ما سر تعلقنا بالأعمال الخيالية "الكاذبة"؟

جراف مشهد
جراف مشهد

الجمعة - 30 مارس 2018

Fri - 30 Mar 2018

نقضي كثيرا من أوقاتنا في قراءة الروايات، أو سماع القصص، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو التلذذ بأحلام اليقظة، بينما نحدق خارج النوافذ أو في الفراغ، وقد تشتد سطوة الخيال علينا إلى حد أن نبكي أو نضحك أو نشعر بالابتهاج والضيق والخوف، رغم علمنا بأن كل هذا غير حقيقي ولم يحدث فعلا.

فما سر تعلقنا بعوالم الخيال رغم ميلنا الأصيل للحقيقة وكراهية الزيف؟

1 وفرة الحرية وانعدام العجز: نحن مسجونون في الواقع بكل تعقيداته وعقباته الاجتماعية والثقافية والطبيعية، بينما عالم الخيال يتحرر من كل أنواع العجز، ويمنحنا كميات وافرة من الحرية التي هي جزء من تكويننا الفطري.

2 الغوص في أعماق الأشخاص: تتيح لنا الشخصيات الخيالية التي نشاهدها في فيلم أو نصادفها في كتاب معرفة الأعماق البشرية والأسرار الدفينة، بعكس الشخصيات الحقيقية التي غالبا ما تكون محكمة الإغلاق والغموض والملل.

3 التجول في العالم من على الأريكة: يثبتنا الواقع في زمن محدود وبالغ البطء ومكان واحد، بينما قد نعود إلى القرن الـ18 من خلال كتاب، أو نقفز للمستقبل من خلال مسلسل تلفزيوني، أو نتجول مع الشخصية في أحد أحياء الصين الشعبية.

4 لذة الخوف منزوع الأنياب: جزء كبير من متعة مشاهدة أفلام الرعب، أو قراءة الأحداث المأساوية تكمن في الراحة الكبيرة التي نشعر بها في نهاية العمل وهي أن هذه الكوابيس ليست حقيقية.

5 جرأة الخوض في الأمور المعقدة: الواقع صارم بخصوص عجزنا وعدم قدرتنا على القيام بكل ما نتمناه ونرغب فيه، بينما الخيال يتجرأ على كل ما نعجز عنه، نرى في الأفلام الأبطال الخارقين أو المحظوظين جدا، ونقرأ عن كل الأمور والأفكار العميقة التي لا نملك جرأة أو قدرة على التصريح بها في الواقع.

6 صناعة الخيال بأدوات الواقع: كلما كانت الأعمال الخيالية مصنوعة بالحقائق الواقعية والأمور التي تقترب من واقعنا، ازددنا استمتاعا وتعلقا بها، من يستطيع مقاومة رؤية الواقع وهو يتحرر من صلابته وتصبح له مرونة الخيال؟

7 استنتاجات نظرية سريعة: قد تعلمنا الأعمال الخيالية أكثر مما نتعلم في الواقع، وإن كان هذا العلم أقل رسوخا. إن فيلما واحدا مليئا بالتجارب والأفكار الجيدة قد يوصلنا إلى استنتاجات نظرية كثيرة لم نكن لنصل إليها دونه.

8 تخفيف الوحدة: يكمن الشعور بالوحشة التي تنتابنا عندما ننهي الأعمال الخيالية التي تعلقنا بها، في قدرتها السرية على تعبئة الفراغ والوحدة اللتين يضعنا فيهما الواقع.

ملاحظة: يمكنك الاعتراف دون خجل بعدد أصدقائك الخياليين.

9 متعة التلصص: لا يمكنك اقتحام حياة الآخرين ومنازلهم ومعرفة ما يحدث تحت أسقفهم دون أن تكون مرئيا إلا من خلال الروايات والسينما وتلفزيون الواقع، نحن ضعفاء أمام لذة التلصص.

10 البراءة: لأن الخيال يعد الجانب الوحيد المسموح فيه بالكذب.