غابت جسور المشاة فتساقط عابرو طرق مكة وجدة

يشكو سكان مكة المكرمة وجدة من ارتفاع حوادث الدهس في كل من المدينتين، وذلك نتيجة تعثر جسور المشاة أو غيابها. فجسور المشاة متعثرة بمكة المكرمة على

يشكو سكان مكة المكرمة وجدة من ارتفاع حوادث الدهس في كل من المدينتين، وذلك نتيجة تعثر جسور المشاة أو غيابها. فجسور المشاة متعثرة بمكة المكرمة على

السبت - 03 يناير 2015

Sat - 03 Jan 2015



عبدالرحمن حويت، علي شراية - مكة المكرمة، جدة



يشكو سكان مكة المكرمة وجدة من ارتفاع حوادث الدهس في كل من المدينتين، وذلك نتيجة تعثر جسور المشاة أو غيابها. فجسور المشاة متعثرة بمكة المكرمة على الرغم من بدء موسم العمرة ووصول آلاف المعتمرين الذين يتعرضون لحوادث الدهس.

وفي جدة، أبدى السكان امتعاضهم من أمانة جدة والجهات المسؤولة إزاء إلغاء عدد من الإشارات الضوئية في تصاميم الطرق، وغياب جسور المشاة، ما تسبب بارتفاع نسب حوادث الدهس بعد تحويل معظم الطرق إلى سريعة.





أعداد الوفيات تتزايد بتعثر جسور المشاة بمكة



مع دخول موسم العمرة وتوافد الملايين من المعتمرين من خارج السعودية، تقف بعض جسور المشاة في مكة المكرمة والتي أنشأتها أمانة العاصمة المقدسة متعثرة نتيجة عدم الانتهاء منها في أوقاتها المحددة مسبقا، مما يعرض سالكي الطرق لخطورة الدهس.

أحمد مسفر، أحد سكان حي بطحاء قريش، والذي كان شاهدا على إحدى حالات الدهس يقول، لـ»مكة»: وقفت على حالة دهس لأحد الحجاج من إحدى الجنسيات الأفريقية في حج العام الماضي عندما كان يريد عبور جسر المشاة الموجود في بطحاء قريش ولكن وجده مغلقا، ففضل قطع الشارع والاتجاه إلى الطرف الآخر عبر مروره الخط السريع الذي يمتد مع الطريق الدائري الثاني للوصول إلى سكنه، وما هي إلا لحظات حتى اصطدمت به مركبة فأردته قتيلا على الفور، ولكن لو أخذنا بالأسباب وكان الجسر يعمل لما تعرض الحاج لما تعرض له، والذي أتى من بلاده لتأدية مناسك الحج، مطالبا الأمانة بسرعة إنجاز مشروع الجسر الذي ظل متعثرا لما يزيد عن سنتين، شهد خلالها أكثر من حالة دهس خلال وقت قصير، وتفعيل دور الأمانة بوضع الإشارات لتنبيه السائقين وأيضا العابرين، حيث إن الجسر يعتبر نقطة وصل مهمة بين الأحياء السكنية والجامع الذي يقبع في الجهة المقابلة.

المواطن محمد الطفيلي طالب بسرعة وضع جسور معلقة في الشوارع الرئيسة التي تكتظ بالسيارات، وخاصة الطرق المجاورة للمدارس والإدارات الحكومية للتخفيف من تزايد حوادث الدهس.

وقال: عدد من الطرق الرئيسة في مكة بحاجة لجسور للمشاة، كونها تشتمل على عدد من المدارس والإدارات الحكومية، منها حي العزيزية والعوالي والشرائع والنسيم وكدي وغيرها، وتعد من الأحياء المهمة والتي يذهب إليها البعض سيرا على الأقدام، وكثيرا ما يتعرضون للمخاطر في حال اضطروا إلى قطع الشارع العام للجهة المقابلة.

