عبدالحليم البراك

السيدات في رمضان هذا العام «مشغولات»!

الاثنين - 16 أبريل 2018

Mon - 16 Apr 2018

نصف المجتمع هذا العام لن يتابع مسلسلات رمضان، والصورة النمطية للسيدة السعودية ستختلف هذا العام، وما يتم تداوله في الأذهان بأن السيدات ما بين المسلسلات أو في المطبخ هذا العام سوف يتغير كثيرا، بل إن شركات الإعلان التي كانت تراهن على المرأة كأكبر سوق لمنتجاتها في رمضان ستخسر هذا العام، لأن السيدات «مش فاضيات» والسبب تعلم قيادة المرأة للسيارة!

وبسبب عامل الوقت، فقد حشرت المرأة نفسها هذا العام كثيرا، ففرطت في رجب وشعبان ولم يتبق لها إلا رمضان، فبدلا من جلوس السيدات محتضنات «الخداديات» على الكنبات، سوف يحتضن مقود القيادة في السيارات، وبدلا من النوم في نهار رمضان، سنجدهن المجدات المثابرات في مدارس القيادة، بل وسنجد السيدات متربعات على مربعات المخططات الفارغة لتعلم القيادة في الهواء الطلق، أقصد على الطبيعة وليس داخل المدرسة، وسوف نجد اختلافا في عبارة «السائق تحت التدريب» إلى «السائقة تحت التدريب»، فهل هذا يعني أن نبتعد عنها أكثر لأنها حديثة القيادة، أم نقترب منها أكثر لأنها سيدة؟!

ستتحول فترة الفجر من نوم متوقع مع الإجازة الدراسية إلى خلية نحل في كل مكان، وكل السيدات يسابقن الزمن من أجل الرخصة قبل أن يأتي اليوم الموعود، وهو شهر عشرة، (والعيد عيدان!).

في شهر عشرة الهجري، سوف تختلف مقاييس المجتمع، سوف يتم استهداف الرجل في رمضان وما بعد رمضان في التلفزيون والإعلان، وفي رمضان سوف تتعلم السيدات قيادة السيارات، وبعد رمضان شهر البهجة في القيادة، فلن تجد سيدة مستقرة في منزل، بل «فرفرة» بالشوارع تحت ذريعة التوصيل مرة وذريعة توصيل «الصديقات» - المسكينات اللاتي لم يتعلمن القيادة بعد - مرة أخرى، والرجل أمام التلفزيون مستهدف بالإعلان والمسلسل، وربما تعود الإف إم لاستهداف السيدة التي ستعود لسماعها بينما هي «مركزة» في قيادة السيارة!!

كما أن الحدث الأكبر سيكون على مستوى المولات والتسوق، فالمرأة مع بناتها مشغولة في تعلم القيادة في رمضان، وسيختفي زحام رمضان، ليصبح ولأول مرة الزحام في شهر شوال، والحدث الأصغر الذي سيحدث هو أزمة المواقف في السيارات أمام البيت، فبدلا من سيارات الأولاد والسائق، صارت سيارة الأولاد، وسيارات البنات، وأم البنات، وجدة البنات أيضا، بل سيصبح من قلة الذوق ألا يكون موقف الجدة فارغا، فهذا من باب الاحترام والتقدير، أما لو صارت أم الزوج فالمنافسة شرسة بين الزوجة وأم الزوج على الظل في قيظ الرياض الحارق!!

وستقف شركات التأمين أمام اختبار صعب للغاية، هل ستكون شركات التأمين في مأزق العنصرية في التفريق بين الرجل والمرأة في سعر التأمين، أم ستختلق سببا آخر غير الجنس الأنثوي لترفع سعر التأمين، أم إنها ستكون الفرصة سانحة بذكاء أكثر برفعه على الجميع ثم تمنح الرجال خصما غير مبرر تحت عبارة «عشان خاطرك»، لن تحصل عليه السيدات في شهر عشرة، ومراقب التأمين كالعادة متفرج؟ على العموم لو فرقت شركات التأمين بين الرجال والسيدات في موضوع التأمين فأنا ضامن بأن السيدات عنيفات في الانتقام من شركات التأمين أكثر من الرجال، والهاشتاق القادم سيكون (#ليه يا شركات التأمين ترفعي الأسعار؟ عشاني امرأة؟)

وفي العموم ستكذبنا المرأة وتعدنا بمفاجأة أن الأمور ستسير على ما يرام بإذن الله!

Halemalbaarrak@