الخارجية الفلسطينية تدين إفشال أمريكا إصدار بيان في مجلس الأمن

السبت - 07 أبريل 2018

Sat - 07 Apr 2018

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأقسى العبارات مواقف المسؤولين الأمريكيين، المتمثلة بتصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، التي تحدث فيها وكأنه ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يعطي التعليمات لأبناء الشعب الفلسطيني المشاركين في مسيرات العودة السلمية، ويوجه لهم التهم ويحملهم المسؤولية.

ورأت في بيان لها أمس، أن تلك المواقف تتجاهل بشكل مقصود الاحتلال ومذابحه التي أدت إلى وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وتمثل خروجا فاضحا على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى المبادئ السامية التي أنشئت على أساسها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها الحق في التظاهر السلمي ومبادئ حقوق الإنسان، وامتدادا لعقلية الاحتلال وجنرالاته القتلة الذين يحاولون تشويه صورة الكبرياء والكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني من خلال اتهامهم بتلقي أموال مقابل مشاركتهم في المسيرات.

وأبانت الوزارة أن المواقف الأمريكية مع سياسة وجرائم الاحتلال، تعد إمعانا في العدوان غير المبرر على شعبنا، وانقلابا على مرتكزات النظام الدولي.

وأكدت أن الشعب الفلسطيني بصموده وبرفضه السلمي للاحتلال والحصار، وبالتفافه حول قيادته، قادر على إسقاط المشاريع الأمريكية التصفوية، وأنها ستواصل تحركها السياسي والدبلوماسي في جميع المحافل والساحات دفاعا عن شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، بما في ذلك رفع ملف مذابح الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية.

كما أدانت الوزارة بأشد العبارات، إفشال الولايات المتحدة الأمريكية صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، للمرة الثانية، بخصوص ما يجري على حدود قطاع غزة، بعد أن أفشلت مشروع بيان مماثل الجمعة الماضي، علما أن البيان متواضع وغير ملزم وأضعف ما يمكن أن يصدر عن المجلس.

وعدت أن هذا الموقف الأمريكي المنحاز بشكل أعمى للاحتلال يمثل حماية مقصودة وتغطية مباشرة على المذبحة المتواصلة التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا المشاركين في مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع غزة، وامتدادا لمواقف أمريكية معادية لشعبنا وحقوقه، واستمرارا في محاولاتها لإجهاض أي جهد فلسطيني وعربي مشترك في مجلس الأمن، وترجمة لمواقفها السياسية ومشاريعها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ورأت أن تعطيل أمريكا لدور مجلس الأمن ومنعه من تحمل مسؤولياته، يفرض على الدول الأعضاء وعلى المجتمع الدولي البحث عن صيغة جديدة لعمل المنظومة الأممية، بحيث تبطل هذه الصيغة مفعول «الفيتو» والاعتراض الأمريكي إذا كان مخالفا للمبادئ والمواثيق والأهداف التي أنشئت على أساسها المنظومة الأممية، وبدون ذلك سيبقى مجلس الأمن رهينة عاجزة في ظل الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال، وسيفقده ما تبقى من مصداقيته، الأمر الذي يشرعن «شريعة الغاب» ومفاهيم البلطجة والقوة.

وأكدت أنها ستواصل العمل بكل قوة من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتتبع جميع الإجراءات القانونية الدولية لتشكيل لجنة تحقيق أممية في جرائم الاحتلال، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين من سياسيين وعسكريين.

يشار إلى أن غرينبلات قال في تصريحات إن بلاده تدين القادة والمتظاهرين الذين يدعون إلى العنف ويرسلون الأطفال إلى السياج مع علمهم أنهم قد يصابون أو يقتلون، لكنهم يذهبون لهناك من أجل تلقي الأموال.

كما أعربت مصر عن إدانتها لاستمرار استخدام العنف والقوة المفرطة من جانب السلطات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للأسبوع الثاني على التوالي بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان، على رفض القاهرة لاستخدام القوة وإزهاق أرواح مدنيين يشاركون في مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وطالبت المجتمع الدولي بالعمل الجاد من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فضلا عن باقي الحقوق التي أقرتها الشرعية الدولية.

هذا وأعربت مؤسسة القدس الدولية عن قلقها البالغ بسبب مضي سلطات الاحتلال الإسرائيلية في مسارات تهويد القدس المحتلة واقتحام المستوطنين المتواصل للمسجد الأقصى.

وأشارت في بيان أمس، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على المضي في مسارات التهويد المختلفة، ورأت أن تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى وصولا إلى مشروع تهويد وجه الأراضي الفلسطينية المحتلة هي مؤشرات تؤكد، مع غيرها، مضي دولة الاحتلال في مشاريعها التهويدية.

بدوره، ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، بالمواقف الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، واستنكر في بيان مواصلة حملة التحريض التي تقودها الولايات المتحدة دفاعا عن الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها في أرض فلسطين المحتلة.

وقال إن الشعب الفلسطيني لا يستغرب من تصريحات السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي الخرقاء التي أثبتت جدارتها بعدائها له والتي تتماهى من موقع الدونية مع المصالح العنصرية، والاستمرار في خرق القانون الدولي والأخلاق الإنسانية وحماية قوة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك، شيع عشرات الصحفيين الفلسطينيين وسط أجواء من الغضب زميلهم ياسر مرتجي الذي استشهد أمس الأول متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في البطن خلال تغطيته أحداث مسيرات العودة الكبرى.

ووضع مشيعون على حمالة أخرى كاميرا الشهيد وسترته الواقية من الرصاص المغطاة ببقع من دمه، فيما رفع آخرون لافتات تندد باغتيال الصحفيين.