طاهر بخش: الجيل الجديد يغني أغاني طارق عبدالحكيم ولا يعرفه

السبت - 10 مارس 2018

Sat - 10 Mar 2018

«قدمه على مسؤوليتك» هذه هي العبارة التي قالها وزير الإعلام الأسبق جميل الحجيلان للموسيقار طارق عبدالحكيم الذي قدم له شابا موهوبا على أنه «صوت جميل وسيكون له مستقبل رائع»، مطالبا له بفرصة للظهور عبر مسرح التلفزيون، وبالفعل تحمل عبدالحكيم هذه المسؤولية، ولم يمض كثير من الوقت حتى رأى المشاهدون للمرة الأولى الشاب محمد عبده وهو يتغنى حينها بعمل «سكة التايهين».

كانت هذه إحدى القصص التي ذكرها الإعلامي والفنان طاهر بخش ضمن مجموعة من الأسرار الفنية التي عايشها شخصيا مع الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم، وذلك في أمسية أقامتها مجموعة جسور، بعنوان «قال لي طارق»، وذلك في خيمة جمعية الثقافة والفنون بالرياض أخيرا، والتي شهدت تقديم مجموعة من أعمال عميد الأغنية السعودية التي قدمها خلال سيرته الممتدة لأكثر من 40 عاما.

وفي حديث لـ«مكة» قال الإعلامي طاهر بخش إن الندوة تمثل جزءا من سيرة الموسيقار الراحل التي سجلها معه على مدى 6 سنوات، وأضاف «لقد أردت خلال هذه الندوة أن يتعرف الجيل الجديد بطارق عبدالحكيم، خاصة أن كثيرا منهم يتغنى بأغانيه دون أن يعرفه، بل إنهم يعتقدون أن هذه الأغنيات لفنانين من العصر الحديث».

وقال بخش إن تاريخ الأغنية السعودية وبداياتها ما زالا مجهولين لدى كثير من الجمهور، بل حتى لدى بعض الفنانين، وهو أمر يتطلب مزيدا من العمل الثقافي والتوثيقي، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على تقديم ندوات عدة تتناول مجموعة شخصيات فنية كثيرة أسهمت في دعم وإثراء وتأسيس الموسيقى في المملكة.

ماذا قال طارق عبدالحكيم لطاهر بخش؟

  • قضيت طفولتي في المثناة بالطائف ثم درست حتى الصف السادس الابتدائي قبل التحاقي بالجيش عام 1356هـ ضمن 32 فردا من أقراني، إلى أن تخرجت عام 1359هـ ضابط مدفعية مضادة للدبابات.

  • في منزل حسن سرور الصبان، وهو من أهل مكة ميسوري الحال، اعتدت أن ألتقي بالأصدقاء وأعزف على العود والكمان خلال العطلة الأسبوعية، وبعد أن أصبحت معروفا في أوساط زملائي أصبحت أقيم في الخفاء بعض الحفلات الخاصة للزملاء، ثم تطور الأمر إلى عمل حفلات للأهالي، حتى عرف الجميع أنني أعزف العود وأغني.

  • عندما اختارتني وزارة الدفاع عندما أرادت أن تبتعث واحدا من الضباط لدراسة الموسيقى أجمع الضباط على أن طارق عبدالحكيم هو المؤهل لذلك، فاختاروني لهذه المهمة، وكان ذلك مؤلما لي. كيف أكون ضابط مدفعية وقائدا برتبة نقيب وأضحي بذلك مقابل أن أدرس الموسيقى؟ ولن أنسى كلمات الأمير منصور بن عبدالعزيز وزير الدفاع خلال تلك الفترة حين قال لي «اذهب تعلم الموسيقى لأنه سيأتي يوم تحال فيه إلى التقاعد ولن تستطيع أن تبيع مدافع الجيش في السوق، وسيكون لك في الموسيقى شأن كبير».

  • كنت في الرياض وجاء إلي الشاعر إبراهيم خفاجي والشاعر ناصر بن جريد ومعهما شاب قدموه لي باسم محمد عبده، فأمسك العود وأسمعني بعض أغنياته فأعجبت به، وقلت لناصر بن جريد: اكتب كلمات وأنا ألحنها له، فأعطاني «سكة التايهين»، وكان إبراهيم خفاجي قبلها قد أعطاني أغنية بعنوان «يا للي ما فكرت في روحي .. يا للي يهناك نوحي»، فقلت له إني متنازل عنها لهذا الشاب.