شم النسيم كان رمز البعث والحياة لقدماء المصريين

الاحد - 08 أبريل 2018

Sun - 08 Apr 2018

6653-3
6653-3
ارتبط عيد الربيع وشم النسيم في مصر بالكثير من الأساطير الفرعونية، واكتسب الكثير من العادات والطقوس المصرية القديمة التي تعود لعصور الفراعنة.

ونقل المصريون والعالم الكثير من طقوس ذلك اليوم، وما تركه الفراعنة من نقوش ورسوم على مقابر ومعابد الأقصر والجيزة وأسوان وقنا وسوهاج.

وربما نقل الإغريق فكرة بيضة الفصح، من الفراعنة إلى بلدان أوروبا، حيث اعتبر الفراعنة قبيل آلاف السنين، أن البيضة هي رمز للبعث والحياة، وبحسب معتقدات قدماء المصريين، فإن الإله خرج من بيضة مقدسة.

وقال عالم المصريات فرنسيس أمين أمس: إن كثيرا من عادات قدماء المصريين، في الاحتفال بشم النسيم باقية إلى اليوم، مثل تناول السمك المملح والفسيخ والبصل والبيض، وبعضها بدأ في الاندثار مثل تناول الملانة، أي الحمص الأخضر.

وأشار إلى أن قدماء المصريين اعتبروا فصل الربيع الذى يعرف لديهم باسم «شمو»، هو أهم تلك الفصول التي كانوا ينتظرون قدومها بسعادة وفرح، وكانت بدايته عيدا، وأقاموا بهذه المناسبة احتفالات دينية وشعبية، وكان «شمو» هو الفصل الذى تزهر فيه النباتات، لطقسه الربيعي المعتدل، واعتبر قدماء المصريين بداية هذا الفصل من العام، بأنه رمز للبعث والحياة.

ولأن استنشاق نسيم أول أيام «شمو» كان بمثابة بعث لحياة جديدة لدى قدماء المصريين، فقد كانوا يخرجون في ذلك اليوم، منذ ساعات الصباح الباكر ليستنشقوا النسيم، وينطلقون وسط النيل على متن القوارب، لتنسم هواء الربيع بين مياه النهر المقدس.

وكان شم النسيم عيدا دينيا أيضا، ومناسبة للتقرب للآلهة بتقديم القرابين التي كانت تتكون من سمك مملح وفسيخ وخس وبصل وملانة وهى الأطعمة التي ارتبطت بذلك اليوم في الماضي والحاضر.

ارتبطت بعض تلك الأطعمة مثل الخس والبصل، بالإله « مين « وهو إله التناسل بحسب اعتقاد قدماء المصريين، أي استمرار الحياة على الأرض، حيث ارتبط شم النسيم، وأطعمته بيوم خلق العالم، وازدهار الحياة، كما عرف البصل كطارد للأرواح الشريرة، وكان يوضع في يوم شم النسيم على أبواب المنازل لمنع الأرواح الشريرة من الدخول للمنزل.

وحول علاقة يوم شم النسيم وعيد الربيع، بالسمك المملح والفسيخ أفاد أمين أن قدماء المصريين هم أول شعب يعرف صناعة تجفيف الأطعمة، مثل الأسماك والخضراوات والفاكهة أيضا، وأن السمك كان له مكانة كبيرة في مصر القديمة، وأن هناك مدنا مصرية مثل إسنا في جنوب الأقصر، والبهنسا في المنيا اشتهرتا أيضا بصناعة السمك المجفف (الفسيخ)، وأن جبانة من السمك المحنط وجدت وسط الرمال في مدينة إسنا.

وأشار إلى أن مقابر الفراعنة ومعابدهم تمتلىء بمناظر تجفيف وتحنيط الأسماك، وأن هناك مشاهد تصور المتوفى (صاحب المقبرة) في صورة سمكة.