علي الغامدي

فسيولوجيا جنون الحب (هل يقتل الزواج الحب؟)

الخميس - 05 أبريل 2018

Thu - 05 Apr 2018

بعد أن يكون العاشقان قد وصلا مرحلة الوله والهوس اللذين أديا بهما إلى جنون الحب، ماذا سيحدث لمشاعرهما إذا جرت الرياح بما تشتهي سفنهما وتم الارتباط بالزواج مثلا؟ هل تستمر المشاعر نفسها أم إن هناك تغيرات أخرى تحدث لهما؟

الارتباط الجسدي بين الزوجين يقلب الموازين ويغير اتجاه العلاقة ويجعلها تسلك مسارا جديدا مختلفا تماما عن المرحلة السابقة، حيث تخضع هذه المرحلة الجديدة لتغيرات طارئة على كيمياء الدماغ التي تتحكم بمشاعرنا، وليس من السهل تغييرها والسيطرة عليها. ويبقى السؤال الأزلي (هل نحن نتحكم بعقولنا أم عقولنا تتحكم بنا؟) محيرا، فالمفكر ما زال يستخدم عقله الذي قد يراوغه للحصول على إجابة لهذا السؤال.

فبعد أسابيع عدة من بداية الاتصال الجسدي يبدأ الدوبامين الذي تسبب في حالة الهوس والجنون في المرحلة السابقة بالتراجع تدريجيا، فتتلاشى معه الأعراض المصاحبة له، حيث يقل الشعور بالنشوة والبهجة المصاحبة لكل لقاء. ففي كل لقاء لم تعد تتزايد ضربات القلب ولا يتعرق الجسد كما كان يفعل في السابق.

ويتدخل الآن الأكسيتوسين والفازوبينيفرين في المرحلة الجديدة بعد أن تكون قد هدأت عاصفة المشاعر، وهذه النواقل العصبية هي المسؤولة عن الشعور بالارتباط القوي بالطرف الآخر، كما تخضع أجسادنا لمشاعر أخرى مختلفة، فيحل الدفء والرضا والطمأنينة والأمان بدلا من مشاعر الخوف من فقد الحبيب وعدم الأمان على استمرار العلاقة التي كان يسببها الدوبامين في المرحلة الأولى. وتعزز هذه المواد الجديدة الشعور بأن الحبيب جزء مهم من الحياة وعدم القدرة على العيش دونه والحاجة الماسة للجوء إليه للشعور بالأمان في كل وقت.

بالإضافة إلى شعور الارتباط القوي الذي يسببه الأكسيتوسين تزداد مشاعر الغيرة لدى الطرفين، ويميل كل طرف إلى محاولة الحفاظ على شريكه بشدة. قد يعقب ذلك فترة من الركود ينخفض فيها الفازوبينيفرين الذي ارتفع بداية المرحلة فيقل عندها الاهتمام بشريك الحياة.

في هذه الفترة يبدأ الزوجان بملاحظة الأخطاء التي حجبها عنهما هرمون الدوبامين في المرحلة الأولى، والذي تسبب في استحسان جميع تصرفات الطرف الآخر، وهي أكثر عرضة للمشاكل الزوجية إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم.

إذا استمرت العلاقة بهذا الشكل قد تنتهي بنوع من الملل وقد يحدث الانفصال. لكن علماء الأعصاب يوصون بإعادة تنشيط هذه العلاقة بعيش تجارب جديدة ومثيرة، وقد ثبت أن خوض المغامرات الخطيرة معا يؤدي إلى تقوية العلاقة من جديد وتنشيط شعور النشوة المشابه لذلك الموجود في المرحلة الأولى.

فهم التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لأجسادنا في علاقاتنا المختلفة قد يساعدنا على تجنب حدوث كثير من الأخطاء، ويعزز المشاعر الجميلة التي تتخلل تجارب الحب.

1 ماذا يحدث بعد الوصول لمرحلة جنون الحب؟

2 هل يقتل الزواج الحب؟

3 ما تأثير الهرمونات الجديدة التي تتدخل في هذه المرحلة؟

4 ما هي أخطر فترات مرحلة الزواج؟

5 كيف نتجنب فتور العلاقة؟

AliGhamdi2@