المرأة وقطاع الطاقة

الجمعة - 16 مارس 2018

Fri - 16 Mar 2018

ساهم اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والتطور الذي نعيشه اليوم حتى أصبح المصدر الرئيس والوحيد للاقتصاد السعودي. رغم أهمية قطاع النفط والغاز، تم تهميش دور المرأة فيه، ابتداء من المناهج الدراسية في المدارس والجامعات وانتهاء بالوظائف المتعددة في سوق العمل المتعلقة بقطاع الطاقة. حرمت المرأة من دراسة مادتي الجيولوجيا وعلوم البيئة في المرحلة الثانوية فأصبح وعيها ضئيلا جدا بكل ما يتعلق بعلم الأرض من ناحية تركيبها وكيفية تكوينها، وبكل ما يتعلق بالموارد الطبيعية مثل المعادن والصخور والوقود الأحفوري. إضافة إلى ذلك لم تتح للمرأة الفرصة لدراسة تخصصات متعلقة بالبترول والمعادن بالرغم من وجود جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي كانت ولا تزال تفتح أبوابها للرجال فقط.

ماذا لو نسينا تهميش دور المرأة في قطاع النفط والغاز في الماضي وعززنا حضورها اليوم في قطاع الطاقة المتجددة؟ لقد بدأت تزداد أهمية الطاقة المتجددة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، فمشاريع الطاقة المتجددة وترشيد الاستهلاك كلاهما أصبح يلعب دورا مهما جدا في توفير الطاقة لحوالي 102 مليون شخص حول العالم أي ما يعادل 17% من سكان العالم الذين لا يملكون مصدرا للطاقة حتى الآن (أي الكهرباء أو الوقود السائل). إضافة إلى ذلك، أدت التقلبات في سوق النفط العالمي منذ أعوام عديدة إلى زيادة الاهتمام بقطاع الطاقة المتجددة لدى مختلف الدول المصدرة والمستوردة للنفط بما في ذلك منطقة الخليج العربي.

أؤمن حقا بأن «المرأة هي نصف المجتمع»، وإذا أهملنا هذا النصف فلن نصل إلى أهدافنا في بناء قطاع الطاقة المتجددة الذي بإمكانه أن يحدث تحولا كبيرا يهدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي ويخلق بالتالي فرصا وظيفية واستثمارية للمواطنين السعوديين.

إن الدول التي لا تولي اهتماما كبيرا بالمرأة في سوق العمل سوف تواجه صعوبات مستقبلا فيما يتعلق بالبطالة وقلة الخبرات.

لا يتعين بالضرورة على المرأة أن تقوم بالأعمال التي تتطلب مجهودا عضليا في قطاعات مثل البناء وأعمال الصيانة في قطاع الطاقة المتجددة ولكن بإمكاننا تفعيل دورها عن طريق تواجدها كصانعة قرار أو باحثة أو مستشارة أو مهندسة أو رائدة أعمال. فقد نجحت المرأة السعودية في التأثيرعلى قرارات عديدة على المستويات الوطنية والدولية. والقائمة تطول لو ذكرنا أسماء السعوديات اللاتي لمعت أسماؤهن في مجالات البحث والاستشارات والهندسة وريادة الأعمال.

بالرغم من التحديات التي تواجهها المرأة من حيث تواجدها في قطاع الطاقة، إلا أن التغييرات التي نراها اليوم تبدو مطمئنة ومشرقة. تتمثل مهمتنا نحن كرائدات أن نعزز دور المرأة السعودية في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وعلينا أن نزيد الوعي حول أهمية تفعيل مشاركة المرأة في هذا القطاع.

اليوم أحرزت المملكة العربية السعودية تقدما ملحوظا من حيث زيادة حضور المرأة في العديد من القطاعات، إلا أننا كسعوديات نطمح بالمزيد ولدينا طموح كبير بأن يتم تفعيل دورنا للمشاركة بكل ما نملك من مواهب وقدرات ومعرفة لنخرج وطننا من الاقتصاد القائم على النفط والغاز حتى يشمل أيضا الاقتصاد المتجدد.

كيف يتم تفعيل دور المرأة في قطاع الطاقة المتجددة؟

• تخصيص مشروع يهتم بمعالجة الصعوبات التي تواجه المرأة السعودية في قطاع الطاقة.

• إضافة مناهج دراسية متعلقة بأمور الطاقة المتجددة في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

• إنشاء جامعات أو كليات متخصصة في قطاع الطاقة المتجددة وفتح باب القبول للذكور والإناث على حد سواء.

• إتاحة الفرصة للنساء للالتحاق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

• تخصيص ورش عمل ودورات تدريبية تبرز أهمية التخصص في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.

• زيادة تفعيل دور المرأة في وزارة الطاقة وإعطاؤها الحق بأن تكون مشاركة كمستشارة أو كصانعة قرار.

Sam_Tardi@