إسماعيل محمد التركستاني

التطبيقات الذكية والرعاية الصحية

السبت - 10 مارس 2018

Sat - 10 Mar 2018

لا أريد الخوض كثيرا في المعنى العلمي والتطبيقي لمصطلح الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، حيث إنه من المصطلحات العلمية حديثة التطبيق، ورغم أنها معقدة في محتواها ولكنها سلسة في ظاهرها! خاصة عندما أكتب مقالا صحفيا يكون هدفي من ورائه تقديم معلومة سلسة ورسالة قصيرة ذات محتوى بسيط إلى من يهمه الأمر، ويمكن للقارئ من خلالها أن يصيب كبد الحقيقة السهلة والبعيدة كليا عن تعقيدات المصفوفات والتكامل في علوم مثل الرياضيات والحوسبة وتطبيقاتها المختلفة في العلوم الصحية، سواء كان ذلك في الطب أو العلوم الطبية الأخرى.

إذن لا بد أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يعني تطبيقات رقمية (بلغة الحاسب الآلي) تم تركيبها بآلية يكون فيها التكامل في مصفوفة الخدمات الصحية لطرفين يمكن من خلالها (تطبيقات الذكاء الاصطناعي) الوصول إلى نتيجة إيجابية لكلا الطرفين (المقدم والمستهلك)، ويقصد بالمقدم مقدم الخدمة الصحية والمستهلك هو المريض. مختلف طبقات المجتمع لديها دراية كافية عن تلك التطبيقات الذكية التي اقتحمت حياة جميع الأجيال، وأصبحت في متناول الأيدي حتى لصغار السن (من هم في التعليم العام)، حيث أدرك الجميع أن استخدام مختلف تلك التطبيقات سهل لنا الوصول إلى معلومات قد تكون في السابق لغزا محيرا وتحتاج إلى البحث والتنقيب عنها بين أرفف المكاتب العلمية أو تحتاج إلى استقدام عامل مهني محترف بربطة عنق ويحمل حقيبة (صمصونايت) ويرتدي بنطلون شارليستون (ضيق من الأعلى وواسع عند طرفي الساقين)!

وبما أننا الآن في عصر العولمة، ويكثر الحديث عن الخصخصة بشكل عام والاستثمار بصورة خاصة في القطاع الصحي، واستخدام مختلف التطبيقات التقنية، وما وراء ذلك الاستثمار من أهداف واستراتيجيات يمكن من خلالها الوصول إلى أفضل وأحسن صور الرعاية الصحية التي يتطلع إليها الجميع، فإن في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الضالة المنشودة في الوصول إلى أهداف مرجوة ويتطلع إليها الجميع سواء كانوا مقدمين للرعاية أو مستفيدين. ولقد تحدثت مرارا عن أهمية استخدام تطبيقات الحوسبة في الرعاية الصحية في صحيفة مكة. نعم، هناك عدد من التطبيقات الذكية التي سهلت الوصول إلى أهداف كانت في السابق من المواضيع التي تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والمال، إلى جانب عدد من الطاقات البشرية، ولكن الآن استخدام التطبيقات الذكية يوفر علينا كثيرا من الموارد البشرية ونتلافى كثيرا من الهدر والاستهلاك.

باختصار، من الأساليب التي يتجه إليها صناع الأمل والنجاح في الرعاية الصحية المساهمة في إحداث ما يسمى بالضربات الاستباقية أو التنبؤ بالحالات المرضية قبل حدوثها، مثل الالتهابات التي تصيب مختلف الأعمار في فصل الشتاء، والارتفاع أو الانخفاض في مستوى سكر الدم، ومختلف صور اختلال عضلات القلب ووظائفها، وغيرها من الأمراض. وأصبحت التطبيقات المنتشرة في شبكة الانترنت تساهم في حل كثير من الصعوبات التي تواجه البشرية، خاصة الممارسين الصحيين.