محمد حطحوط

تحد جديد: هل قهوة ستاربكس ودانكن تسبب السرطان؟

السبت - 31 مارس 2018

Sat - 31 Mar 2018

هذه حقيقة.. ليست مثل رسائل وإشاعات الواتس اب، حيث ذكرت صحيفة النيويورك تايمز، وهي الصحيفة الأكثر تأثيرا في صناع القرار في أمريكا، أن قاضي ولاية كاليفورنيا الأمريكية أصدر حكما ابتدائيا صادما: قهوة السلسلة الشهيرة ستاربكس وقهوة دانكن تحتوي على مادة أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أنها مسببة للسرطان.

القضية ليست بهذه البساطة، هي معركة حامية ابتدأت من 2010، وحكم القاضي فيها قبل يومين، حيث امتدت المرافعات أمام القاضي والاستماع لرأي المختصين والخبراء لثماني سنوات.

أصدر القاضي قراره الأخير أن الشركات - ستاربكس ودانكن - لم تقدم أدلة كافية أن هذه المادة ليست لها دخل في مرض السرطان.

ما زالت المعركة في بداياتها، وستجند هذه الشركات الملايين لاستئناف الحكم.

جمعية القهوة الوطنية الأمريكية تؤكد سلامة منتجات القهوة من أي مواد مسرطنة، كما ذكرت التايمز، لكن المشكلة - كما تؤكد التايمز نفسها- أن أهم عملاء هذه الجمعية وداعميها ستاربكس ودانكن!

الجهة التي فتحت النار على شركات القهوة هي جمعية علمية غير ربحية - لاحظ دور القطاع الثالث والخيري في تأديب القطاع الخاص- عبارة عن مركز أبحاث وتثقيف عن المواد السامة والمسببة للسرطان، وكافحت لثماني سنوات في رحلة شاقة وطويلة ليحكم القاضي لصالحها اليوم في كاليفورنيا.

الذي يهم في الخبر أعلاه، أولا أن هذا سيشكل تحديا كبيرا لقسم التسويق في شركات القهوة لإعادة بناء علامتها التجارية، وتعزيز الصورة الذهنية لمنتج أصبح بينه وبين مرض السرطان ارتباط كبير.

مع الأسف المسوق الذكي يستطيع أن يسوق أسوأ منتج بالعالم، ولنا في شركات التبغ مثال، كيف نجحت باستخدام المشاهير والمؤثرين والأفلام في ربط منتج ضار مثل التبغ ليكون مقبولا اجتماعيا برغم ضرره المجمع عليه!

ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، ثانيا، هذه فرصة ذهبية للقهوة المتخصصة ولشركات القهوة المحلية، والشاي والكرك، بل حتى العصائر وجميع المشروبات لأن تزيد من حصتها السوقية بحملات تسويقية تستغل الحدث لصالحها. في لحظات سقوط الشركات وأخطاء الكبار فرص تجارية ضخمة تستطيع الدخول لذهن العميل، خصوصا مع التشويش الحاصل والصدمة الذهنية لأي عميل اعتاد على أخذ قهوته الصباحية من ستاربكس أو دانكن... فرصة تاريخية لبناء عادة جديدة لهذا العميل مع شركة بديلة محلية.

لو كان لدي محل قهوة في الرياض، لطبعت خبر التايمز، وعلقته في مكان يراه كل عميل، للفوز بمعركة الدماغ والتموضع الذي يحتله اسمي في ذهن العميل بدل هذا المنافس! مرة أخرى، هذه خطوة تسويقية، تأكد من قانونيتها من محاميك.

@mhathut