عبدالله المزهر

مجلس المعلمين الميت!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 18 أبريل 2018

Wed - 18 Apr 2018

قلت سابقا -لا أدري أين ومتى- إن مصطلح «الأسبوع الميت» الذي يطلق على الأسبوع الذي يسبق الاختبارات النهائية مصطلح مخادع ويعطي إيحاء غير صحيح. المقصد من هذا المسمى هو أن الطلاب يميلون إلى الغياب، وأن حضورهم إلى المدرسة مثل عدمه، وهذا صحيح بالطبع لكن الإيحاء المخادع في هذا المسمى أن هذا يعني ضمنا أن بقية الأسابيع الدراسية حية، وأن الطلاب في تلك الأسابيع يتقلبون على نار الاشتياق للعودة إلى المدرسة كل يوم. وهذا غير صحيح جملة ومفرقا. فكل الأسابيع قد فارقت الحياة إذا كان مقياس موت وحياة هذه الأسابيع هو «حب الطالب للمدرسة والفائدة التي ينالها من حضوره».

وإحدى مشاكل وزارة التعليم ـ وليس الوزير ـ أنها منذ أن أنشئت وهي مشغولة بمحاربة طواحين الهواء، وتهتم كثيرا بالمشاكل «النظرية» أكثر من اهتمامها بالمشاكل الحقيقية التي تحدث في ميدان التعليم. أما المشكلة الأخرى فهي عدم وجود مجلس أعلى للتعليم، يضع الخطط طويلة المدى وتكون مهمة الوزير هي تنفيذها بحذافيرها. ويقاس نجاح الوزير من عدمه بمدى نجاحه في تطبيق الخطط التي يفترض أن تكون معلنة وواضحة لجميع الناس. لكن الذي يحدث أنه في كل مرة يأتي وزير إلى هذه الوزارة تتولد لديه رغبة في إعادة اختراع العجلة، ونسف كل سبق والبدء من جديد، ولذلك فإن الطالب منذ أن يدخل المرحلة الابتدائية وحتى ينهي الثانوية يكون قد تعرض لعدد من التجارب والوزراء والخطط التي لا يستقيم أولها مع آخرها.

ومما جرت عليه العادة أن كثيرا من وزراء التعليم تكون لهم آراء في المدارس والمدرسين قبل الوزارة تختلف عما يؤمنون به بعد أن يستوزروا. وهذا لغز لا يعرف كنهه أحد!

وبما أن المعلمين والمعلمات هم الأكثر عددا في هذه الوزارة فلماذا لا يكون لهم مجلس يمثلهم يتم اختيارهم أو انتخابهم من كل مناطق المملكة التعليمية، يطرحون فيه آراءهم وأفكارهم ويرأس الوزير هذا المجلس ويحدثه ويسمع منه. وأعتقد أن الاستماع للمعلمين ومناقشتهم بشكل مؤسساتي وعملي ـ وهم الذين يعرفون ما يحدث في الميدان فعليا ـ أجدر وأكثر نفعا من مناكفتهم وإجبارهم على الدوام في وقت لا يوجد فيه الطلاب لمجرد أن بعض المغردين في تويتر لا يعجبهم دوام المعلم.

وعلى أي حال..

أظن ـ والله أعلم ـ أن هذا كلام مكرر، لكن الأشياء لا تتغير، ولم يخترع بعد كلام جديد نصف به ذات الأشياء القديمة، ولكن دعونا نتأمل خيرا في وزير التعليم ونحلم بغد أفضل، وبأن يكون التعليم يوما ما هو أهم أهداف وزارة التعليم.