سعد السبيعي

جولة ولي العهد.. نظرة اقتصادية

الثلاثاء - 27 مارس 2018

Tue - 27 Mar 2018

إن الجولة الخارجية التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت بجانب مصر بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تحمل في طياتها الكثير من الأهداف على المستويين السياسي والاقتصادي، ولا سيما أنها تأتي في ظل تغيير دراماتيكي ونشط ومتسارع في السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، حيث يقود أميرنا الشاب في ظل رعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - حملة كبيرة في مكافحة الفساد وهدر المال العام في الداخل، وإعادة هيكلة كبيرة للوزارات ومفاصل الدولة المتعددة، وحملة إصلاح وتغيير شاملة تتصدر رؤية واعدة وطموحة هي رؤية المملكة 2030.

وقد بدأت زيارات سموه الكريم بزيارته الشقيقة مصر قلب العالم العربي، والحليف الأبرز للمملكة والأكبر على مستوى الشرق الأوسط، ترسخ ذلك علاقات عميقة وتاريخية وقوية يتخللها تعاون تجاري واقتصادي كبير، حيث تعتبر المملكة المستثمر الأول بمصر بمبالغ تتخطى 27 مليار دولار، وحجم تبادل سنوي وصل إلى 2.6 مليار سنة 2017 بجانب تحالفات سياسية ومصيرية بين الدولتين الأبرز على المستوى العربي والإسلامي واللتين تقودان محور الاعتدال، واختيار سمو ولي العهد، حفظه الله، لمصر لتكون أولى محطاته يدل على مكانة مصر في قلوب كل السعوديين، وأن سموه يولي لها أهمية بالغة، وذلك بتعزيز التحالف معها بمختلف الأصعدة سياسيا وعسكريا وتجاريا.

أعقب ذلك زيارة موفقة لبريطانيا الحليف التاريخي للمملكة على مدى عقود مضت تخللها الكثير من النجاحات العظيمة على المستوى السياسي والإنساني والاقتصادي والعسكري، وخاصة إذا علمنا أن المشروعات الصناعية البريطانية في السعودية قد بلغت 57 مشروعا بتمويل استثماري بلغ نحو 7.9 مليارات ريال «2.1 مليار دولار»، ومشروعات التراخيص الموقتة بـ19 مشروعا بتمويل استثماري بلغ نحو 7 ملايين ريال «1.8 مليون دولار»، ثم المشروعات التجارية بعدد خمسة مشروعات بتمويل استثماري بلغ نحو 852 مليون ريال «227 مليون دولار»،والمشروعات العقارية بمشروعين وبتمويل استثماري بلغت قيمته 3 ملايين ريال «800 ألف دولار»، كما تم الترخيص لخمسة مكاتب علمية وفنية.

واختتم سمو ولي العهد جولته الخارجية بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية وذلك لدعم الاستثمارات للقطاعات الاقتصادية المختلفة داخل المملكة، كما استهدفت الزيارة تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، وهو ما سيسهم في إعادة بث الثقة في الأسواق السعودية وجذب مزيد من رؤوس الأموال الأمريكية، وتعزيز الثقة في مناخ الاستثمار بالمملكة، خاصة في ظل التنافس بين رجال الأعمال بالولايات المتحدة على الاستثمار بالمملكة في ظل الاستقرار الاقتصادي والاستثماري الذي تشهده المملكة، وقد جاءت الزيارة لتفعيل الاتفاقات الاقتصادية التي تم توقيعها مع الجانب الأمريكي والتي تستهدف المملكة من خلالها توطين عديد من الصناعات المتقدمة، إلى جانب إمكانية طرح ولي العهد مسألة توقيع اتفاق تعاون نووي مع الولايات المتحدة من أجل تصدير التكنولوجيا اللازمة للبناء. والله الموفق.

saadelsbeai@