الجبير: تكتل سعودي أمريكي لمواجهة التحديات

السبت - 24 مارس 2018

Sat - 24 Mar 2018

أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن المحادثات التي أجراها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ووزير الدفاع الأمريكي، ومسؤولين من الكونغرس، ومديرة صندوق النقد الدولي، كانت مثمرة، منوها بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين على الأصعدة كافة.

وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر سفارة المملكة في واشنطن أمس "إن السعودية وأمريكا تسعيان لتطوير العلاقة القوية بينهما إلى مستوى أعلى، وتعملان على تعزيز فرص التعاون والاستثمار بينهما، لاستفادة البلدين والشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا، سواء كانت في التطرف والإرهاب أو التعامل مع أنشطة إيران في المنطقة أو دعم العراق وإعادة إعماره والوصول إلى السلام في سوريا، وتحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتطوير قدرات المملكة على منع إطلاق الصواريخ الباليستية على أراضيها".

مواجهة التطرف

وأوضح أن ولي العهد وترمب تحدثا عن الجهود المشتركة لتعزيز الأوضاع في عدد من الدول خارج المنطقة مثل الوصول إلى الاستقرار في أفغانستان وباكستان والوضع في ليبيا ودول الساحل الأفريقي، إلى جانب جهود السعودية وأمريكا مع الشركاء الأوروبيين والدور القيادي في دعم دول مجموعة الخمس في المنطقة لمواجهة التطرف وجماعة بوكو حرام.

وبين أن الطرفين ناقشا أيضا عددا من المجالات المتعلقة بتعزيز العلاقة القوية بين البلدين في المجالات الأمنية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة قضايا تمويل الإرهاب ومكافحة التطرف الفكري، مؤكدا التزام البلدين بمواصلة التعاون وتعزيزه على جميع المستويات لمواجهة التحديات.

وأشار إلى أن ولي العهد سيستكمل زيارته في الأيام المقبلة إلى بوسطن ونيويورك وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وهيوستن، وسيجتمع مع عدد من الممولين والمصرفيين الاستثماريين ومع قادة الصناعة والتكنولوجيا ومسؤولين في مجال الترفيه، فيما سيجتمع في هيوستن مع مسؤولين في مجال النفط والبتروكيماويات.

اقتصاد منافس

وأكد سعي المملكة لتحقيق رؤية 2030، وتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، إضافة إلى عزمها الوصول إلى اقتصاد منافس وأكثر إبداعا من خلال إطلاق قدرات وإمكانات الشباب والفتيات للإسهام في تحسين المستوى المعيشي في المملكة، ونحن نبحث عن شركاء، والولايات المتحدة الأمريكية شريك رئيس لتنفيذ هذه الرؤية.

وأضاف الجبير "نحن نبحث عن شركاء في جميع القطاعات سواء في التكنولوجيا أو التمويل أو الصناعة أو الدفاع أو القطاع الصحي أو التعليم، للاستثمار الثنائي، ونريد أن نستثمر في هذه الشركات مثل استثمارنا في شركة أوبر، كما نريد من هذه الشركات أن تستثمر في المملكة في مشاريعنا العديدة الجارية والمشاريع التي يتم تخطيطها حاليا".

قطر تعترف

وتعليقا على سؤال حول تصنيف قطر لعشرة أشخاص كممولين للإرهاب وردت أسماؤهم في قائمة الدول الأربع لمكافحة ممولي الإرهاب، وتأثير ذلك على قمة كامب ديفيد لدول مجلس التعاون والولايات المتحدة، قال "لقد وضعنا قائمة لممولي الإرهاب كما أن الولايات المتحدة وضعت قائمة لممولي الإرهاب، ومن ضمنهم أفراد من مواطني قطر"، مضيفا أن قطر رفضت وأنكرت في البداية القائمة التي وضعتها الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين للأشخاص الممولين للإرهاب.

وتابع في هذا السياق قائلا "إن هذا الإجراء القطري الأخير اعتراف من قطر بأن لديها مشكلة وبحاجة إلى حل"، معربا عن أمله في أن يتحركوا قدما للإمام في هذا الاتجاه وأن يدركوا أن لديهم مشكلة وأن هذه المشكلة بحاجة إلى مواجهة.

الخلاف مع قطر

وأضاف "الخلاف مع قطر ليس له أي صلة بعلاقة دول مجلس التعاون بالولايات المتحدة الأمريكية أو أي كيانات أخرى، وقمة كامب ديفيد بين دول المجلس والولايات المتحدة ستعقد لمناقشة التحديات التي تواجه دول المجلس والولايات المتحدة وكيفية التعامل معها، إضافة إلى مناقشة جوانب التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب والتجارة والاستثمار، وهذه القمة لن تتناول موضوع قطر لأن هذا موضوع داخلي في مجلس التعاون ويجري التعامل معه ضمن مجلس التعاون".

وأعرب وزير الخارجية عن التطلع إلى العمل والتعاون مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جون بولتون.

