فواز عزيز

اقتناص الفرص في زيارات ولي العهد

الأربعاء - 28 مارس 2018

Wed - 28 Mar 2018

الجولات والزيارات العالمية التي يقوم بها ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نالت نصيبا من الاهتمام الإعلامي العالمي؛ لأنها حملت في طياتها الكثير من المفاجآت والصور المشرفة للمملكة العربية السعودية.

وبالتحديد، زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن زيارة عادية ولن يكون الباقي من أيامها عاديا؛ لأن هذا الأمير الشباب كما يصفه الإعلام الغربي والعربي، لا يحب الهدوء ولا يرغب السكون، بل هو مهووس بالعمل والإصلاح والتطوير والتغيير بأسرع ما يمكن.. ولن تكون الزيارة عادية لأن السعودية بلد لا يحب أن يكون حضوره عاديا في زمن التغيير.

السعودية تتغير برغبتها وإرادتها وبيدها، وزيارة الأمير محمد بن سلمان سيد التغيير والإصلاح إلى الولايات المتحدة الأمريكية جعلت العالم كله يقرأ ملامح السعودية الحديثة الجديدة التي تسعى للتطور والإصلاح والتغيير من داخلها، ولا تخجل من الحديث عما تغير فيها ومناقشة السلبيات التي كانت تعيشها علانية، ابتداء من صانع التغيير الأمير محمد بن سلمان الذي تحدث للإعلام الغربي بشفافية عالية وصراحة قوية أبهرت الإعلام حتى أصبحت كلماته وعباراته أهم حدث يستحق التحليل والقراءة والتعمق.

الأمير محمد بن سلمان قال صراحة في كلمة أمام حضور حفل الشراكة السعودية الأمريكية: «نحن في المملكة نعيش مرحلة التغيير، مرحلة اقتناص الفرص التي نطمح أن نعمل فيها مع شركائنا».

ورغم أهمية شخصية الأمير محمد بن سلمان سياسيا كونه ولي عهد الملك السعودي ووزير دفاع أهم دول الشرق الأوسط، إلا أن زيارته لم تكن سياسية تحمل أهدافا سياسية وعلاقات خارجية فقط، بل بدا واضحا أنها تجمع السياسة بالاقتصاد والاستثمار بالتنمية في كل المجالات التقنية والصحية والتعليمية والعسكرية والإعلامية، ولم تقتصر زيارته على العاصمة الأمريكية فقط بل كان على جدولها 7 محطات، كل واحدة منها تحمل عنوانا كبيرا لبحث الأمير محمد بن سلمان عن مصالح بلاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية.. وفي كل ميدان ومجال.

لم يذهب الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا بشخصه فقط، بل حمل معه الوطن وكانت لهذه الزيارة أهداف وطنية كبرى، وقد قال «ولي العهد» في تصريحات صحفية في أمريكا، إن الهدف الرئيس من زيارته إلى الولايات المتحدة هو جذب المستثمرين الأمريكيين إلى السعودية، مضيفا «أنه يهدف من الزيارة أيضا إلى جذب التكنولوجيا وتقنيات التعليم إلى المملكة ودعم مسيرتها في هذا الإطار».

قبل الزيارة كان الإعلام لا يتكلم إلا عن لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب ويراه بأنه الأهم في الزيارة المرتقبة، إلا أن الزيارة حملت في طياتها الكثير والكثير، ولم يكن لقاء الرئيس ترمب إلا البداية فقط، ثم تلاه حفل الشراكة السعودية الأمريكية، ولقاء ولي العهد بالقيادات الأمريكية السياسية والاقتصادية، واجتماعه بمدراء الجامعات والكليات وبحث سبل التعاون، ثم سفره إلى مواطن الاستثمار والتقنية للقاء قياداتها لتستثمر في السعودية، فتفيد وتستفيد.

(بين قوسين)

ميزة الأمير محمد بن سلمان أنه لا يتحدث كثيرا، لكنه حين يتحدث يقنع ويبهر، وهذا شيء مما ظهر في حديثه للإعلام الغربي.