ماذا بعد الرؤية؟

الاثنين - 26 مارس 2018

Mon - 26 Mar 2018

قد يتفق الكثير مع تفاصيل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ويختلف معها آخرون، وهذا أمر مفهوم ومقبول، بل إنه محمود ومطلوب. فالاختلاف سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة، ولولا تنوع الآراء وتعارضها لما أبدع الإنسان. ولكن مما لا اختلاف فيه هو ضرورة وجود رؤية ترسم لنا ولأبنائنا معالم مستقبل هذا البلد، فكما استفدنا ممن سبقونا أن الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل.

هنا لن أتحدث عن تفاصيل الرؤية وما لها وما عليها، ولكن سأتحدث عن آلية تحقيق رؤية أقرت وأعلنت والمطلوب من الجميع المساهمة في تحقيقها. ذكر ولي العهد - مهندس الرؤية - في لقائه مع قناة CBS أن من أهم وأول تحدياتها هي إيمان الناس بها. وهذا بلا شك تحد كبير، ولكنه تحد متوقع وتؤكده إحدى النظريات الإدارية النفسية التي تذكر أن مراحل قبول التغيير ثلاث: الصدمة والنكران، ثم الغضب والكآبة، وأخيرا القبول والاندماج. وإن شاء الله أننا سنصل جميعا للقبول والاندماج مع الوقت وممارسة الإجراءات اللازمة للوصول لهذه المرحلة.

وهناك تحد آخر لا يقل أهمية عن إيمان الناس بالرؤية، وهو إيجاد قدرات وتأهيل كفاءات تساهم بفاعلية في تحقيق هذه الرؤية، فهي لن تتحقق إلا بمواطني هذا البلد من رجال ونساء. فهل شبابنا وشاباتنا مؤهلون لتحقيق أهداف الرؤية؟ وهل هم مستعدون للتغير الذي ترجوه الرؤية؟

يجب ألا ننسى أن الرؤية ليست قصيرة المدى، ولكنها تمتد إلى أكثر من 10 سنوات، وهذا يعني أن من سيحمل لواء التغيير والتحول وبإذن الله الاستمرارية في النهضة موجود حاليا في مدرسته، فهل ما تقدمه المدارس يواكب ما نطمح له؟ إن هؤلاء الشباب - ممن نتوقع منهم المساهمة في تحقيق الرؤية - يعيشون في ظروف تختلف عما عاشه من رسم الرؤية. فلا الطموح نفس الطموح، ولا اللغة نفس اللغة، وحتى القيم والثقافات وربما المعتقدات اختلفت. فالجيل الجديد تشكل من خلال تداخلات كثيرة وكبيرة نتيجة للعولمة وسهولة التواصل والانخراط في عالم وسيع أوسع مما عشناه. نعم هم من أبناء هذا الوطن، ولهذا الوطن تأثير عليهم، ولكن التأثير من الخليط من المجتمعات والثقافات الذي انفتحوا له أكبر في تكوين شخصياتهم. لذلك أعتقد أن رؤية بهذا الطموح تحتاج لبرنامج أساسي يدرس وضع الأجيال القادمة ومحاولة فهم متطلباتهم وقدراتهم ومعرفة البيئة المحببة لهم ثم على إثر هذه الدراسة ترسم خطط لتأهيلهم واستغلال إمكانياتهم وخلق بيئات مناسبة لهم لتكون الرؤية حقيقة. فبتسليح هذا الجيل بالعلوم الجديدة والمهارات المطلوبة والثقافة العالية فقط تتحقق الرؤية.

قفلة: من أهداف رؤية «2030 الارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي من المرتبة 26 إلى المرتبة 10»، وكيف يمكن لرأس المال الاجتماعي أن يرتقي بدون فهم وتأهيل جيل يشكل 70% من المجتمع السعودي؟

@RMRasheed