أكاديمية: الشعر لم يعد ديوان العرب

الخميس - 12 أبريل 2018

Thu - 12 Apr 2018

u0627u0644u0645u0634u0627u0631u0643u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u062cu0644u0633u0629 (u0645u0643u0629)
المشاركون في الجلسة (مكة)
حظيت الجلسة الثانية من جلسات مهرجان جواثى الخامس، الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي، وحملت عنوان "التنشئة والأجناس الأدبية في الدراسات النقدية الحديثة" أمس، بالكثير من الأطروحات القيمة من كتب التراث القديم، وحل الجاحظ ضيفا في ورقة الدكتور عامر الحلواني والدكتور حمد الدخيل، خلال الجلسة التي شاركا فيها مع الدكتور عبدالله حامد، والدكتورة أشجان هندي، وأدارها الدكتور معجب العدواني.

وطرح المشاركون الكثير من المفاهيم التي غابت عن أدب الطفل، وأرجع الدكتور الدخيل غياب مصطلح التنشئة عن معجمات اللغة إلى أنها لم تكن يوما من الأيام من اهتمام دارسي الأدب، ولاسيما المختصين، لأن هذه التجربة الأدبية كانت غائبة في المصادر الأدبية وبخاصة كتب التراجم الأدبية، ومما يؤيد عدم وجودها تعريفا أو مصطلحا أن التنشئة الثقافية لم تعرف إلا في عام 1948، ليس في الأدب العربي، بل في الغرب، وتحديدا في علم الاجتماع، وأول من عرفها وتحدث عنها عالم الاجتماع الأمريكي هركوفتس، في كتابه الإنسان وإعماله.

وقال الدكتور الدخيل إن من يطلع على مؤلفات الجاحظ يعجب أشد العجب من كثرتها وتنوعها، ويتساءل كيف تسنى له أن يؤلف هذا العدد من الكتب والرسائل، ويطرق بها موضوعات شتى أكثرها لا يخطر على بال قارئ.

فيما أوضح الدكتور عبدالله حامد أن أدب الرحالة فيه نموذج تعايش مع الآخرين، موصيا بإدخاله في المناهج الدراسية، الأمر الذي قوبل برفض أحد المداخلين واعتراضه على تدريسها، لأن المنهج الدراسي المفروض على الطالب لا يحبذه.

الدكتورة أشجان هندي رأت أن الشعر لم يعد ديوان العرب، وهذا واقع له أسبابه وظروفه وموضوعاته التاريخية والسياسية والاجتماعية، فلقد كان ديوان العرب حين كان سجلا يدون تفاصيل حياتهم، أيامهم وأنسابهم وغيرها، وهذا دور لم تعد تتبناه القصيدة اليوم، ولا يبدو أنها ملزمة به، فهناك اليوم الكثير مما يمكنه تأدية الدور نفسه ومنها السجلات التي تحفظ ذلك، إلى جانب أن الرواية قد تمثل الدور ذاته الذي كان الشعر يؤديه سابقا.

ورأت هندي أن صناعة الأدب ستحل كثيرا من الإشكاليات المتعلقة بدور عوامل التنشئة في تشكيل ذائقتي الإبداع والتلقي، كما أنها سترتقي بقيمة الأدب، وتدفع إعادة النظر في قدرته على الإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى أنها سترد على من يقول بأن الأدب مما يجب الاستغناء عنه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة من عمر الازدهار والتنمية في وطننا، بحجة أنه بمنتجه ومنتجيه يمثل أحد عوامل تعطيل التنمية، في مقابل الدور الكبير والعصري الذي تلعبه التكنولوجيا والعلم.