وما خفي أعظم!

السبت - 24 مارس 2018

Sat - 24 Mar 2018

يحكى منذ القدم أن أبا كان يحلم بابن بار، فلما بشروه بقدوم ابنه فرح كثيرا واستبشر خيرا بعونه وسنده على أمور الحياة، وكان ينظر إليه منذ صغره بنظرة القائد الذي سيشار إليه بالبنان في الحكمة، واحترام الجار، والوقوف مع قضايا المسلمين ومساعدتهم في كل مكان وزمان.

كبر الابن، وتشكلت مسيرة حياته وهو يعاني من عقدة الشعور بالنقص والتي يعتبرها علماء النفس سلوكا يدل على عدم الثقة بالنفس والإحساس بالفشل الدائم وعدم الاستقرار الداخلي، واستمر هذا الشعور مع الابن حتى بلغ الثالثة والأربعين من العمر، وفي أحد الأيام قرر والده السفر إلى سويسرا لقضاء إجازته هناك وكان في وداعه ابنه الذي يشعر بالفخر وهو يعول عليه في كبار الأمور وصغارها.

ودع الابن أباه، واتصل به وهو في طريقه إلى سويسرا ليخبره بعدم الرغبة في بره والإصرار على عقوقه، لم يكن من الأب سوى إغلاق الهاتف من هول الصدمة والخيانة العظمى التي لم يتوقع يوما من الأيام أن تأتي من فلذة كبده! فلا يعقل أن يخون الولد أباه؟!.

استمر الابن في ممارسة عقوقه، وإيذاء جيرانه، وانتهاك الأعراف والقوانين الدولية، وتوجيه سهام الإعلام نحوهم، حتى راح ضحية قراراته الطائشة آلاف الأبرياء في أقطار العالم العربي والإسلامي، فعقدة النقص تأبى أن تردعه عما يقوم به من تصرفات، بل وصل به التفكير الجنوني إلى محاولة إسقاط الأنظمة العربية الحاكمة من خلال الإعلام الهابط والمرتزقة الذين وظفهم لخدمة «عقدته» الكارثية.

اجتمع الجيران ليناصحوا جارهم المعقد وحاولوا مرارا وتكرارا أن يعيدوه إلى صوابه، ولكن ما الذي يأملونه من خائن وعاق! غدر بأبيه هربا من عقدة النقص، ومع الإصرار على مناصحة الجيران له تجبر وتكبر واستمر في جرائمه إلى أن قرر الجيران الحد من خطره ووضع النقاط على الحروف فقاطعوه ليرتدع.

أتعلمون عمن أتحدث؟ إنه صاحب التاريخ الأسود، والقلب الحاقد، والوجه الأقبح، وما خفي كان أعظم!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال