مطبخ المنشآت

الاثنين - 02 أبريل 2018

Mon - 02 Apr 2018

الجامعة.. الجامعة.. الجامعة.. وللمرة الرابعة الجامعة هي المؤسسة التي تعتبر مطبخا رئيسيا للمنشآت ومصنعا للاقتصادات ومولدا للوظائف وحلا للبطالة. حصلت لي فرصة الأسبوع الماضي على أن أطلع وأسمع عن فعاليات مشاريع طلاب وطالبات الجامعات في بلادنا المباركة.

وهي فعاليات تقام كل سنة في مثل هذا التوقيت. والطابع المشترك في كل هذه الفعاليات هو الحماس والجدية والاندفاعية التي تكاد تهد الجبال. هؤلاء الشباب والشابات يملكهم طموح عال وإصرار عجيب، فلا خوف ولا تردد في مواجهة أي تحد. ومما يثلج الصدر أن إيمانهم بقدراتهم يؤكد أن مستقبلهم أفضل من حاضرنا.

إن سن هؤلاء الطلاب تسمح لهم بفهم احتياجات المجتمع أكثر منا، ويمتازون بأن عقولهم لا تزال نشيطة ويطغى عليها الابتكار والإبداع فتسمع منهم أفكارا خارجة عن الصندوق، وتشاهدهم يقدمون حلولا جذرية لمشاكل تعودنا عليها. وكل هذه المشاريع تعرض فقط أمام المشاركين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ومن ثم تقدم بعض الجامعات - مشكورة- جائزة بدعم الفكرة الفائزة (حسب تصويت منسوبي الجامعة)، أما الأفكار والمشاريع الطلابية الأخرى فأغلبها تنتهي مع انتهاء حياتهم الجامعية. وبعد انتهاء هذه الحياة الجامعية المليئة بالحماس وروح الفريق والتعاون والأفكار النيرة يتجه كل خريج حاملا سيرته الذاتية وشهاداته باحثا عن وظيفة في إحدى مؤسسات الدولة أو في القطاع الخاص.

السؤال: لماذا هذه الأفكار الحماسية والطاقة المذهلة تنتهي مع الشهادة الجامعية؟ لماذا لا يكبر أثر معرض المشاريع؟ أليس من الممكن الاستفادة من خبرات المستثمرين والقطاع الخاص في تحويل هذه الأفكار والمشاريع إلى منشآت تخلق وظائف وتولد اقتصادا جديدا؟ أليست الاقتصادات القوية مبنية على منشآت صغيرة ومتوسطة؟ إني حين أسمع وأقرأ عن شركات ناجحة في العالم أرى كثيرا منها بدأ في الحرم الجامعي. شركة قوقل، ومايكروسوفت، وفيس بوك، حتى فيديكس ومجلة التايمز، كل هذه الشركات طبخها طلاب في الحرم الجامعي. ولكن الفرق بينهم وبين طلابنا أنهم وجدوا من يتبناهم ويجعلها حقيقة. مهما كان الطالب مبتكرا ومبدعا إلا أنه يحتاج إلى خبرة المستثمر، ولله الحمد أن أهل هذا البلد لا ينقصهم الحس الإبداعي ولا الخبرة الاستثمارية، ولكن ينقصهم من يسهل عملية الالتقاء والاتصال والشراكة.

فكم كنت أتمنى أن أشاهد الشركات وكبار المستثمرين يتجولون خلال المشاريع ويرشدون وربما يشاركون الطلاب في تحقيق أحلامهم وبناء منشآت تساهم في ازدهار البلاد بشكل عام.

قفلة يقول إيرك شميت مؤسس شركة قوقل «يوجد شخص ما، في مكان ما في أحد الكراجات يجهز للقضاء علينا. أعرف ذلك، لأننا منذ فترة ليست بالبعيدة كنا في نفس هذا الكراج. التغيير يأتي من حيث لا تتوقع».

@RMRasheed