حسن الشمراني

شعب ما له حل

الجمعة - 13 أبريل 2018

Fri - 13 Apr 2018

عاصرت حرب الخليج الأولى بكل أهوالها وأحداثها وشحنها النفسي وتأثيرها على الشعب السعودي، والذي أصبح بين عشية وضحاها طرفا في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، سوى أن زعيما متهورا أرادها أن تكون حربا عبثية تستهدف جيرانه بدلا من أعدائه، كانت الأحداث تتوالى ونذر الحرب تتصاعد والإشاعات تنتشر هنا وهناك، وكان الكل يترقب إلى ماذا ستؤول هذه الحرب؟

ومع انطلاق شرارة الحرب وبداية انهمار الصواريخ الباليستية على مدن المملكة وتحديدا على العاصمة الرياض، كان هناك ما لم يتوقعه العدو، فما هي إلا ليلتان أو ثلاث حتى أصبحت هذه الصواريخ مجرد ألعاب نارية ومهرجانا ترفيهيا لسكان الرياض، فما إن تنطلق صافرات الإنذار معلنة قدوم صاروخ معاد حتى يخرج الناس إلى الشوارع لترائي الصاروخ وكأنهم يتراؤون الهلال فيشاهدون كيفية اعتراضه من قبل المضادات الأرضية، ثم بعد ذلك تبدأ رحلة البحث عن الشظايا والوقوف عليها وتصويرها، وهو الأمر الذي أدهش مصوري القنوات الأجنبية الناقلة للحدث في ذلك الوقت، والذين كانوا لا يحضرون إلى مكان الحدث إلا في وقت متأخر جدا، وذلك بعد زوال الخطر.

واليوم وبعد مرور ما يقارب الثلاثة عقود من الزمان على تلك الأحداث فإن الواقع يعيد نفسه، وتتعرض الرياض لصواريخ الخونة وبائعي الأوطان، ويبقى الشعب السعودي كما هو ثابت الجنان لا يأبه للحاقدين والمتربصين، ويعود إلى ممارسة طقوسه القديمة مع كل صاروخ يلوح في أجواء المملكة، لتبدأ رحلة البحث عن شظايا الصواريخ عبر الشوارع والميادين، وبث الحدث بالصوت والصورة إلى أرجاء المعمورة وسط قهقهات الشباب وضحكاتهم، لتتحول ليلة تبعثر الصواريخ وسقوط الشظايا إلى ليلة من الاحتفال العفوي المشوب بالسخرية من أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم ترويع الشعب السعودي، وكرسالة إلى العالم بأن هؤلاء هم أبناء أولئك الرجال الذين كانوا يسخرون من شظايا صواريخ حرب الخليج، وأن الزمن لم يغيرهم، فها هم اليوم يمارسون سخريتهم من كل معتد وعميل وبطريقتهم الخاصة جدا، الشعب السعودي ما له حل.