هذه هي قصة خيول وفرسان سوق عكاظ وأوبريت الجنادرية

السبت - 14 أبريل 2018

Sat - 14 Apr 2018

لا يغيب عن بال المشاهدين مشهد الخيول التي تتحرك برشاقة وتنظيم على مسرح الجنادرية أثناء أداء الأوبريت، كما لا ينسى جمهور سوق عكاظ أولئك الفرسان الذين يتجولون على جيادهم في أروقة السوق طيلة أيام الفعالية، أما الجديد الذي قد لا يعرفه البعض هو أن المجموعة ذاتها من الخيول وفرسانها تشارك في المناسبتين.

معلومة تعرفت عليها «مكة» خلال لقائها بناصر العتيبي مسؤول العلاقات العامة والمستشار الإعلامي لمجموعة (صهوات) التي حولها الفارس والمدرب مطلق الجعيد من مدرسة للفروسية إلى أن تصبح الجهة المسؤولة عن توفير كل الجياد المدربة والفرسان المحترفين في مختلف الفعاليات الفنية والثقافية على مدى العشرين سنة الماضية.

وبتجربة يجتمع فيها المسرح والفنون البصرية، يجسد الممثلون الأجواء التاريخية التي تشمل اللوحات الاستعراضية وارتداء الأزياء التقليدية القديمة في الجزيرة العربية، كما يصممون أداءهم التمثيلي وحركتهم الخاصة بحسب طبيعة كل فعالية، فضلا عن تنفيذ ألعاب شعبية كما حدث في سوق عكاظ، حين تم تقديم لعبة (البارود).

والحقيقة أن بعض المشاهد التي تستغرق دقائق أمام المشاهدين قد يتطلب تدريبا يوميا يمتد لمدة شهر كامل بحسب ما يخبرنا العتيبي الذي يؤكد أن هذه هي الطريقة التي يتم بها ضمان تنفيذ الأدوار على أكمل وجه، مضيفا «نتحدث عن أصوات الموسيقى والإضاءات في أوبريت الجنادرية مثلا، فهذه العوامل تؤثر على الخيل ولكن التدريب وموهبة الفارس تضمن عدم تأثر الخيل وأدائه للدور المطلوب بهدوء تام».

وفي جانب آخر، يكشف المستشار الإعلامي لصهوات أن أكبر عدد خيول في عرض واحد وصل إلى 100 جواد، فيما شارك قرابة 200 من الجياد في سوق عكاظ حيث تتطلب طبيعة الفعالية وجودها بشكل مستمر والتبديل فيما بينها لمنحها الراحة، وهو أمر لا يلاحظه الجمهور في الغالب، مضيفا: شاركنا في سوق عكاظ منذ بدايته، كما أننا نقدم عروضا رمزية في ركن السوق بالجنادرية ضمن جناح منطقة مكة المكرمة.

أشياء أخرى قد لا يعرفها بعض المشاهدين وهي أن هذه المجموعة من الجياد والفرسان يمكنها تجسيد سوق حي واستحضار شخصيات من التراث العربي مع وجود نظام صوتي يقدم المعلقات، فيما يتعاون مخرجون ومدربون متميزون على تطبيق عدد من المهارات التي اعتاد الجمهور رؤيتها في المسلسلات التاريخية، ومنها الخدعة التمثيلية التي تظهر موت الحصان في الوقت الذي يبدو فيه نائما وممثلا للدور فقط، وهي خدعة تتطلب تدريبا متخصصا قد يمتد لشهور طويلة.

ينظر العتيبي بكثير من الاعتزاز إلى تجربة تجسيد شخصية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، كما يثمن ارتباط هذه المهنة بالتراث والأصالة العربية والهوية التاريخية للمملكة، مشيرا إلى ما يشعر به أفراد الفريق من مسؤولية لا تنقصها السعادة أثناء أدائهم تلك الأدوار بكل ذلك الانضباط، يعلق «نستشعر دورا عظيما في أن نجسد أهمية الحدث، خصوصا حين نؤدي أمام مقام خادم الحرمين الشريفين ويكون واجبنا حينها أن نقدم صورة مشرفة أمامه حفظه الله، وأمام ضيوفه من مختلف أنحاء العالم».