محمد الكتبي ناطق العصر والمادح الأمين (2-3)

نعت جريدة صوت الحجاز قبل 84 عاما كامل طاهر كتبي، واصفة إياه بالشاب الأديب حيث جاء في العدد 65 بتاريخ 18ربيع الأول 1352، ما نصه «انتقل إلى رحمة مولاه الشاب الأديب السيد كامل الكتبي، توفي على إثر مرض بسيط بدأ معه من أيام قلائل، وقد اشتغل في عدة وظائف حكومية منذ عهد الأتراك «الدولة العثمانية» حيث كان في ذلك العهد كاتبا في المحكمة الشرعية، ثم كاتبا أول فيها في عهد الحسين، ثم في السنوات الأخيرة عمل رئيسا للموظفين بدائرة الصحة العامة، وأخيرا كاتبا للإحصاء، ولقد كان هذا الشاب الفقيد مثالا للأدب والوداعة فنسأل الله له الرحمة والغفران»

نعت جريدة صوت الحجاز قبل 84 عاما كامل طاهر كتبي، واصفة إياه بالشاب الأديب حيث جاء في العدد 65 بتاريخ 18ربيع الأول 1352، ما نصه «انتقل إلى رحمة مولاه الشاب الأديب السيد كامل الكتبي، توفي على إثر مرض بسيط بدأ معه من أيام قلائل، وقد اشتغل في عدة وظائف حكومية منذ عهد الأتراك «الدولة العثمانية» حيث كان في ذلك العهد كاتبا في المحكمة الشرعية، ثم كاتبا أول فيها في عهد الحسين، ثم في السنوات الأخيرة عمل رئيسا للموظفين بدائرة الصحة العامة، وأخيرا كاتبا للإحصاء، ولقد كان هذا الشاب الفقيد مثالا للأدب والوداعة فنسأل الله له الرحمة والغفران»

الجمعة - 06 مارس 2015

Fri - 06 Mar 2015



نعت جريدة صوت الحجاز قبل 84 عاما كامل طاهر كتبي، واصفة إياه بالشاب الأديب حيث جاء في العدد 65 بتاريخ 18ربيع الأول 1352، ما نصه «انتقل إلى رحمة مولاه الشاب الأديب السيد كامل الكتبي، توفي على إثر مرض بسيط بدأ معه من أيام قلائل، وقد اشتغل في عدة وظائف حكومية منذ عهد الأتراك «الدولة العثمانية» حيث كان في ذلك العهد كاتبا في المحكمة الشرعية، ثم كاتبا أول فيها في عهد الحسين، ثم في السنوات الأخيرة عمل رئيسا للموظفين بدائرة الصحة العامة، وأخيرا كاتبا للإحصاء، ولقد كان هذا الشاب الفقيد مثالا للأدب والوداعة فنسأل الله له الرحمة والغفران».

ومن أشهر أعلام أسرة الكتبي حتى أقترن ذكرها بذكره، فلا يذكر آل الكتبي أو أحد منهم إلا مقترنا بذكر محمد أمين محمد صالح محمد حسين كتبي، والذي ولد بمكة المكرمة 1327هـ، والتحق بأحد الكتاتيب المكية، ثم درس في مدارس الفلاح إلى جانب حضوره في حلقات الحرم المكي الشريف على عادة المكيين في الجمع بين الدراسة النظامية في المدارس، والدراسة التقليدية في حلقات العلماء المتناثرة في ساحات الحرم الشريف وأروقته.

فحضر دروس محدث الحرمين عمر حمدان المحرسي، وعيسى رواس، وأحمد ناضرين وسالم شفي وغيرهم، كما حفظ القرآن بالقراءات السبع وأجيز فيها، ومن غير المكيين اجازه محمد عبد الحي الكتاني، ومحمد عبدالباقي اللكنوي المدني، وعبدالقادر توفيق شلبي المدني، وعبدالله الهدار، محمد أبو الخير الميداني الدمشقي وغيرهم.

