وزير خارجية فرنسا: رؤية 2030 ترسخ التعاون الاستراتيجي

الثلاثاء - 10 أبريل 2018

Tue - 10 Apr 2018

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، خلال افتتاحه منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الفرنسي في باريس أمس، أهمية الشراكة وتنميتها، ولا سيما في مجالات الطاقة والعمل للفترة ما بعد البترول والنفط، بما تملكه فرنسا من تقنيات ومهارة في تلك المجالات، وبما تزخر به المملكة من موارد طبيعية وإمكانات كبيرة.

وأشار إلى التزامن المهم بين الجهود التي توليها فرنسا للإصلاح في الكثير من قطاعاتها مع رؤية المملكة، وقال إنها فرصة رائدة لتوحيد الجهود وإعطاء زخم جديد لحركة الاستثمار المتبادل وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع المملكة التي لها أهمية وبعد في مختلف المجالات، مضيفا أن الشراكة تكون فاعلة بالعمل من خلال الخطة الطموحة لتسخير كافة الإمكانات مستدلا بما جاء في رؤية 2030 والاستفادة من التقنيات الحديثة.

وتأتي فعاليات المنتدى، الذي ينظمه المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية، ضمن النشاطات المصاحبة لزيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الرسمية للجمهورية الفرنسية.

وأوضح لودريان أن فرنسا يمكنها الإسهام في عدد من المجالات كالإنتاج الغذائي والأدوية والصحة والبيئة وتحلية المياه ورقمنة الاقتصاد وبناء المدن الذكية، وكذلك القطاع الترفيهي والسياحي، ملمحا إلى أهمية موقع العلا كمعلم سياحي يزخر بالآثار ويعزز من الجذب السياحي ويعد مجالا خصبا لتوطيد العلاقة في هذا المجال.

نهضة جديدة

من جهته أوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن لقاء ولي العهد في زيارته الحالية مع كبار المسؤولين الفرنسيين يجدد أهمية العمل وفي جميع المجالات، ومواجهة الصعوبات للقيام بنهضة جديدة في البلدين، مبينا أن رؤية المملكة 2030 بالغة الأهمية والطموح تسعى لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية ضمن برامج إصلاحية، ولا سيما في قطاع الاستثمار، ومنح المزيد من الفرص للقيادات الشابة وإعطاء زمام المبادرة، لتكون المملكة أكثر قدرة على جلب الاستثمارات الأجنبية.

وقال: نتشارك مع الفرنسيين هذا الطموح في فتح مجالات الاستثمار لما يشهده البلدان من تطور وانفتاح سريع، من خلال تقديم إسهامات جمة في التطور والنمو في المملكة، وتسخير كل الطاقات والإمكانات لتحقيق الأهداف، منوها بالموقع الجغرافي المتميز للمملكة بين القارات الثلاث وأهميته البالغة في التواصل بينها.

طاقات الشباب

وأكد الفالح أهمية العمل على تنفيذ مسارات الرؤية من خلال برامجها، والاستثمار في طاقات الشباب التي توليها المملكة عنايتها، وكذلك التكنولوجيا التي تبلغ فيها الشركات الفرنسية باعا طويلا ومركزا متقدما من خلال الثورة المعلوماتية الحديثة، مرحبا بالكليات الفرنسية لزيارة المملكة للاطلاع والمشاركة في النهضة التقنية الرقمية وإنشاء الشبكات الذكية.

وتطرق إلى مشروع مدينة نيوم وتخصيص صندوق استثماري لهذا المشروع الطموح والواعد، وإلى مشروع الطاقة الشمسة، ومشروع العلا السياحي وأهمية الاستثمار في هذه المجالات للحصول على المصلحة وتحقيق الأهداف، داعيا إلى مزيد من التعاون المشترك مع الجانب الفرنسي ودعم المبادرات في القطاع الخاص في البلدين.

