الذئاب ساعدت الإنسان في القضاء على النياندرتال

لعبت الكلاب الأوائل، التي ولدت من الذئاب، دورا جوهريا في سيطرة الإنسان الحديث على أوروبا قبل 40 ألف عام، بعد أن تفوق على إنسان "النياندرتال" المحلي، وهي المخلوقات شبه بشرية عاشت في العصور المنصرمة، ذات شكل مقارب للغاية من البشر لكنها أضعف بكثير من البشر في التفكير والأبتكار والرؤية

لعبت الكلاب الأوائل، التي ولدت من الذئاب، دورا جوهريا في سيطرة الإنسان الحديث على أوروبا قبل 40 ألف عام، بعد أن تفوق على إنسان "النياندرتال" المحلي، وهي المخلوقات شبه بشرية عاشت في العصور المنصرمة، ذات شكل مقارب للغاية من البشر لكنها أضعف بكثير من البشر في التفكير والأبتكار والرؤية

الاثنين - 06 أبريل 2015

Mon - 06 Apr 2015

لعبت الكلاب الأوائل، التي ولدت من الذئاب، دورا جوهريا في سيطرة الإنسان الحديث على أوروبا قبل 40 ألف عام، بعد أن تفوق على إنسان "النياندرتال" المحلي، وهي المخلوقات شبه بشرية عاشت في العصور المنصرمة، ذات شكل مقارب للغاية من البشر لكنها أضعف بكثير من البشر في التفكير والأبتكار والرؤية.


تواطؤ الذئب
ووفقا لعالمة الأنثروبولوجيا البروفسور بات شيبمان من جامعة ولاية بنسلفانيا، فإن بعض العلماء يلومون التغير المناخي في القضاء على إنسان "النياندرتال"، بينما يجادل الكثير بأن البشر الحديثون، بتفوقهم عليهم بالمهارات والأسلحة، كان وراء انقراضهم، وتتفق شيبمان مع السيناريو الأخير، ولكن تضيف عليه "لقد كان الذئب متواطئا معنا".

وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية، إلى أنه من المعروف أن الإنسان الحالي تطور في إفريقيا، وبدأ بالهجرة قبل 70 ألف عام مضت تقريبا، ووصل أوروبا بعد 25 ألف عام، حينها كان النياندرتال مسطيرا على القارة، وعاشوا هناك لأكثر من 200 ألف عاما، ومع ذلك اختفوا بعد وصول منافسهم البشر الحديث خلال عدة آلاف من السنين.


مطاردة الفريسة
وأفادت عالمة الأنثروبولوجيا بأن الإنسان الحديث اتخذ من الذئب حليفا له بعد دخوله أوروبا، إذ تم ترويض بعضهم، ولاحقا استخدمت أجيال الكلاب، التي أتت من تزويج البشر للذئاب، في مطاردة الفرائس وإبعاد آكلي اللحوم مثل الأسود والفهود الذين كانوا يحاولون سرقة لحوم الطرائد.

وقالت: إن أوائل الكلاب كانت تتعقب الأيائل وحيوانات البيسون وتتطاردها حتى تتعبها، ومن ثم يأتي البشر لقتلها بالحراب أو الأقواس أو السهام.

وبينت أن الكلاب لم تكن تحتاج للاقتراب من هذه الحيوانات الضخمة للقضاء عليهم وتعريض نفسها للخطر، ولم يضطر البشر أيضا لإهدار طاقتهم في تعقب وملاحقة وإتعاب فريستهم، فقد تكفل الكلاب بالقيام بذلك، وبعد الصيد يتشارك الاثنان اللحم، أي أنه وضعا مربح لكلا الطرفين.


تشكيل تحالف
في تلك الحقبة الزمنية، كانت تتجول حيوانات الماموث ووحيد القرن والبيسون وغيرها من الحيوانات العاشبة الضخمة في أراضي أوروبا، وهي حيوانات كان يصطادها كل من النياندرتال والإنسان المعاصر بالرماح والأقواس والسهام، وكان ذلك عملا خطرا بسبب المنافسين الآخرين مثل الأسود والنمور والضباع وآكلات اللحوم الأخرى بما فيهم الذئاب.

وأوضحت شيبمان أنه حتى وإن نجحت في صيد أحد حيوانات البيسون، ستتجمع خلال دقائق آكلات اللحوم الأخرى التي قد تهاجمك وتسرق فريستك، وكان الحل لهذه المعضلة في تشكيل تحالف ما بين الذئب والإنسان، حيث كان الاثنان في السابق يصطادون نفس الفرائس ولكن بشكل منفرد، وبمجرد ما تحالفوا معا تربعوا على قمة الهرم الغذائي ما قبل التاريخ، وأتى هذا النجاح على حساب أجناس أخرى من الحيوانات، فاختفى النياندرتال أولا، ولحقهم على مدى آلاف السنين الأسود وحيوانات الماموث والضباع والبيسون.


تهجين الكلاب
وتعتقد شيبمان أن تهجين الكلاب بدأ قبل العصر الجليدي الأخير، مستدلة بذلك على الاكتشافات الحديثة لبقايا أحفوريات تعود لكلاب وجدت في سيبيريا وبلجيكا عمرها 33 ألف عام، وتبدو أشكالها مثل الذئاب تماما، ولكن هناك علامات واضحة على التدجين مثل خطوم أقصر وأسنان أكثر ازدحاما من الذئب البري، وبهذا بدأ تغيير مظهر الذئب على مدى آلاف السنين، حتى نتج عنه كل هذه السلالات من الكلاب التي نعرفها اليوم.

وقالت: إن الميزة الثلبة البيضاء، أنها تجعل من السهل معرفة ما يحدق به الآخر، ويشكل هذا أداة تواصلية فعالة من أدوات التواصل غير اللفظي، ومن المحتمل أنه ساعد الصيادين الأوائل، فقد مكنهم من التواصل بصمت، ولكن بفعالية عالية.

وأكدت عدم وجود أي دليل على وجود علاقة بين النياندرتال والكلاب واستمروا بالصيد منفردين، ولكن وصول الإنسان الحالي لأوروبا وتحالفهم مع الذئاب كان بمثابة القشة الأخيرة التي قضت عليهم، مشيرة إلى أن تاريخ الكلاب لا يقتصر على أوروبا فحسب، بل يعود لبداية غزو البشر الحديث للعالم، حيث إنهم أخذوا الكلاب معهم أينما ذهبوا إلى أمريكا وإلى جزر المحيط الهاديء، وفقد سهلوا الصيد وساعدوا في حراسة الغذاء، "لقد كان تحالفا قويا".


-----------
تاريخ نهوض وسقوط النياندرتال
- ظهر أوائل النياندرتال في أوروبا منذ 250 ألف عام
- ظهر الإنسان الحالي الأول في إفريقيا قبل 200 ألف عام
- ترك الإنسان الحالي إفريقيا قبل 70 ألف عام
- تشارك الإنسان الحديث مع النياندرتال أراضي الشرق الأوسط قبل 50- 60 ألف عام
- دخل الإنسان الحالي أوروبا قبل 45 ألف عام
- اختفى النياندرتال قبل 40 ألف عام