قمم (العزم) وقرار (الحزم) تقود القمة العربية للنجاح وترسم واقعا جديدا

القمة العربية التي اختتمت أعمالها يوم الأحد الماضي في شرم الشيخ المصرية عكست اﻹرادة العربية في مواجهة اﻷخطار المحدقة بها من المحيط إلى الخليج، ولذا جاءت القمة مختلفة في طرحها ومعالجتها للقضايا المنظورة، حيث يجمع المراقبون على أن قرارات القمة في دورتها السادسة والعشرين تختلف عن سابقاتها من القمم

القمة العربية التي اختتمت أعمالها يوم الأحد الماضي في شرم الشيخ المصرية عكست اﻹرادة العربية في مواجهة اﻷخطار المحدقة بها من المحيط إلى الخليج، ولذا جاءت القمة مختلفة في طرحها ومعالجتها للقضايا المنظورة، حيث يجمع المراقبون على أن قرارات القمة في دورتها السادسة والعشرين تختلف عن سابقاتها من القمم

السبت - 04 أبريل 2015

Sat - 04 Apr 2015



القمة العربية التي اختتمت أعمالها يوم الأحد الماضي في شرم الشيخ المصرية عكست اﻹرادة العربية في مواجهة اﻷخطار المحدقة بها من المحيط إلى الخليج، ولذا جاءت القمة مختلفة في طرحها ومعالجتها للقضايا المنظورة، حيث يجمع المراقبون على أن قرارات القمة في دورتها السادسة والعشرين تختلف عن سابقاتها من القمم.

فرغم الجراحات ونزف الدماء التي تعانيها الأقطار العربية والانقسام الذي تشهده بعض دول ما يسمى الربيع العربي، إلا أن جهود المملكة كقائدة للعمل العربي والإسلامي استطاعت لمّ الشمل ليخرج العرب بقمة ناجحة وسط إجماع يدعم (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة وشقيقاتها اﻷربع في دول مجلس التعاون الخليجي ومشاركة خمس دول بقوات عسكرية ودعم لوجستي واستخباراتي من عدد من دول العالم في مقدمتها الولايات المتحدة اﻷمريكية، هذا اﻹجماع والالتفاف العربي لم يكن ليتحقق بهذه الصورة التي جنبت الخلافات وعملت على رأب الصدع لولا اﻹرادة الكبيرة التي تمثلت في سعي المملكة الدائم والداعم لاستقرار المنطقة، فكانت دعوتها لعقد مؤتمر المانحين لمصر والذي شهد نجاحا كبيرا كان لدول الخليج العربي الدور الكبير فيه، سعيا لثبات مصر وعودتها لساحة القرار وحضورها الإقليمي والعالمي.

من هنا ندرك أهمية الخطى التي سارت بها المملكة بثبات ورؤية واضحة للعمل على استقرار المنطقة وفق التفاهمات السياسية وإعطاء مساحة كافية للعمل الدبلوماسي الذي تكلل بإجماع عربي يعد نقطة تحول كبير وصفحة جديدة للدور الريادي العربي المنطلق من الذات وإليها، دون الاعتماد على أية قوى خارجية، فقد كان لثقل المملكة وقيادتها وثقة العالم في سياساتها التأثير الكبير في حشد الرأي شرقا وغربا والتأييد الشعبي في مختلف الأقطار الإقليمية والعالمية لإنقاذ اليمن من عصابات الدمار والقتل التي تنفذ خطط ملالي طهران وأجندتها الحالمة بالإمبراطورية الفارسية، وأغراها تحالف العبث مع الرئيس المخلوع علي صالح، للتمادي في إرهاب اليمنيين واحتلال مدنهم رغم تحذيرات المملكة ودول الخليج من استمرار الأعمال الوحشية ضد اليمن وشعبه وزعزعة أمنه الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن دول الخليج.

لكن الحوثي ومن يقف وراءه لم يحكّموا منطق العقل للجلوس على طاولة الحوار، فاستمرت الجماعة في غيها، وأخذت تقفز على إرادة اليمنيين، لتفاجأ بالعاصفة وهي تنسف خططها وأحلامها، يدل على ذلك حالة الهستيريا التي ظهر بها بعض من ينتمون للجماعة الإرهابية عبر وسائل الإعلام وتلك التصريحات الحاقدة لبعض الساسة الإيرانيين الذين وجدوا أنفسهم وقد تناثرت أوراقهم وانكشفت الكثير من الدسائس، ومع انطلاق (عاصفة الحزم) بهذا التأييد الدولي الواسع على المستوى الرسمي والشعبي، وخروج القمة العربية بهذه القرارات المؤيدة لاستمرار (العاصفة) إلى أن تسلم جماعة الحوثي كل ما استولت عليه، وتقرير إنشاء قوة عربية تشارك فيها الدول اختياريا لحماية أوطانها وأمنها القومي، بهذا اﻹجماع وبهذا الحزم الرامي إلى استقرار اليمن وعودة الشرعية إليه وقطع التدخلات اﻹيرانية في المنطقة تضع المملكة بقيادتها المباركة ومشاركة الدول العربية العالم أمام مرحلة جديدة لها فيها زمام المبادرة التي كادت أن تفقدها بفعل الاختلافات التي حدّت من عملها المشترك في فترات سابقة.

لقد شكّلت قمم العزم التي عقدها خادم الحرمين الشريفين مع قادة وزعماء العالم وقراره التاريخي بإطلاق (عاصفة الحزم) ومطالبته في القمة العربية بإعادة صياغة ميثاق الجامعة العربية، بداية لمرحلة جديدة من العمل العربي واﻹسلامي، يؤكد ذلك الواقع الجديد الذي يفرض نفسه على الخارطة، ويدفع بالأمة نحو الصدارة من خلال معالجة قضاياها العالقة، ووضع حد فاصل للتدخلات الإيرانية في المنطقة بداية من اليمن، والتي يرى كثير من المراقبين أنها ستكون نقطة بداية للعمل على حل بقية القضايا في الأقطار العربية الأخرى في سوريا والعراق ولبنان وليبيا.

فقد أعطت عاصفة الحزم وقرارات القمة العربية رسالة واضحة لكل من يحاول المساس بمقدرات الأمة من خلال توظيف المأجورين والخونة ومثيري الفتن باللعب على وتر الطائفية البغيضة، وليس أمام طهران وأصحاب الدسائس اليوم سوى الكف عن اللعب بالنار والعودة إلى تصحيح مسارات العمل إن هي أرادت البقاء على علاقة مع دول الجوار والدول العربية عامة، وأن تعي جيدا أن قفزها على المواثيق التي تحكم علاقات الدول، والتأكيد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ﻷي دولة، هي أساس التعامل وخاصة حينما يكون مع الكبار وملاك القرار وصناع التاريخ.