من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن أمانة العاصمة المقدسة تسعى دائما للحفاظ على هذه المنشآت الخدمية بغرض تأدية الخدمات للمواطنين على أكمل وجه، وتعتبر جسور المشاة من تلك الخدمات المهمة والحيوية، وتقوم الأمانة ممثلة في الإدارة العامة للحدائق والمرافق البلدية بتنفيذ مشاريع لتطوير تلك الجسور وصيانتها ومعالجة التلفيات، لتعيد للجسور رونقها وشكلها الجذاب كمعلم حضاري وخدمي داخل المدينة، وتشجيع المواطنين والمقيمين بمكة المكرمة والزوار والمعتمرين على استخدام تلك الجسور بعد إضافة تقنية السلالم المتحركة لها حفاظا على سلامتهم، مشيرا إلى أن الأمانة تسعى دائما إلى رفع ثقافة الجمهور بأهمية استخدام تلك الجسور، وإرشاد العامة لكيفية استخدامها عن طريق منع العبور في منطقة الجسر، وذلك عبر عدة وسائل، منها إنشاء حواجز حديدية من منطقة الجسر وبطول مناسب لا يقل عن 100م من محور الجسر في الاتجاهين، مما يساعد على تشجيع الناس على استخدام الجسر، والتفكير في رفع نسب الاستخدام للجسر، وذلك بتنفيذ تقنيات جديدة في الصعود والهبوط من الجسر متمثلة في المصاعد والسلالم الكهربائية، ووضع لوحات إرشادية وتحذيرية تفيد أن استخدام الجسر هو الطريقة الوحيدة الآمنة لعبور الطريق إلى الجهة المقابلة.

وأكد زيتوني أن الأمانة تطور بصفة مستمرة الجسور، كما تسعى لإيجاد الحلول الناجعة لجذب مرتادي الطريق وحملهم على استخدامها بدلا من عبور الشارع الذي غالبا ما يعرض حياتهم للخطر، وذلك من خلال استبدال الدرج العادي المنشأ بدرج كهربائي حتى لا يكون صعود الجسر على الدرج العادي صعبا لكبار السن والعجزة، وتشجيع الشباب أيضا لاستخدام الجسر، موضحا وجود عدد من الجسور التي نفذت بها سلالم كهربائية وتم تطويرها، منها على سبيل المثال جسر الهنداوية على طريق سيدنا عمر ابن الخطاب، وجسر بطريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد إشارة جامعة أم القرى ضمن مشروع إنشاء جسور مشاة معلقة بمكة المكرمة، حيث سيتم استخدامها في الصعود والهبوط لعابري الطريق ومستخدمي الجسر في أقرب وقت ممكن.



من المتوقع تهيئة 6 جسور أخرى بتقنية السلالم الكهربائية، تشمل:




  • 1 - جسر مشاة بطريق المدينة بجوار محطة القوس.


  • 2 - جسر مشاة بشارع عبدالله عريف بجوار القزاز.


  • 3 - جسر مشاة بجوار مستشفى النور.


  • 4 - جسر مشاة بالعزيزية بجوار إدارة التعليم.


  • 5 - جسر مشاة بالشيشة.


  • 6 - جسر مشاة بشارع الحجون (ريع الكحل).



• كما سيتم تباعا تطوير الجسور القائمة بمكة المكرمة حال انتهاء المراحل الموجودة لهذا الغرض.



عدد جسور المشاة في العاصمة المقدسة




  • 21 جسر مشاة، منها:


  • 13 جسر مشاة عادية


  • 8 جسور مشاة معلقةبالإضافة إلى عدد من الجسور الجديدة الجاري تنفيذها.





عبور الطرقات تحول إلى مهمة مستحيلة



 .. وتضاعف الضحايا في شوارع جدة



أبدى سكان جدة امتعاضهم من أمانة جدة والجهات المسؤولة إزاء إلغاء عدد من الإشارات الضوئية في تصاميم الطرق، وغياب جسور المشاة، ما تسبب بارتفاع نسب حوادث الدهس في الطرقات، بعد تحويل معظم الطرق إلى سريعة دون مراعاة حقوق المشاة، وعدم تخصيص أماكن خاصة لعبورهم مما جعل عبورهم لبعض الشوارع أشبه بالمستحيل.

