكدت التجارب العلمية أن أهم العوامل المؤثرة طول الليل والنهار ودرجة حرارة الشمس. فالساعة البيولوجية تقوم بتحسس الظروف الخارجية لتكيف ظروف الجسم الداخلية معها. وهذا يتحكم بدوره بعوامل عدة أخرى، مثل مستوى الهرمونات وحرارة الجسم والامتصاص والمزاج.

وهذا يعني أنه عندما تتغير الظروف وتغرب الشمس في وقت مبكر يتغير مستوى الهرمونات وتتغير حالتنا النفسية وتتغير استجابة الجسم لهذا الاختلاف.

وقد أكدت دراسة في جامعة ملبورن الأسترالية أنه في فصل الصيف يصل السيروتونين (هرمون السعادة) إلى أعلى مستوياته، وذلك لازدياد كمية ضوء الشمس التي نتعرض لها في تلك الفترة. ويصل أدنى مستوياته في فصل الشتاء، وهذا يفسر تفاقم أعراض الاكتئاب عند كثيرين في الأيام الباردة. وقد تصبح الأعراض حادة لدرجة تتطلب مراجعة الطبيب عند نحو 6% من الناس.

رغم أن القدرات العقلية قد لا تتأثر كثيرا باختلاف فصلول السنة إلا أن كمية الطاقة التي يحتاجها الدماغ للقيام بنفس المهام الذهنية مثل الانتباه والتذكر تختلف باختلاف الفصول. فكمية الطاقة التي يحتاجها الدماغ لبذل درجة معينة من الانتباه تصل ذروتها في يونيو (الصيف)، فيزداد النشاط العصبي في مراكز الانتباه وتصل أدنى مستوياتها في ديسمبر (الشتاء)، حيث تصبح هذه المناطق أقل نشاطا.

وهذا يدفعنا لاستهلاك كميات أكبر من السكريات في فصل الصيف لتلبية هذه الحاجة. أما استرجاع الذكريات من مراكز الذاكرة فيحتاج طاقة عالية جدا في فصل الخريف، ومستوى أقل في فصل الربيع.

تغيرات الفصول تؤثر أيضا في نشاط الجينات، فهناك جينات تنشط في الشتاء وأخرى في الصيف، وهذا يؤدي إلى تغيرات على مستوى نظام المناعة. حيث تقل مناعة الجسم في الشتاء لتراجع نشاط جين يسمى ARNTL المسؤول عن إنتاج بروتينات مقاومة للالتهابات، فيصبح الجسم أكثر عرضة للأمراض المعدية وتتفاقم أعراض الالتهابات المزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين والروماتيزم. ويصل هذا الجين قمة نشاطه في الصيف، وعندها تصبح أجسادنا أكثر مقاومة.

رغم أن الاستجابة لهذه التغيرات تختلف من شخص إلى آخر، إلا أننا يمكننا القول في المجمل إن الساعة البيولوجية في أجسادنا تحسن مزاجنا في الصيف وتجعلنا نميل للحياة الاجتماعية والاهتمام بالهوايات ويقوى جهاز المناعة وتقل أعراض الاكتئاب عما هي عليه في الشتاء، حيث نصبح في أضعف حالاتنا في الأشهر الباردة والليالي المظلمة.

1 هل لاحظت أنك أقل بهجة في الأيام الباردة؟

2 متى نصبح اجتماعيين ومتى نميل للعزلة أكثر؟

3 متى يصل الدماغ إلى أعلى مستويات نشاطه؟

4 كيف تتأثر مناعة أجسادنا بتغير فصول السنة؟

AliGhamdi2@