دخيل سليمان المحمدي

عندما يكون التهريج ثقافة

السبت - 31 مارس 2018

Sat - 31 Mar 2018

في كل ساقطة نشاهدها لدعم شهرة هؤلاء المهرجين وإعطائهم أكبر من حجمهم نمني أنفسنا بأن تكون غلطة أو خطأ عارضا لربما يندم عليه ولا يتكرر مرة أخرى، ولكن للأسف الشديد نعود ونكتشف بأن هناك إصرارا قويا على هذه الأعمال الجاهلة التي جعلت المهرجين يزاحمون المثقفين في محافلنا وأنشطتنا وبرامجنا التلفزيونية، حيث شاهدنا الكثير من البرامج تستضيف هؤلاء الجهلاء من أجل كلمة مضحكة أو مقاطع تافهة نشروها عبر حساباتهم الشخصية ترويحا عن أنفسهم، وها هو الإصرار يستمر ويصل إلى ذروته عندما فوجئ الجميع بأن أحدهم تأهل إلى منصات المثقفين والأدباء والمفكرين، مزاحما إياهم في أكبر محافلهم، وذلك عندما جرى الإعلان عن كتاب «توصون شيء ولاش» الذي كتبه وألفه طفل برنامج الكيك المهرج «أبو جفين» الذي وقعه في معرض الرياض الدولي للكتاب.

هل أصبحت منصات فسح وتوقيع الكتب التي تصاحب هذا المحفل العالمي بهذه البساطة التي جعلت من هذه العقليات تعتليها، مزاحمة كثيرا من الأدباء والمثقفين الذين أفنوا سنوات عمرهم علما بما يفوق سن مزاحمهم الذي أصبح زميلا لهم ومشاركا معهم بكتابه الذي أخذ من اسمه عنوانا لما يحويه من تفاهات لا ترتقي إلى أن تكون أسطرا في كتاب يعتلي منصة معرض عالمي للكتاب؟

هل هناك لجنة تراجع ما تحويه الكتب التي يتم عرضها في معارض الكتاب، إذا كانت لا توجد لجنة مختصة بذلك فتلك مصيبة، وإن كانت هناك لجنة فالمصيبة أعظم، لأن كتاب المؤلف المذكور به بعض القصص التي لا تصلح لأن يقرأها أطفال في عمره.

إن الخفة والسهولة اللتين يتعامل بهما الناشرون مع النشر، بحجة دعم الشباب، أعدهما قاتلتين لتعريهما من أصول الكتابة الصحيحة فكرا وفائدة.

لماذا لا نتعاطى بوعي مع هذه النوعية من الشخصيات المتسلقة بطرق تهريجية دون القدرة على إثراء الساحة بالعلم والمعرفة، وذلك بمراقبة الأطروحات، والتوقف عن عمل الدعايات والتسويق لهم وشهرتهم.