عبدالله العولقي

التغيرات النوعية في الثقافة الوطنية

الخميس - 19 أبريل 2018

Thu - 19 Apr 2018

رسم المستقبل باحترافية مبدعة وعبقرية مبتكرة وبأسلوب يثير الدهشة والإعجاب فن لا يجيده إلا العظماء والكبار، وما نلمحه اليوم من تسارع في خطى الزمن لمشروع ولي العهد المتمثل في الرؤية الوطنية لصناعة المستقبل الوطني سيتواءم بين المملكة وبين الركب الحضاري العالمي أو ما يسمى بالعالم الأول، ولتحقيق هذه الرؤية المنشودة سنشهد تغيرات نوعية عظيمة في ثقافتنا الوطنية من حيث ميادين السياحة والآثار والاختراعات والموسيقى والفنون والمسرح، كإبداع وطني وكتوليد وظائف وكمشاركة في الحضارة الإنسانية.

ففي جولة ولي العهد التاريخية في أوروبا وأمريكا، شهدنا حزمة متكاملة ومتناغمة من الاتفاقيات الاستراتيجية والشراكات القوية بين المملكة والمؤسسات الرائدة في التعليم والسياحة والمسرح والموسيقى، حيث شهدت المملكة افتتاح قاعات السينما، وقريبا معاهد للموسيقى ودور الأوبرا والأوركسترا، كما سنشهد افتتاح وتدشين روائع الفعاليات الثقافية والترفيهية التي ستؤسس الجاذبية السياحية للمملكة.

هذه التغيرات النوعية المتسارعة في الثقافة الوطنية ستساعد المملكة على التناغم مع الحركة الحضارية العالمية، فلم يعد المواطن في حاجة للذهاب إلى دول السياحة العربية أو الأجنبية مثلا،فالباحثون عن روائع الطبيعة وسحرها الآسر للألباب سيجدونه في أبكار غابات عسير السامقة وشلالات مياهها المتدفقة وجبالها المتعانقة مع الغيوم السابحة في أجوائها المعطرة بنسائم الربيع، ولأجل هذا حرصت القيادة على إنشاء هيئة ملكية لتطوير المنطقة، ولعل كثيرا من المهتمين بهذا الشأن يؤكدون أن مناطق الجذب السياحي في عسير ستؤهلها باقتدار لتكون سويسرا الشرق في المنطقة.

سيتوج العهد الميمون، عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بأنه عصر النهضة في تاريخ الدولة السعودية، حيث ستزدهر الفنون والمراسم الفنية جراء الدعم الكبير والمتناغم مع الرؤية.

وفي مجال العلوم والتقنية، أثبت الشباب السعودي أن لديهم قدرات علمية فذة وطموحات رائدة في الجامعات الأوروبية والأمريكية في الطب الحيوي والنانو والفيزياء وعلوم الفضاء، حيث فاجأتنا الصحف الغربية والمحلية بأخبار نجاحاتهم المتوالية، فجائزة عظيمة كنوبل مثلا لم تعد مستحيلة على إرادة الجيل القادم، وجوائز العلم العالمية لن تكون عصية كالسابق بعد أن أثبت شبابنا قدراتهم الفائقة في الاختراعات والاكتشافات العلمية، وهذه أيضا من التغيرات النوعية التي ستشهدها ثقافتنا الوطنية بعد تفاعلها واندماجها مع الرؤية الوطنية 2030.

[email protected]