محمد العوفي

الطاقة الشمسية.. استثمار المستقبل

الاثنين - 02 أبريل 2018

Mon - 02 Apr 2018

مستويات الإشعاع الشمسي العالي الذي تتمتع به السعودية من أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، إذ تتلقى في المتوسط حسب التقارير والدراسات المتخصصة في الطاقة الشمسية ما بين 1800 إلى 22000 كيلووات في الساعة لكل متر مربع في السنة، وبمعدل إسقاط إشعاعي يومي يصل إلى نحو 8300 وات لكل متر مربع في الساعة، مما سيجعل تصدير الطاقة المستدامة أحد خياراتها المستقبلية في ظل توقع وكالة الطاقة الدولية أن تكون الطاقة الشمسية أكبر مصدر للطاقة في العالم بحلول 2050م.

يضاف إلى ذلك رخص تكلفة سعر الكيلووات، فوفقا لتقديرات «Solar Direct» فإن التكلفة في السعودية تتراوح ما بين 70 و100 دولار للكيلووات/ ساعة، ويختلف هذا السعر من منطقة لأخرى، إذ تبلغ تكلفة الإنتاج في معامل الطاقة الشمسية في مناطق غرب السعودية سعر 70 دولارا للكيلووات/ ساعة، وسعر 100 دولار للكيلووات/ ساعة للمعامل الواقعة على الخليج العربي، وفي المقابل فإن تكلفة سعر الكيلووات/ ساعة في معامل الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة التي يتوقع أن تبدأ الإنتاج بحلول عام 2019 ستتراوح بين 130 و243 دولارا.

هذه الميزة النسبية، وما تضمنته مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030» التي وقعها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة مع رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك ماسايوشي سون لإنتاج نحو 200 جيجا وات من الطاقة الشمسية، ستمنح السعودية فرصة كبرى في السيطرة على مصادر الطاقة المستقبلية في ظل التوقعات العالمية لسيطرة الطاقة الشمسية خلال الثلاثين سنة القادمة، إلى جانب سيطرتها على الطاقة البترولية.

هذا الإنتاج الكبير سيغطي احتياج المملكة الحالي البالغ 75 جيجاوات، وسيغطي الطلب المتوقع على الكهرباء في المملكة الذي سيتجاوز 120 جيجاوات بحلول عام 2030، وسيكون هناك فائض يصل إلى 80 جيجاوات سيتم تصديره عبر الشبكات الكهربائية المترابطة حسب تصريحات الأمير الدكتور تركي بن سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، علاوة على أن 7.5% من مساحة المملكة لمشروعات الطاقة الشمسية تكفي لسد احتياج العالم من الطاقة.

خلاصة القول، الاستثمار في الطاقة الشمسية رغم تأخره كثيرا سيمنح السعودية ميزة تنافسية في إنتاج الطاقة الشمسية واستهلاكها، سواء كان ذلك محليا، أو في حال تصديرها إلى العالم، لأنها ستوفر جاذبية عالية في الأسعار للمشترين الخارجيين، علاوة على أنها ستوفر جذبا للمستثمرين الراغبين في الاستثمار فيها لارتفاع مستويات الإشعاع الشمسي العالية، والتكلفة المنخفضة نسبيا، وتوفر المواد الرئيسة، ومن أبرزها الرمال الغنية بمادة السيليكا التي يمكن تحويلها إلى سيليكون عالي النقاوة، وهو المادة الأساسية في إنتاج الخلايا الشمسية.

mohdalofi@