إدانة رباعية مشتركة لغاز الأعصاب الروسي

عقوبات أمريكية جديدة على موسكو.. وروسي يقترح الاستعانة بشيرلوك هولمز في التحقيقات
عقوبات أمريكية جديدة على موسكو.. وروسي يقترح الاستعانة بشيرلوك هولمز في التحقيقات

الخميس - 15 مارس 2018

Thu - 15 Mar 2018

لا تأتي المصائب فرادى على موسكو، فبعد التوتر الدولي الذي شهده موضوع تسميم العميل الروسي المزدوج بغاز الأعصاب، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات ضد روسيا على خلفية تأثيرها المزعوم على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبحسب وزارة المالية في واشنطن فإن العقوبات تستهدف 19 شخصا وخمس منظمات.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في بيان صحفي أمس إن الإدارة تواجه النشاط السيبراني الروسي الخبيث وتتصدى له، بما في ذلك محاولتها للتدخل في الانتخابات الأمريكية، والهجمات السيبرانية المدمرة، والتدخلات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية».

وأردف أن الحكومة الأمريكية تواصل الضغط على روسيا بسبب جهودها المزعومة لزعزعة استقرار أوكرانيا، فضلا عن الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.

وأشار إلى استخدام غاز الأعصاب العسكري أخيرا، في محاولة لقتل مواطنين بريطانيين كدليل إضافي على السلوك المتهور وغير المسؤول للحكومة الروسية.

هذا وأدان قادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بصورة مشتركة استخدام غاز أعصاب له صلة بروسيا، ووصفوا ذلك بأنه أول استخدام هجومي لغاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتوعدت موسكو بطرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على الإجراءات التي اتخذتها لندن بطرد 23 دبلوماسيا روسيا.

بينما عقد مجلس الأمن القومي الروسي، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعا أمس بحضور رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، ووزيري الدفاع والخارجية سيرجي شويجو، وسيرجي لافروف، ورئيسي جهازي المخابرات الخارجية والأمن الفيدرالي، ورئيسي غرفتي البرلمان، وعدد من كبار المسؤولين. وأصدر الكرملين بيانا جاء فيه أن المجلس أعرب عن قلقه البالغ إزاء الموقف الهدام والاستفزازي من الجانب البريطاني.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه الكامل لبريطانيا خلال مكالمة هاتفية أمس، وقال قصر الإليزيه في بيان إن لندن أطلعت باريس على الدليل الذي لديها ويظهر مسؤولية روسيا عن الهجوم.

غاز الأسد

ودعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين روسيا إلى ضرورة الإسهام في استجلاء ملابسات الهجوم.

وأشارت إلى الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو، وقالت إن روسيا قتلت جاسوسا في بريطانيا بمواد مشعة في 2006، كما أشارت إلى مساندة روسيا في الحرب بسوريا للرئيس بشار الأسد، وقالت: إننا نرى كيف يستخدم الأسد غازا ساما كون روسيا هي الحليف للأسد، ولذا يتعين على روسيا توضيح ما يحدث هناك.

ووصفت أورزولا فون السلاح المستخدم في اغتيال العميل الروسي بأنه مروع، مؤكدة أن الاغتيال كان «خرقا جسيما لجميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية، وتهديدا خطيرا لعدد لا حصر له من الأبرياء».

رد عاجل

وفي رد على الإجراءات البريطانية، توعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في حوار مع شبكة سبوتنك الروسية للأنباء أمس بأن بلاده ستطرد دبلوماسيين بريطانيين في القريب العاجل.

وقال: من السخف الاعتقاد بأن تسمم الدولة الروسية عميلا مزدوجا سابقا في بريطانيا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الروسية الأحد المقبل، وقبل استضافة كأس العالم لكرة القدم في يونيو ويوليو المقبلين.

وأوضح في بيان نشر على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الروسية أنه من حيث المبدأ لا يمكن الاعتقاد في أي موقف أن يتورط الاتحاد الروسي في ذلك، ولكن حتى إذا قبل المرء بصورة افتراضية هذا المنطق الملتوي بصورة مؤلمة من جانب زملائنا الغربيين، إذن من في تفكيرهم الصحيح يعتقد أن الاتحاد الروسي قرر إحداث مثل هذه المشاكل لنفسه قبل الانتخابات الرئاسية، وقبل إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم؟ لا يوجد دافع.

وكانت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد انتقدت روسيا في مجلس الأمن الدولي أمس الأول خلال اجتماع لبحث هجوم بغاز الأعصاب، وقالت: دعوني أوضح شيئا من البداية، وهو أن الولايات المتحدة تتضامن بشكل مطلق مع بريطانيا العظمى، وتعتقد أن روسيا مسؤولة عن الهجوم على شخصين في المملكة المتحدة باستخدام غاز أعصاب ذي استخدام عسكري.

مناخ هستيري

فيما أفاد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا في الاجتماع بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تخلق مناخا هستيريا من خلال قولها إن موسكو من المرجح أن تكون دبرت الهجوم، وأضاف: لا نتحدث بلغة الإنذارات، وروسيا أرسلت مذكرة إلى وزارة الخارجية البريطانية تطلب فيها عينات من المادة وإجراء تحقيق مشترك لأننا مهذبون، ثم اقترح نيبنزيا أن يجري المحقق البريطاني الخيالي شيرلوك هولمز التحقيق بدلا من الشرطة البريطانية.

مركز ضد الكيميائية

وفي شأن متصل أكد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أن بلاده ستنفق 67 مليون دولار لبناء مركز للدفاع ضد الأسلحة الكيميائية، وسط تهديد متزايد من دول من بينها روسيا.

وقال في كلمة له في مصنع لمجموعة «رولز رويس» بمدينة بريستول إن الحكومة ستستثمر في المركز للحفاظ على التفوق في مجال التحليل والدفاع الكيميائيين، متهما روسيا بتمزيق كتاب القواعد الدولية.