إيران مدمرة ..لا معمرة

وفي رد على سؤال عن دور إيران في اليمن، قال "إن الدور الوحيد الذي تلعبه إيران في اليمن هو دور تدميري من خلال تهريب الصواريخ الباليستية إلى الميليشيات الإرهابية في اليمن واستخدام هذه الصواريخ ضد المدنيين في اليمن وفي المملكة".

وأضاف "إيران ليس لها دور تقوم به في اليمن ولا يوجد شواهد على أن إيران وضعت لبنة واحدة في بناء اليمن، ولم تصرف دولارا واحدا لمساعدة الشعب اليمني، بينما تعد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي من أكبر الداعمين لليمن لأن اليمنيين أشقاؤنا وجيراننا ولدينا تاريخ مشترك ومصير مشترك ومن مصلحتنا ضمان أن يبقى اليمن مستقرا وآمنا ومتحدا وقادرا على تحسين الأحوال المعيشية لليمنيين، ومصممون على مساعدة اليمنيين على تحقيق ذلك".

وتابع قائلا "الموضوع يمني يمني ونعتقد أن الحوثيين يمكن أن يقوموا بدور في اليمن لكن هذا الدور يجب أن يتناسب مع حجمهم، فلا يمكنهم الهيمنة على اليمن، كما نعتقد أن الحل في اليمن يجب أن يكون حلا سياسيا لكن العمليات العسكرية ستستمر لأن الحوثيين مستمرون في الإصرار على الهيمنة على اليمن، وفيما يتعلق بإيران فيجب أن تخرج من اليمن وأن تتوقف عن تزويد الميليشيات الإرهابية بالصواريخ الباليستية وأن تلتزم بالقرارات الدولية".

الطاقة النووية

وفي رد على سؤال عن أي محادثات مع الجانب الأمريكي بشأن موضوع محطات الطاقة النووية في المملكة، أوضح أن "النقاش مستمر بين المسؤولين المعنيين حول هذا الأمر من كلا البلدين، كما أن المملكة تناقش موضوع الطاقة النووية للأغراض السلمية مع دول مختلفة، وهذه المحادثات في مرحلة متقدمة".

العلاقات مع روسيا

وحول الدور الروسي في المنطقة، قال "لدينا علاقات جيدة مع روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية ومحادثات صريحة معها حول التحديات التي تواجه المنطقة، كما يوجد تعاون في بعض الجوانب مع روسيا فيما يتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب، ونود الاستمرار في هذا النشاط مع روسيا لنرى ما هو الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به روسيا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة".

تصريحات غريبة

وفي إجابة عن تصريح لوزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لباكستان عن استعداد بلاده للدفاع عن المملكة إذا تعرضت لهجوم، قال "تصريحات وزير خارجية إيران كثيرا ما تكون غريبة. فالمملكة ليست بحاجة إلى إيران كي تدافع عنها، والمملكة يحميها ربنا سبحانه وتعالى ثم يحميها أبناؤها الأبطال، والمملكة عانت منذ ثورة الخميني في الـ79 من العدوان الإيراني في كل المجالات سواء من ناحية الإرهاب أو من ناحية العمليات الإرهابية التي قامت بها إيران داخل المملكة بما فيها تفجير أبراج في الخبر عام 1996، وعانت من خطوات اتخذتها إيران بما فيها اغتيال دبلوماسيين سعوديين، والمملكة تعاني من مد إيران لميليشيات إرهابية بالصواريخ البالستية التي يجري استخدامها ضد المملكة لذلك فإن آخر من يتكلم عن حماية المملكة هي إيران".

وتابع في هذا الخصوص قائلا "إذا أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة فعليها أن تغير سياساتها العدوانية، عليها أن تتخلى عن مبدأ تصدير الثورة، وعليها أن تلتزم بالقوانين الدولية ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، وحسن الجوار".

محاسبة طهران

وفي شأن الاتفاق النووي الإيراني، قال إن الاتفاق لا يتعامل بشكل إجمالي مع سياسات إيران التدميرية التي تخالف القرارات المتعلقة بالصواريخ الباليستية، وهذا أمر يجب أن تحاسب عليه، ودعم إيران للإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة يجب كذلك أن تحاسب إيران عليهما، فالاتفاق النووي بذاته وحتى لو تمت معالجته فلن يعالج مشكلة سياسات إيران العدوانية إن لم نتعامل مع مسألة الصواريخ الباليستية والإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

وقال "يوجد نقاش بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مشكلة إيران بشكل شامل، وهذه النقاشات لا تزال مستمرة، ويصبح السؤال هل بإمكان هذه الدول التوصل لطرق فعالة للتعامل مع ما أسميه مشكلة إيران؟ وإذا كان بإمكانهم ذلك فإن هذا الأمر سيكون إيجابيا، وإذا لم يكن بمقدورهم ذلك فيجب عندها البحث عن وسائل أخرى لضمان أن تتخلى إيران عن سياساتها العدوانية أو أن تدفع ثمن هذه السياسات".