عبدالله محمد الشهراني

أفد.. البترول الجديد

الأربعاء - 21 مارس 2018

Wed - 21 Mar 2018

انتهى أخيرا معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي «أفد 2018»، والذي شاركت فيه 22 شركة من القطاع الخاص، و32 مؤسسة ومنظمة حكومية، و68 شركة أجنبية. وكان هدفه الأساسي عرض الفرص التصنيعية من خلال عرض احتياجات ومشتريات المؤسسات والشركات الحكومية الخاصة على المستثمرين والمصانع المحلية، لتحقيق هدف أكبر وهو توطين الصناعة.

من خلال زيارتي للمعرض وجدت رغبة صادقة وطموحا كبيرا من أغلب الموجودين في المعرض، رأيت تنظيما فائق الروعة. لقد لمس الجميع الدعم بعدة أشكال، من حضور كبار الشخصيات للمعرض، وإعلان الاتفاقيات بين الجهات المشاركة في المعرض بحضور المنظمين في منصة مخصصة لهذا الأمر، وأشكال أخرى من الدعم والتحفيز. لقد خرج المعرض بمكتسبات كبيرة، أجد أهمها إبرام صفقات كبيرة وعرض القدرات التصنيعية المحلية. أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عقودا بقيمة 4 مليارات ريال تقريبا حصلت عليها الشركة السعودية للصناعات العسكرية مع وزارة الدفاع، وعقودا أيضا بقيمة تقريبية 4 مليارات ريال بين ريثيون السعودية ووزارة الدفاع، وصفقات بقيمة 2.6 مليار ريال لمدة سبع سنوات حصلت عليها شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات، وعقود تصنيع زجاج المركبات العسكرية حصلت عليها سابك. كل هذه الصفقات وغيرها كانت أموالها في السابق تصرف خارج بلادنا، وكنا نحن مجرد مستهلكين!

إن الصناعة هي بترولنا الجديد، هي الضامن الوحيد بعد الله إذا أردنا البقاء في مجموعة G20، وإذا أردنا البقاء أو التحسين من وضعنا المالي. إن البترول يأتي من بئر ولا بد أن ينضب يوما ما، أما الصناعة فترتبط بالإبداع فلا تنتهي مخرجاتها، وهي علامة فارقة لأي دولة، فلا وجه مقارنة بين دولة صناعية وأخرى مستهلكة غير صناعية. فللصناعة ارتباط بالتعليم وتأثير في ثقافة المجتمع، وهي عنصر أساسي أيضا في رفاهية أي مجتمع.

أرى ومن وجهة نظر شخصية أننا مقبلون على خير كبير، وهو فترة التقاء البترول القديم «النفط» والبترول الجديد «الصناعة»، والتي سوف تنتج عنها موارد مالية كبيرة جدا بمشيئة الله، لكن وبكل صدق لن يحدث هذا الالتقاء إذا لم تتكاتف الجهود وتوجد الرغبة الصادقة بين القطاعات الحكومية والشركات الخاصة.

ختاما.. خلال زيارتي للمعرض وجدت شخصيات وطنية بكل ما تحمله كلمة وطنية من معنى، تجول وتبحث عن مصانع سعودية لكي تدعمها عن طريق عرض ما تشتريه من منتجات، لم تنتظر هذه الشخصيات مسؤولي التسويق والمبيعات في تلك المصانع السعودية، بل هم من بادروا بزيارة المصانع بأنفسهم. هذه هي الوطنية الحقة، وهؤلاء هم من سوف يستخرجون لنا بترولنا الجديد.

معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي «أفد 2018»

المشاركون

22 شركة خاصة

32 جهة حكومية

68 شركة أجنبية

أهم الصفقات

• 4 مليارات ريال.. الشركة السعودية للصناعات العسكرية

• 4 مليارات ريال.. ريثيون السعودية

• 2.6 مليار ريال.. شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات

• عقود تصنيع زجاج المركبات العسكرية.. سابك

ALSHAHRANI_1400@