التغني والتفاخر بالقبائل

الجمعة - 16 مارس 2018

Fri - 16 Mar 2018

انتشر في السنوات القليلة الماضية نوع من الموروث الغنائي الشعبي الخالي من الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية، والمسمى محليا بالشيلات الغنائية، وركز هذا الموروث في الأعوام القريبة المنصرمة على التفاخر بالأحساب والأنساب بشكل لافت وغير مقبول، وإشعال نار العصبية القبلية وغرسها في نفوس الأجيال وباتت تردد في المناسبات، ووسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية الخاصة، ومما ساعد على انتشار هذا النوع من الغناء في بلادنا غض الطرف المتعمد من بعض المؤسسات المسؤولة عن نشر المواد الإعلامية المؤثرة في توجهات المجتمع وإتاحة الفرصة للمنتجين والمنشدين في زيادة كمية المواد الإعلامية المؤثرة بشكل سلبي على وحدة وتكاتف أبناء مجتمعنا السعودي، ولا تخلو مناسبات الأفراح من هذا النوع من الفن الشعبي؛ حتى وأنت جالس في سرادق وقاعات الأفراح تحاصر مسامعك كلماتها بصوت مرتفع وبنغم غنائي يتعاطف معه كثير من الحاضرين، وتأثيرها الأخطر يمتد للأطفال والمراهقين الذين هم في سن المدارس فينقلونها إلى زملائهم داخل المدارس ويرددونها للتفاخر ووصم غيرهم، ويروون لأقرانهم أنهم أفضل قبيلة وعائلة مما يسبب التشاجر والخروج على الآداب العامة، واحترام عامة المجتمع، وهذا كله يعود باللائمة على الشيلات الغنائية المتضمنة التفاخر بالقبائل والأسر والتي لاقت قبولا من بعض المؤسسات الإعلامية، وشجعت المنشدين الغنائيين على الإنشاد والتغني بها، وظهرت أعداد من المؤدين لها والذين قد يتمتعون بصوت حسن وجيد ويتلقون أجورا مرتفعة ممن يبحثون عن المديح والإطراء الزائد لهم ولقبائلهم غير مدركين لخطر العصبية القبلية، وتفشيها بين أجيال المجتمع وغرس التناحر والشقاق بينهم ونشر الكراهية والعداء المستمر، ونادرا ما نجد هذا النوع من التفاخر بين شرائح المجتمع الواعية والتي وصلت لدرجات علمية عالية لأن هذه الشرائح تدرك خطر هذا النوع من الغناء على أبناء المجتمع وتماسكه والوحدة الوطنية، فالجميع سواء ومن يريد التميز فالأبواب العديدة له مشرعة سواء بالإبداع والعمل وخدمة الوطن والمجتمع والإخلاص والدفاع عن الدين والوطن، فالجميع بحاجة إلى الوحدة الوطنية ونبذ أي تطرف مجتمعي وتجريم وسائله والقائمين عليه؛ لأن الوطن للجميع وأهل الوطن سواسية عند ولاة الأمر حفظهم الله فلا مجال للمزايدة، وشق الصف وغرس الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال