الجبير: «قمة القدس» تؤكد الرغبة العربية في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية

الاثنين - 16 أبريل 2018

Mon - 16 Apr 2018

nnnnnnnu0639u0627u062fu0644 u0627u0644u062cu0628u064au0631 u0648u0623u062du0645u062f u0623u0628u0648u0627u0644u063au064au0637 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0645u0624u062au0645u0631 u0627u0644u0635u062du0641u064a                                                                             (u0648u0627u0633)
عادل الجبير وأحمد أبوالغيط خلال المؤتمر الصحفي (واس)
أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن القمة العربية الـ29 ركزت على مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية.

وأوضح في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مساء أمس الأول مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عقب اختتام أعمال القمة أن تسمية القمة بـ»قمة القدس» يعود إلى الرغبة القوية في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية والأساسية للعرب بعد أن أثرت عليها الأزمات المتفاقمة في المنطقة.

وقال: إن الدول العربية والإسلامية تشعر بالحاجة لإبراز هذه القضية في ظل الحاجة الماسة لمساعدة الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس»، لافتا النظر إلى الدعم السخي، الذي قدمته وتقدمه المملكة لأشقائها في فلسطين في جميع المناسبات العربية والعالمية بما يسهم بفعالية في تحقيق العيش الكريم للشعب الفلسطيني وتمكين الحكومة الفلسطينية من تعزيز اقتصادها.

وأشار في هذا الصدد إلى إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال أعمال القمة عن تبرع المملكة بـ150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف في القدس، و50 مليون دولار لدعم برنامج إعادة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وأبان الجبير أن القمة العربية أيدت العملية والضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا لمواقع تتبع للنظام السوري كانت تمثل مقرات للعمليات الإجرامية التي اقترفها بحق المدنيين السوريين العزل، عبر استخدامه لأسلحة تحتوي على غاز سام محظورة دوليا.

وأكد موقف الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وإيمانها أن الاستقرار في سوريا لن يتحقق إلا بحل سلمي يرتكز على أساس ما جاء في إعلان جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254 ، ومؤتمر الرياض2 للمعارضة السورية، المنعقد في شهر نوفمبر من العام الماضي 2017م.

وبشأن تسمية القمة الحالية بـ «قمة القدس» أكد وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية قضية محورية ورئيسية وهي أطول نزاع في المنطقة والشعب الفلسطيني عانى عام 1949م كما عانى كذلك في عام 1967م إلى جانب وجود الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في العالم، إضافة إلى الملايين الآخرين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهم بحاجة ماسة لإعطائهم دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية ليستطيعوا أن يعيشوا حياة كريمة ويبنوا دولتهم، والأمة العربية والإسلامية تحس بالألم الذي يحس به الأشقاء الفلسطينيون. وقال «هناك رغبة لإبراز القضية على جدول أعمال الجامعة العربية وفي ذهن العالم العربي والإسلامي، وفي ظل ما يشهده العالم العربي من نزاعات وأزمات يجب علينا ألا ننسى أنها هي القضية الأساسية ولذلك بادر خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» بإطلاق اسم «قمة القدس» على هذه القمة « ، مؤكدا أن موقف المملكة دائم وثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعم عملية السلام، مستدلا بمبادرة السلام العربية التي أعلنت في عام 2002 م، إلى جانب استضافة منظمة التعاون الإسلامي لقمة السلام.

وتحدث الجبير عن قرار أمريكا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث قال «إننا قد أعلنا عن موقفنا الواضح للولايات المتحدة الأمريكية أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين، وأنه ينبغي ألا يتخذ أي قرار يخل بهذا التوازن في هذه المنطقة، وأن القرار الذي اتخذ من قبل أمريكا له آثار سلبية، وشهد إدانة وشجبا من مختلف الأطراف الدولية».

وعن تأثير الموقف الأمريكي على العلاقات مع المملكة قال الوزير الجبير: حافظنا على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ونسعى قدما في هذا السياق ولدينا علاقة استراتيجية وأصبحت أقوى حاليا، فكونهم أصدقاء لنا فإننا نواصل الحوار والتفاهم في الأمور التي نختلف بشأنها، مشيرا إلى أن العلاقة حاليا قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وهذه الإدارة ظلت أيضا إيجابية في السعي إلى المساعدة والتوصل إلى حوار بشأن هذا الأمر.

من جانبه أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه منذ الإعلان الأمريكي بالاعتراف أن القدس عاصمة لإسرائيل هناك زخم ورفض شعبي عربي متصاعد بدأ باجتماع وزراء الخارجية، وذلك بتشكيل لجنة تحرك للدفاع عن الموقف العربي ووضع الاستراتيجية العربية في الذهاب لمجلس الأمن للتعبير عن الرفض لهذا الموضوع واستصدار قرار قوي يرفض الموقف الأمريكي ولاقى القرار موافقة 14 دولة، مشيرا إلى أن العرب ذهبوا كذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مسلحين بقرار الدورة الاستثنائية الخاصة بشأن القدس وحصلوا على تأييد 129 دولة ضد القرار الأمريكي، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتصور أن تمر القمة بوصفها أعلى جهاز يمثل الأمة على القضية الفلسطينية مرور الكرام.

كما أكد معالي وزير الخارجية الجبير أن تعديل الاتفاق النووي لا يحل بمفرده مشكلة إيران مع الدول العربية، لافتا النظر إلى قضية الصواريخ الباليستية التي تصدرها إيران لميليشيات إرهابية في المنطقة سواء كانت ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن أو ميليشيات حزب الله الإرهابية في لبنان، وقال: هذا أمر غير مقبول ويجب أن يضع المجتمع الدولي حدا لإيران.

في الشأن السوري، اتفق معالي وزير الخارجية ومعالي الأمين العام للجامعة العربية على أهمية الحل السياسي لهذه الأزمة.

وحول الضربة العسكرية الأخيرة التي استهدفت النظام السوري أكد معالي وزير الخارجية أن جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية هي التي أدت إلى التحرك العسكري الغربي الثلاثي ضد المواقع التابعة للنظام السوري، مشيرا إلى إعلان الظهران الذي أكد إدانته الشديدة لاستخدام هذا السلاح ضد المدنيين.

وفيما يخص الشأن اليمني نوه وزير الخارجية بإجماع ودعم ومباركة الدول العربية المشاركة في « قمة القدس لجهود قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، والدعم الكبير للجيش اليمني النظامي، اللذين أسهما بشكل مباشر في تحقيق نتائج إيجابية ميدانيا، وذلك بتضييق الخناق على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران وتقهقرها، وتحرير معظم الأراضي اليمنية، وعودة الحياة إليها، منوهين بالعمل الإنساني الكبير والاحترافي واسع النطاق، وفق مشروع الخطة الإنسانية الشاملة المنفذة في الداخل اليمني، المستهدف لعديد من القرى المنكوبة التي تسيطر أو كانت تحت سيطرة هذه الميليشيات الإرهابية، التي عاثت فسادا في الأراضي اليمنية، وتمارس شتى أنواع الخروقات للقوانين والأعراف الدولية أمنيا وإنسانيا.