روسيا تصفي حسابها مع بريطانيا وتتهمها بتزييف كيماوي دوما

الجمعة - 13 أبريل 2018

Fri - 13 Apr 2018

بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توفر دليل على استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيماوية في هجوم على دوما الأسبوع الماضي، عبر ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا عن شعوره بالأسف حيال استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بإنشاء آلية تحقيق جديدة في مثل هذه الهجمات، وفق ما أعلنه الإليزيه أمس.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس بريطانيا بالوقوف وراء هجوم كيميائي مزيف مفترض من أجل تحريض الولايات المتحدة على تصعيد تدخلها في الصراع السوري.

وقالت الوزارة إن الدليل الوحيد لهجوم كيميائي في منطقة دوما التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالقرب من دمشق كان مقطعا مصورا مزيفا تحت ضغط مباشر من لندن.

وأعلنت أمس العثور على الأشخاص الذين شاركوا في فبركة الهجوم الكيميائي بدوما.

وقال المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف، تم إيجاد المشاركين في تصوير فيديو الهجوم الكيميائي واستجوابهم، واتضح أن لديهم تعليما طبيا، وأن المشاركين في تصوير التسجيل في الغوطة الشرقية أكدوا أن هذا التسجيل ليس سوى تمثيلية.

كما اتهم المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا الولايات المتحدة بتبني سياسة صريحة لبث الرعب وإطلاق العنان لسيناريو عسكري في سوريا، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، و»أنه لا يمكن التهاون مع هذا».

بدوره حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن زيادة التوتر بشأن سوريا بعد هجوم كيميائي مشتبه فيه قد تقود إلى تصعيد عسكري خطير، وحث الدول المعنية بالتعامل بشكل مسؤول، وأضاف أن الشعب السوري يتحمل لثمانية أعوام معاناة فوق معاناة، مكررا بأنه ليس هناك حل عسكري للنزاع.

نتائج سريعة

بينما أفاد خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأنه لن تكون هناك نتائج سريعة للتحقيق في مزاعم هجوم بغاز سام في سوريا، ومن المؤكد أن يستمر التحقيق الذي يجريه فريق من المنظمة في مدينة دوما عدة أيام، بعد ذلك يمكن أن يستغرق التحليل المختبري للعينات أسبوعين آخرين، حسبما صرح الكيميائي الألماني رالف تراب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس.

ترقب دمشقي

وتعيش العاصمة السورية دمشق حالة ترقب حذر من قصف أمريكي ربما يطال مناطق داخل العاصمة وعلى أطرافها.

وتشهد حركة خفيفة منذ ثلاثة أيام في حين جهزت الحكومة السورية مقرات طوارئ لإداراتها وإخلاء العديد من المقرات الحكومية الهامة بالتوازي مع تخفيض عدد الموظفين في كثير من الإدارات.

وأكدت مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية لـ(د ب أ) أن العديد من المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية في وسط العاصمة، وضعت في حالة استنفار وجهوزية على مدار الساعة، تحسبا لاحتمالات استهدافها بالضربة العسكرية الأمريكية.

كما جهزت مؤسسات أخرى بعضها ذات طابع إعلامي، مقرات طوارئ خاصة بها مزودة بجميع التقنيات، لنقل مكان العمل إليها فور وقوع أي ضربة عسكرية.

ضغط بريطاني

هذا وضغط مشرعون بريطانيون من جميع الأحزاب، على رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لحملها على عدم المشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا دون التشاور مع البرلمان، بعد أن وافقت حكومتها على الحاجة لاتخاذ إجراء.

وقال زعيم حزب العمال، جيريمى كوربن، في بيان أمس، إن المزيد من التدخل العسكري البريطاني في الحرب متعددة الأطراف المروعة في سوريا يزيد من مخاطر تصاعد صراع مدمر بالفعل.

وغرد المشرع من حزب المحافظين زاك جولدسميث» إن الغرب يحتاج إلى رد واضح إزاء الغضب بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، وقال: إن الحكومة يجب أن تفسر للبرلمان من الذي سيتم تعزيزه إذن، وعندما يتم إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

تهديد مصالح

بدوره، دعا نائب الرئيس العراقي نوري المالكي إلى معالجة الأزمة السورية بالحوار والحلول السلمية، محذرا من تهديد مصالح الدول العربية والإسلامية.

وقال في بيان صحفي: كنا قد حذرنا في وقت سابق من استخدام السلاح في معالجة الأزمة السورية، وثبت أن القوة خيار غير مناسب لحل الأزمة، واليوم نجدد التأكيد على مواقفنا من اللجوء إلى الخيار العسكري ضد سوريا بذريعة استخدام الأسلحة الكيمياوية في مدينة دوما.

وحذر من أن استخدام القوة خارج إطار الشرعية الدولية، يمثل تحديا صارخا للمجتمع الدولي وتهديدا للسلم العالمي، مشيرا الى أنه سيؤدي إلى اندلاع نزاع عسكري في المنطقة والعالم يصعب السيطرة عليه، وبما يشكل تهديدا خطيرا لمصالح شعوب ودول العالمين العربي والإسلامي، التي ما تزال تدفع ثمنا باهظا في المجالات المادية والبشرية في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وباقي الجماعات التكفيرية.