«مكة» وقفت ميدانيا على عدد من الشوارع والطرق في جدة ورصدت عددا من العابرين لحظة مجازفتهم بأرواحهم، وقطع طرق أشبه ما تكون بالسريعة إلى الطرف الآخر، في ذات الوقت الذي سجلت فيه جدة عددا من حوادث الدهس لطلاب مدارس خلال الفترة الأخيرة، منهم الطفلة ريم السلمي والتي ترقد في المستشفى، والطفلة ربى الشريف التي لقيت حتفها أمام مدرستها بعد انتهاء يومها الدراسي أثناء عبور الشارع.



توقيت سيئ



سكان حي الفيحاء بجدة أكدوا أن إغلاق أمانة جدة جسر المشاة الوحيد الذي يربط شرق الحي بغربه غير منطقي، حيث درج سكان الحي على عبوره للوصول إلى مسجد الحمودي لأداء الصلاة، كما يستخدمه طلاب مدرسة الأقصى الأهلية للانتقال بين جانبي الحي.

وقال مدير مدرسة الأقصى حمدان العويضي لـ»مكة»: أمانة جدة أغلقت الجسر للصيانة، وأصبح عبور الطلاب للطريق أمام المدرسة مهمة انتحارية، وتساءل، لماذا لم تراع الأمانة وقت العمل وفترة الامتحانات؟ حيث اختارت وقتا غير مناسب لتنفيذ الصيانة، وسبق أن أغلقت الجسر في الإجازة الرسمية لبدء الصيانة، إلا أنها فضلت تنفيذ مهامها بالتزامن مع دخول الاختبارات



تجاهل حقوق



من جهته قال طالب محفوظ، إن إغلاق الجسر سبب هاجسا وقلقا لسكان الحي، خاصة المتوجهين للمسجد الواقع في الجانب الآخر من شارع عبدالله سليمان والذي تحول إلى طريق سريع بعد تدشين أحد الجسور فيه، وتساءل: هل المركبات أهم من المشاة ليتم تجاهلهم من قبل الأمانة؟كما طالبت الجوهرة زبيدي التي حصلت على رسالة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز مؤخرا بعنوان (التحليل المكاني لمواقع مدارس البنات الأهلية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية) بضرورة تشديد الرقابة ووضع الاشتراطات بعد مصرع الطالبة ربى الشريف، وشددت على المسؤولين من الجهات الحكومية بتفادي هذا الوضع الخطير حماية للطلاب والطالبات وتطبيق معايير السلامة في قراراتهم المستقبلية.

وأوضحت أن طالبات 50 مدرسة للبنات في جدة معرضات لخطر الموت يوميا، وتكرار مأساة طالبة الابتدائية ربى الشريف التي فارقت الحياة الأسبوع الماضي متأثرة بإصابتها بنزيف في المخ، جراء تعرضها لحادث دهس أثناء عبورها الشارع المقابل لمدرستها، وأصيبت مربية بالعمى نتيجة الحادث نفسه، وقالت إن 29% من مجموع مدارس البنات الأهلية في جدة تقع في مناطق خطرة نتيجة ملاصقتها للطرق السريعة، وافتقادها الكثير من المعايير وضوابط السلامة التي حددتها هيئة المساحة العسكرية بالابتعاد بمسافة تزيد عن 150 مترا من الطرق السريعة و75 مترا من الطرق المتقاطعة.



مخالفة معايير



وقالت زبيدي: بالرغم من أهمية الطرق، إلا أنها تتضمن خطورة كذلك على صغار السن نظرا لما تشكله المدارس في أوقات الذروة من زحام وإرباك لحركة المرور بشكل كبير ولافت للنظر، فقد وضع المهتمون بعض المعايير التي تحمي الطلاب من الأخطار التي يمكن أن تحيط بهم، ومنها ما جاء في دليل أنظمة واشتراطات البناء قسم المدارس الأهلية في وزارة الشؤون البلدية والقروية.

وشددت على أهمية أن تبعد المدرسة عن الطرق السريعة والشوارع الرئيسة بما لا يقل عن 50 مترا وهذه المسافة قد لا تحقق المرجو منها، وأما هيئة المساحة العسكرية فقد اشترطت أن تبعد المدارس 150 مترا من الطرق السريعة و75 مترا من الطرق المتقاطعة، مؤكدة أن الدراسة أظهرت وجود عدد من المدارس التي أنشئت دون مراعاة للضوابط أو المعايير، غير آبهة بما يترتب على ذلك من مخاطر وعواقب.