وبعد أن أنهى دراسته في مدارس الفلاح، ونظرا لتفوقه العلمي عين مدرسا بنفس المدرسة، وفي 3 ربيع الأول 1347 صدر قرار من المديرية العامة للمعارف يقضي بالسماح لمحمد أمين كتبي بالتدريس في المسجد الحرام، كما صدر قرار معزز للقرار السابق مصدره رئاسة القضاء في 8 رمضان 1354 يقضي ببقائه مدرسا في المسجد الحرام، وقد ذيل هذا القرار بتوقيع عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة والمدرسين.

وكان يدرس في حلقته في الحرم علوم اللغة والفقه والحديث، حيث يدرس شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، ورسالة طاش كبري زاده في آداب البحث، إلى جانب دروسه في الفرائض والمناسك.

ويشار إلى أن حلقته كانت تقع بحصوة باب الباسطية أحد أبواب الحرم الشهيرة، ثم انتقلت إلى حصوة باب إبراهيم، ثم عاد مرة أخرى إلى حصوة باب الباسطية.

ودرس محمد كتبي في معهد المعلمين، ومدرسة تحضير البعثات، كما كان يدرس على يديه في منزله بعض الطلاب، خاصة في مجال اللغة وآدابها، لبراعته فيها حتى أنه سمي ناطق العصر، والمادح الأمين، ويعد من أشهر الشعراء المكيين في عصره، وقد تميز شعره بالبلاغة والجمال والسلاسة وسهولة حفظه، وقل أن يوجد منشدا مكيا لا يحفظ من شعره، وقد خصص الجزء الأكبر منه في المديح النبوي، حتى أنه يقول في ذلك: وقف على المصطفى مدحي وإنشادي قد صح في حبه متني وإسناديهو النبي الذي جلت مناقبهعن أن تنال بإحصاء وتعدادهو الحبيب الذي شعت محاسنهكـكوكب في سماء الحسن وقادويعد ديوانه المسمى ديوان المحب الأمين في مدح سيد المرسلين، أو نفح الطيب في مدح الحبيب من أجمل الدواوين الشعرية والتي تفردت بمحتواها وتميزت ببلاغتها، ويعتبر مرجعا تاريخيا لأحداث السيرة النبوية، إضافة إلى توثيق شعره لمعالم المدينة المنورة التاريخية من خلال ديوانه، حيث يذكر ضمن قصائده الكثير من معالمها ومن ذلك قوله:وكم شربنا من الزرقاء صافيةوكم أكلنا من البرني والجاديونلاحظ هنا ذكره لعين الزرقاء الشهيرة في المدينة المنورة، كما يقول في موضع آخر: بين الحمى واللابتين وفارعوالسنح والعاقول والزوراءوإلى العقيق وعروة والعنبريةوالمناخـــة والنقا وقباءوجميع المعالم المذكورة في الأبيات السابقة معروفة في المدينة المنورة، والتي تغنى بها كثيرا في ديوانه.

ومن مؤلفاته كتاب بشير الكرام ببلوغ المرام للحافظ ابن حجر.

وقد ظل محمد كتبي إلى سنوات عمره الأخيرة عالما ومعلما، وتخرج على يديه الكثير من طلبة العلم والعلماء، ثم اعتزل قبل وفاته بفترة التدريس والناس، وظل على ذلك حتى وفاته في الاثنين 4 محرم 1404، وشيعت جنازته محمولة على أعناق طلابه ومحبيه إلى مقابر المعلاة حيث دفن بها.



[email protected]



الكتبي درّسوا الفقه الحنفي والحديث في مكة قديما (1-3)



محمد الكتبي ناطق العصر والمادح الأمين (2-3)



أدباء أسرة الكتبي خدموا العلم منذ العهد الهاشمي (3-3)