تقديم تسهيلات

عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى التي شارك فيها وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، حيث أشار إلى ما تشهده المملكة من نهضة رائدة وما تزخر به من مقومات وفرص استثمارية، وتعمل على مشروعات كبيرة في مسارات الإصلاحات الاقتصادية والمضي قدما في تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030، وكذلك ما أتاحته من فرص للجذب الاستثماري وتقديم التسهيلات في الإجراءات والاستفادة من النشاطات على المدى الطويل، بالإضافة إلى استعراض لما وصلت إليه المرأة من الإسهام في عدد من مناحي الحياة.

وتطرق الفالح خلال الجلسة إلى ما تعمل عليه المملكة من دفع بقطاع الطاقة، لافتا إلى أن المملكة ستبقي على إنتاجها بشكل طبيعي، وتسعى للاستثمار في الطاقات الخضراء، ولديها موارد طبيعية، وتستثمر أيضا في التوزيع الجزئي للطاقة النووية، وهذه الأنشطة تفتح المجال للاستثمار فيها.

منطقة واعدة

وتحدث في الجلسة رئيس مجموعة بي إن بي باريباس، جين ليميري، مشيرا إلى أن المجموعة التي لها نشاط في المملكة تعمل في مجال المصرفية والاستثمار والتمويل تلحظ تغيرا كبيرا في نمط الحياة المعاصرة وزيادة في معدلات النمو والطلب على مشروعات التمويل، وأن المؤسسات المصرفية تتجه كوسيلة للمستثمرين لتأمين احتياجاتها في المستقبل.

ورأى أن الاستثمار في المملكة أمر جيد، ولا سيما في البناء والعمران والإسكان، حيث المملكة منطقة واعدة باعتبار قوتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي، وتشهد تنافسية قوية تحتم على المستثمرين تقديم الخدمات المتميزة والعمل على تقديم التسهيلات لأصحاب الشركات.

سرعة الإنجاز

وعبر رئيس مجموعة توتال الفرنسية باتريك جيان عن أهمية المملكة بالنسبة لقطاعات الصناعة والاقتصاد والاستثمار في فرنسا، مبينا أن رؤية المملكة 2030 تعمل على تحفيز تلك القطاعات وسرعة الإنجاز بالإسهام والمشاركة مع ما تعيشه المملكة من مرونة في التسهيلات للاستثمار الأجنبي.

وأشار إلى مشاركة المجموعة مع أرامكو في محطة تكرير للنفط، ورغبة توتال في تنفيذ عدد من المشروعات، مشيدا بالموارد البشرية السعودية التي تمتلك المهارة والقدرة.

الرياضة ضمن الاقتصاد

وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «نمط الحياة الجديدة .. الثقافة والسياحة والصحة» أشارت وكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير الأميرة ريما بنت بندر، إلى أن من الأهمية السعي لتحسين معايير الرياضة بمشاركة أكبر عدد ممكن في هذا المجال للوصول إلى صحة جيدة للجميع الرجال والأطفال والنساء.

وأوضحت أن هناك سعيا لإدخال الرياضة في الاقتصاد ضمن برامج رؤية المملكة 2030، مبينة أن المملكة ستكون مركزا في عام 2020 لأصحاب الأفكار الإبداعية سواء في البنى التحتية أو غيرها من المجالات.

إنشاء وكالة تقنية

وتحدث موفد فرنسا إلى مشروع العلا عمر المدني عن المشروع وما يشمله من آثار وأعمال حفرية، وما يجري فيه من أعمال لتحويله إلى وجهة سياحية من مشروعات حركة النقل ومجال الاستثمار في المواقع الثقافية.

كما تحدث جيرارد ميسترال المبعوث الفرنسي إلى العلا عن إنتاج الطاقة المتجددة في مواقع العلا وتحلية المياه ضمن مساهمات الجانب الفرنسي في المشروع.

وبين أن إسهام الجانب الفرنسي سيكون بإنشاء وكالة تقنية لإدارة كل الأنشطة المطلوبة في الموقع، والحفاظ على المناظر الطبيعية وصيانتها وتقديم الخدمات فيها.

وتحدث لؤي فقيها عن مشروع نمط الحياة، وعن عوامل السعي التي تأخذ بالاعتبار مشروع العلا من توفير وسائل الترفيه الحديثة وتهيئة مقومات الحياة الاجتماعية.