عين العفريت و"خمسة وخميسة"!

لو قدّر لهذه الرؤوس، التي تراها كل يوم، أن يتحول عظمها ولحمها إلى «بلّورة» تشف عما وراءها فقد تصعق وتذهل و»تْبَلّم» بعد أن يغادرك وعيك وتصبح ـ لا قدّر الله ـ في (الباي باي)

لو قدّر لهذه الرؤوس، التي تراها كل يوم، أن يتحول عظمها ولحمها إلى «بلّورة» تشف عما وراءها فقد تصعق وتذهل و»تْبَلّم» بعد أن يغادرك وعيك وتصبح ـ لا قدّر الله ـ في (الباي باي)

الاثنين - 03 فبراير 2014

Mon - 03 Feb 2014



لو قدّر لهذه الرؤوس، التي تراها كل يوم، أن يتحول عظمها ولحمها إلى «بلّورة» تشف عما وراءها فقد تصعق وتذهل و»تْبَلّم» بعد أن يغادرك وعيك وتصبح ـ لا قدّر الله ـ في (الباي باي)



وحينها لن تحتاج فقط ـ يحفظك الله ـ إلى (صحة)، بل إلى صحتين وعافية، بعد أن يقّيض الله لك من يدعو لك بظهر الغيب، حتى لا تضرب (فيوزاتك) ـ حماها الله ـ فتجلب فرقة من طقّاقات الزار ببخور عين العفريت وكف (خمسة وخميسة)



وتهيم يا ولدي في البراري والقفار، بحثًا عن تيس أسود منقّط بفوشي «سنونه عظام ووجهه من قُدّام»! سيقلن لك بحياتك يا ولدي امرأة من الجان «فمها مرسوم كالعنقود، ضحكتها أنغام وورود» إلخ إلخ



أنت لست بحاجة ـ سلّمك الله ـ إلى بلّورة (الألُّوسي) السحرية



تكفيك نعمة البصر والبصيرة لترى هذه الرؤوس التي ترزح تحت ثقلها الأجساد بخليط من الرغبات العارمة النهمة ـ المشروعة وغير المشروعة ـ سترى من يحمل في رأسه ناطحة سحاب لا تأبه بالمطر



أو قطيعا من حمر النعم وبيضها وسودها



يختلط ثغاؤها وخوارها في سيمفونية عجيبة، تعدو من جموح طموحه، كأنها تفرُّ من قسورة! أوصيك يا ولدي والفقراء ونفسي بـ(الكشري)، فقد اكتشف فيه باحث مصري هرمون (السيراتونين) المعروف بهرمون السعادة، لاحتوائه على العدس وحمص الشام، بالإضافة إلى البروتين والأرز والمكرونة، وكلها كما يقول تحتوي على مضادات الأكسدة المانعة ـ بإذن الله ـ للسرطان وكثير من البلاوي الزرقاء



وخلف بلّورة أخرى عند أقدام الجبل ترى فارسًا يسرج خيل اشتياقه، يمتطي صهوة خصرها الضامر، تعدو به إلى حدائق الذكرى



تدعوه وتناديه بوجدان الجميل الرقيق بدر بن عبد المحسن: «تذكر الحلم الصّغيرْ وجدار من طين وحصير وقمرَا ورا الليل الضّرير على الغدير، لا هبّت النسمة تكسّر»