من خطب الجمعة

الجمعة - 06 أبريل 2018

Fri - 06 Apr 2018

هدأة البال

«أيها المسلمون في كل أمة رجال تفاخر بهم، وتأنس بسيرهم وأخبارهم، تتمثل فيهم أخلاق الأمة الكاملة، وفضائلها العالية، ويمثلون السمو الإنساني في أرقى صوره ومعانيه، وللرجال كما للذهب موازين، فألف كواحد، وواحد كالألف إن أمر عنى، ومن الناس من يزن أمة كاملة، بإيمانه وصدقه وإخلاصه، وإن السكينة ينزلها الله، وهي من تمام نعمة الله على العبد في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش فيها الأفئدة، سكينة على حسب معرفة العبد بربه، وثقته بوعده الصادق، وبحسب إيمانه وقربه من ربه، إن الطمأنينة والسكينة نعمة من الله ينزلها على عبده، فلا ينزعج لما يرد عليه من المصائب والمحن، وذلك إذا قام في قلبه إيمان راسخ ويقين صادق، واستسلام لله وطاعة، فيزيده ذلك إيمانا وقوة وثباتا، أيها المسلمون السكينة باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وألذ ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى، وهو الأساس في حلول الطمأنينة في القلب، والسكينة في النفس، وحسن الصلة بالله والانطراح بين يديه ودوام الخضوع له، كل ذلك جالب للسكينة والطمأنينة وهدأة البال، وذكر الله وتلاوة القرآن من أسباب حلول السكينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأهل السكينة لا تستفزهم الأحداث ولا يقلقون ولا يعجلون ولا يستخفنهم الذين لا يوقنون، موقنون بنصر الله وإن تطاول الكفر وتطاول الفساق».

صالح آل طالب - الحرم المكي

نعيم لا ينفد

«الدنيا دار فناء وفراق وبليات ومواجع، ويقاسي فيها العبد الكد والتعب، وإن الجنة دار للكرامة والنعيم الخالص عن الغموم والهموم والأحزان، أيها المسلمون إنه ولما كانت الدنيا دارا للبليات والآفات والتنغيص، يقاسي فيها العبد طلب المعيشة والكد والتعب وعروض الآفات والأسقام والمصائب ومعاشرة الأضداد وتزيين الشيطان وأهل الفساد دعا الجواد الكريم الرحيم العظيم عباده المؤمنين إلى جنته ودار كرامته دار السلام والنعيم، دار خالصة عن الغموم والهموم والأحزان والأكدار، سالمة من المنفرات والآفات والبليات، الله يدعو إلى دار السلام، إن الجنة دار لا ينفد نعيمها، ولا يبيد دار فيها من كل خير مزيد أعدت وأدنيت وقربت وزينت كرامة للمتقين لا يخشون فيها خوفا ولا هما ولا صخبا ولا نصبا، ولا يخافون فيها فقرا ولا دينا ولا إخراجا ولا انقطاعا ولا فناء، وما هم منها بمخرجين وأن من يدخل الجنة ينعم، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ويناديهم مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، وإن رؤية الله تعالى في الجنة هي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مطرودون (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)».

صلاح البدير- الحرم النبوي