مانع اليامي

الطبيب والفرس

السبت - 31 مارس 2018

Sat - 31 Mar 2018

الفرس مغرية وفي عسفها تعب ولذة، والثابت في مأثور الكلام أن العرب قرنت بين الخيل والنساء من باب التشبيه الحسن، وهم أي العرب، أهل عشق وهيام بالجمال، وعندهم كثيرا ما تشبه المرأة ذات الأوصاف الجميلة والحضور اللافت بالفرس، نعم تبرز هذه القاعدة الوصفية في الشعر العربي قديمه والحديث. وحتى لا يأخذ العنوان البعض بعيدا بما فيه من محركات للذهن ومثيرات للخيال وربما للظنون أقول: العنوان يتعلق بالطبيب روبرتو أنفونسو الإيطالي الذي يزور مرضاه من كبار السن على ظهر فرسه «أمبرا» وقد شكل بهذا العمل الإنساني علامة فارقة استحق بموجبها ذيع الصيت وكسب الاحترام.

الطبيب «روبرتو» البالغ من العمر 63 عاما يقطع أسبوعيا من 80 إلى 100 كلم على ظهر فرسه صيفا وشتاء وعلى مدى حوالي 10 سنوات ليزور مرضاه في شمال إيطاليا على وجه التحديد بلدة فدونو الريفية المعروفة بعمر سكانها المديد، ويقول الطبيب نفسه، بحسب صحيفة الخليج الإماراتية «المرضى الذين أزورهم تخطوا السبعين من العمر. وأكبرهم سنا في الرابعة بعد المئة»، وعن هذا العمل العميق إنسانيا يقول «ينبغي زيارة الكبار في السن الذين ما عاد في وسعهم التنقل للتأكد من مستوى السكري وضغط الدم ومعدل النبض».

الطبيب الإيطالي ترجم على أرض الواقع إنسانية مهنة الطب وكشف للغير عن إنسانيته هو وعلاقته بمرضاه الذين لا تقطعه عن زيارتهم أمطار الصيف ولا ثلوج الشتاء رغم مزاولته مهنته في عيادتين.

باختصار قصة الطبيب وفرسه في دقها وجلها تفتح المجال لتأمل واقع الرعاية الصحية المنزلية على المستوى المحلي، والسؤال في الختام وقد مدت الدولة الحماية المالية لخدمة كبار السن ورعايتهم، هل واقع الرعاية الصحية المنزلية يواجه المأمول في ظل ما تحظى به الجهات المعنية من دعم يتصاعد بحسب معلوماتي المتواضعة؟ هل في واقعنا المهني تفاصيل مهنية تشبه تفاصيل مهمة الطبيب أنفونسو؟ مصارحة الجهات المعنية نفسها ليست عيبا، وبكم يتجدد اللقاء.