عبدالله قاسم العنزي

جرائم الحوثيين في ظل صمت دولي

الجمعة - 06 أبريل 2018

Fri - 06 Apr 2018

الإرهاب ظاهرة قديمة وجدت منذ وجود المجتمعات الإنسانية وتطورت كما تتطور أي ظاهرة إجرامية في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وتوسع الإرهاب ليشمل رقعة جغرافية كبيرة في العالم، ونعلم جميعا أنه ما من دولة صغيرة أو كبيرة متقدمة أو في طور النمو إلا وعانت من جريمة الإرهاب خصوصا في أواخر القرن الماضي وفي مطلع القرن الحالي.

والجديد في تطور هذه الجريمة أو الظاهرة الإجرامية أنها أصبحت ورقة سياسية أو أداة للضغط أو لتمارس الحروب بالوكالة عن داعميها، كما هو مشاهد في اليمن عن جماعة إرهابية عرفت إعلاميا باسم الحوثيين، وهي منظمة شيعية المذهب تأخذ اتجاه التطرف الديني وتمارس أنشطة سياسية، ولها أجندة وأيديولوجيات تديرها من خلالها محاور التأثير في المجتمع اليمني.

وصرحت طهران مرات عدة على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري الإيراني أنهم يدعمون جماعة الحوثي بكافة الإمكانات على الصعيدين العسكري والإعلامي، بمعنى أن الحوثيين لم يعودوا جماعة بسيطة يحمل أفرادها بندقية كلاشنكوف ويمضغون ورق القات! بل أصبحت تصل إليها صواريخ باليستية وخبراء إيرانيون ومن حزب الله لتدريب الحوثيين على استراتيجيات إطلاق الصواريخ الباليستية، وهنالك نمو واضح سياسيا وعسكريا وإعلاميا لهذه الجماعة في السنوات الأخيرة في ظل صمت دولي مستغرب! ولديها قنوات فضائية تتحدث باسمها، وهذا هو التطور الخطير في المنظمات الإرهابية بأن يكون لها قدرات واستراتيجيات وتمارس حروبا بالوكالة عن داعميها.

إن ما قامت به جماعة الحوثي من تهور في إطلاق صواريخ عدة على المملكة العربية السعودية بطريقة عشوائية القصد منها استهداف المدنيين يعتبر جريمة حرب تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، ومما يعده العقلاء واضحا ولا يحتاج إلى أدلة دامغة أن ما أطلق على السعودية صواريخ إيرانية الصنع!

وهذا المتغير يعتبر ظاهرة خطيرة على الأمن الإقليمي وعلى المنطقة، فكيف لجماعة تتمدد وتنمو بصورة واضحة بدعم من إيران ولا يزال المجتمع الدولي يلتزم الصمت في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

ولكن عملية إعادة الأمل لليمن مستمرة والسعودية ستتصدى بكل حزم لكل من يعتدي على أمنها وحدودها، ولها الحق المشروع في التصدي لكل عدوان بكل الطرق والوسائل، لأن ذلك يعد إعلانا صريحا من الجماعة المتمردة بأنها وداعميها لا يقبلون السلام.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال