أمل السليم

علمني كيف أكون قائدا؟

الاثنين - 19 مارس 2018

Mon - 19 Mar 2018

«القائد تاجر الأمل» نابوليون بونابارت.

حين تتوافق وتتناغم فرق العمل في المؤسسات، وعند ملاحظتها نجدها تعمل بروح إيجابية عالية مما ينعكس على جودة الأداء، فهذا يعني أنهم قد حظوا بقيادة واعية تهتم بهم فيهتمون بها، فالقيادة الناجحة لا تحتاج إلى تزييف وضجيج، بل ما يبرزها هو مخرجات الأعمال، والولاء الذي صنعته من الثقة، والصدق، والعطاء.

ولعل من المناسب أن نذكر بأن القيادة ليست فقط كتابا نقرأه أو نظريات نتعلمها أو منصبا نحظى به لنمارس سلطتنا، ونهيمن بآرائنا، بل هي أسلوب تفكير، وقدرة على التأثير لإخراج أفضل ما لدى الموظفين من قدرات، ومهارات، ومعارف.

قرأت قبل فترة قصة عن أحد القادة الناجحين، وكان يمتلك إحدى الشركات ولديه عدد من الموظفين الأثرياء، وهذا مثار دهشة الكثيرين!

وعندما سأله أحد الصحفيين عن كيفية إقناع هؤلاء بالعمل معه أجاب الرجل: عندما بدؤوا العمل في شركتي لم يكونوا أصحاب ملايين! واستطرد بقوله إن إخراج أفضل ما في الناس يشبه البحث عن الذهب، فعندما تنقب عنه تحتاج إلى حفر حتى تصل إلى عرق الذهب. فكل موظف لديه عرق ذهب وهو ما يميزه عن الآخرين، ولكن يحتاج إلى قائد يستثير قدراته، ويحفز إبداعاته؛ ليصنع منه رأسمالا حقيقيا للمؤسسة التي يجب أن تحسن استثماره.

القيادة علم وفن لتكون قيادة ناجحة، فقد درست نظريات القيادة، وتعلمت مدارس الإدارة الحديثة والقديمة لكن دائما تكون هناك فجوة بين ما نتعلمه وما نجده واقعا. وعند الاصطدام بأرض الواقع يكون التطبيق صعبا وهنا تبرز القيادة علما وفنا.

وفي ضوء ذلك كان علينا أن نشير بالبنان، ونبرز نماذج إيجابية وطنية، جسدت معنى القيادة بمختلف نظرياتها وأنماطها.

فكان «قائدي» قائد التميز والإبداع نموذجا واقعيا لذلك القائد القدوة المميز في العمل، وخير من يعزز مفهومها لدى الجميع، وهذا ليس نوعا من النفاق الإداري، فلست بحاجة إلى ذلك، ولكن حق لنا أن نفخر بنماذج وطنية قيادية، ونشكرها على حسن قيادتها لمن وكل إليهم أمرهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أولي معروفا، فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره».

علمني.... قائدي أن أعظم ما نهديه هو الاهتمام، والمشاركة، والاحترام.

علمني أن أشارك في رسم وتنفيذ الخطط، وتحديد الأهداف حتى أكون قائدا ديمقراطيا ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾.

علمني بأن المعرفة هي القادرة على التطوير، وأن وصولنا إلى أهداف المؤسسة يكون بتشجيع الفريق على الإبداع، والتميز، والتعاون حتى أكون قائدا إبداعيا.

علمني أن المرونة مطلب مهم للقائد، وأنه لا يوجد أسلوب قيادي مناسب لجميع المواقف والأتباع حتى أكون قائدا موقفيا.

علمني أن الأخلاق هي قلب القيادة الإدارية، وأن جوهر القيادة الأخلاقية هو أن يكون القائد شخصا أخلاقيا امتثالا لقوله تعالى ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

وأخيرا.. لمست تطبيق مقولة عن القيادة دائما كنت أرددها «رغبتنا في القيادة لن تكفي بأن تجعلنا قادة، بل يجب أن نفهم القيادة ونمارسها لنصبح قادة».

SleemAmal@