وأضافت: بالرغم من أن الدراسة ترى أن الضوابط والمعايير تحتاج إلى إعادة نظر وتعديلات لتحقيق الفائدة المرجوة، وهي الموقع الأنسب لسلامة أبنائنا الطلاب والطالبات، إلا أن البعض لا يكترث بهذه الضوابط والمعايير اللازمة للمدارس الأهلية التي يشكل البعض منها خطورة كبيرة لا تحمد عقباها، ناهيك عن قربها من منطقة الخطر حتى وإن كانت قد التزمت المعايير والضوابط، ولكن بعض المدارس تقع بالقرب من شوارع رئيسة حيوية للمدينة مما يشكل خطرا على طالباتها، والعكس صحيح، حيث يؤثر زحام المدرسة خلال أوقات الذروة على الشوارع.

إلى ذلك اكتفى مسؤول في تعليم جدة بالتأكيد أن الإدارة تحرص على اختيار المواقع المناسبة لبناء المدارس أو ترخيص الخاص منها.



ضحايا بالآلاف



وبحسب دراسة أعدتها جهات حكومية، فإن نسبة حوادث الدهس في جدة مرتفعة، حيث بلغ مجموعها نحو 78.680 حادث سير، بمتوسط 200 حادث في اليوم، بما في ذلك 387 حادثا أدت إلى الوفاة، و2738 حادثا أدت إلى إصابات بشرية و75.555 حادثا أدت إلى أضرار مادية، بزيادة تبلغ 15% على العام الذي سبقه.

وبالعودة لأمانة جدة، أكدت بدورها تنفيذ خمسة جسور مشاة جديدة عاجلة في المواقع الأكثر خطورة بالمدينة، فيما تستكمل ترسية 20 جسر مشاة خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وتنفيذ عدد آخر في مواقع خضعت للدراسة والتحليل.

في حين أكد المتحدث باسم أمانة جدة محمد البقمي لـ»مكة» قائلا إن الجسر أغلق للصيانة، وعن توقيت الإغلاق وعدم انتهاز الإجازة لإنهاء أعمال الصيانة، أفاد أن الجسر قد يسبب خطرا في حال عدم جاهزيته، مبينا أنه يحتاج إلى الصيانة، حيث سيتم العمل على إصلاحه في أسرع وقت ممكن.

وقال: وقعت أمانة جدة عقد صيانة 24 جسر مشاة، وذلك بعد عمل دراسة متكاملة لكل الجسور القديمة من قبل استشاريين متخصصين، وتم تحديد الأضرار والتلف الذي بها وطريقة الإصلاح، يذكر أن إنشاء الجسور يخضع لمنهجية محددة لتحديد مواقعها ويقوم بها استشاري الأمانة، آخذا في الاعتبار بيانات الجهات المختصة لحوادث الدهس.

وبحسب مرور جدة، سجلت المحاضر الرسمية في جدة 479 حادث دهس خلال الستة أشهر الماضية، راح ضحيتها 72 نفسا، وسجلت مواقع طريق مكة القديم وطريق الملك فهد، إضافة إلى الكورنيش وشارع الأمير سلطان بن سلمان، وجنوب وشمال طريق الملك عبدالله وشارع فلسطين وعدد من المواقع القريبة من المناطق الحيوية، النسبة الأكبر من تلك الحوادث.



تحليل الوضع



من جانبهم، فتح أعضاء المجلس البلدي مع مسؤولي الأمانة ملف جسور المشاة، بعد أن تم الانتهاء من دراسة وتقييم جسور المشاة الخشبية بالمحافظة، والتي تهدف إلى تحليل الوضع الراهن لجسور المشاة الخشبية القائمة، وإعداد تقرير مفصل لكل جسر على حدة، ليتم تقييم الحالة الإنشائية وعناصر السلامة والنواحي الجمالية للجسور، حيث تم طرحه للتنفيذ لتحسين مستوى الجسور القائمة لتحقق دورها بالشكل الأمثل.