أسئلة الطفل الفلسفية.. والرد عليها بالترهيب

السبت - 10 مارس 2018

Sat - 10 Mar 2018

منذ بدء الطفل تلقيه المعلومات سواء من والديه أو من المدرسة فور الدخول إليها، تأتي المعلومات الأساسية، وهي المتعلقة بالدين، الأسئلة المعروفة التي وصفت بالواجب معرفتها في كتاب التوحيد من الصف الأول الابتدائي، وهي: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟. يكون الطفل خلال تلك المرحلة المعرفية متلقيا للمعلومة ومرددا لها بالتلقين والحفظ، ويردد أجوبتها بلا زيادة أو نقصان أو نكس للأجوبة بعضها على بعض، دون اعتبار لذلك الطفل الذي يتوجب على والديه أولا أو من كان مسؤولا عنه في تعليمه في المنزل والمدرسة، أن يكونوا أكثر صبرا وسعة، إذ إن تلك المعرفة تعد جديدة عليه أسلوبا وفكرا ونطقا للسؤال والجواب، فهو بالتالي أمام خيال لا حد له، وفي هذه اللحظة يحتاج عقله أن يتخيل تلك الأسئلة وكينونتها.

أسلوب التعليم فوق بعضه هكذا حاله لم يتغير، فقد تلقينا وحفظنا ذلك بالأسلوب نفسه، وكان يفترض بالمعلمة أو المعلم ألا يخطئا الطفل حين يأتي بجواب «ما دينك؟» بدلا من جواب «من ربك؟»، وبجواب «من نبيك؟» بدلا من جواب «ما دينك؟»، إذ إنها مرتبطة بعضها ببعض، فالاعتقاد بأن الإسلام هو الله هو جواب مختصر، إذ الاعتقاد والاستسلام والخضوع والانقياد ليست إلا للخالق وهو الله.

كذلك دين الإسلام لم يأت من الرب مباشرة، إذ قدر أن يكون بواسطة رسول، فكان عن طريق محمد النبي الكريم، فإذا كان جواب «ما دينك؟» هو النبي محمد فهو صحيح، إذ لم يأت الإسلام إلا عن طريقه، ولكن إن سئل «من ربك؟» وأجاب الطفل عن سؤال «من نبيك؟» أو العكس فهذا يستحسن الإيضاح له بأن المخلوقات والكون والحياة لها صانعها، ومن ضمن الخلق النبي محمد الكريم، بالتالي سيضطر عقل ذلك الطفل إلى أن يظهر أسئلته التي أصنفها ضمن الأسئلة الفلسفية، وبذلك يكون قد ولج طريق الفلسفة دون علمه، وربما وهو الغالب أن معلمته لا تعلم أن أسلوب تلك الأسئلة فلسفي، ومنها (وين ربي؟) و(ليش ما أشوفه؟) و(كيف الإسلام يعني إيش؟) و(من هو محمد؟) وغيرها من الأسئلة التي لولا ترهيب الردود بتلك الأجوبة عليهم لواصلوا في بث أسئلتهم، وليس فقط الترهيب، إنما إجابات مختصرة ومبهمة بالنسبة لهم ولعقليتهم (أنت بس قل ربي الله وبس..) أو (الله في السماء) أو (الله في كل مكان) وغيرها من الإجابات المتنوعة في الطرح الواحدة في المضمون، وبعضها يحتاج إلى إيضاح أو تصحيح لكيلا تعلق المعلومة وهي غير دقيقة.

وهنا أليس من الممكن إعطاء مساحة أكبر للتعبير لذلك الفيلسوف الصغير وفق معرفة من يخاطبه أو يعلمه، بحيث يكون ملما بمعارف عدة، أهمها أسماء الله الغنية جدا بأطروحات وتفصيلات يحتاجها كل معلم أو معلمة لتوسيع فكر وذكاء ذلك الفيلسوف الصغير، إذ سينعكس ذلك عليه تحدثا وأسلوبا وبحثا منذ الصغر، وليشكل معرفة فلسفية تأملية، والربط بينها وبين شتى المعارف، ومنها المعرفة الدينية التي تنبثق منها تلك الأسئلة الثلاثة.