موتوا بغيظكم يا أعداء الوطن

الجمعة - 09 مارس 2018

Fri - 09 Mar 2018

هناك دول نامية تطمح بنهضتها للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ثقافيا وفكريا وتقنيا، وأن ترتقي بشعبها في شتى المناحي، ومن أهمها الأمن والأمان ورغد العيش.

كلنا يعرف أن طريق النجاح محفوف بالمصاعب والمعوقات، وتخطيها يكون بالإصرار على التحدي للوصول إلى القمة، وفي هذا التحدي يستبين الجد من الهزل، والاجتهاد من الكسل، والإصرار من الفشل، لذا فإن طموح أي دولة لنهضة شاملة يحتاج تعاون وتكاتف الجميع حكومة وشعبا، أفرادا ومؤسسات، رجالا ونساء، تجارا وعمالا، مهندسين ومعلمين، أطباء وشرطة، عسكريين وباحثين، كبار سن وطلابا، مواطنين ووافدين، ممن يحبون هذا البلد، ليتحدوا جميعا في سبيل الوصول إلى الهدف السامي المنشود الذي يحقق لهم الأمن والرخاء.

المدرك يعلم أن للنجاح ضريبته وأعداءه، وهذا أمر مسلم به، وقد يكون له أسبابه، وقد أورد هنا على سبيل المثال لا الحصر الغيرة والحسد وتعارض المصالح مهما اختلفت أسبابها السياسية والعرقية، فكما للنجاح أعداء يوجد أعداء من نوع آخر، يظهرون لنا الحب والولاء ويضمرون العداوة بكل معانيها، وقد أصبحوا معول هدم وأدوات بين ظهرانينا يستخدمها العدو لمحاولة تفكيك أغلى مكتسباتنا وهو الوطن.

مع الأسف الشديد توجد قلة قليلة تمارس التشاؤم وتثبيط العزائم أو الاستهزاء بالعمل والجدية في بناء الوطن للوصول إلى رؤيتنا السامية في 2030، ولم يعلموا أنهم بهذا عون لأعداء الوطن الذين يتمنون ويسعون جاهدين لإفشال المملكة في تحقيق رؤيتها بنهضة شاملة. فإذا كنت متشائما أو مثبطا للعزائم، فلا مكان لك بيننا.

أما من يستخدم الاستهزاء في حق العاملين على بناء الوطن ويظن أن هذا مضحك ومسل، فهذا إنسان جاهل فاشل لا يعلم أن ذلك من وسائل الهدم المؤثرة!

وقد كفى الله عز وجل نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم المستهزئين أثناء دعوته، لأنه جل جلاله يعلم ما في الاستهزاء من ضرر نفسي يؤثر تأثيرا سلبيا على النفس البشرية، فقال «إنا كفيناك المستهزئين».

يجب على الجميع مراجعة أنفسهم بما يخص تشاؤمهم ضد التحول الوطني ونظرتهم السوداوية الحالكة لمستقبل الوطن التي لا يراها إلا المتشائم نفسه، ليبرر فشله أو كسله وعدم مشاركته في بناء وطنه!

ومن بعض الممارسات السيئة في تثبيط العزائم إلقاء النكات السخيفة والاستهزاء بالعمل الجبار الذي تقوم به الحكومة أو بأعمال شباب الوطن، سواء الحوارات أو الأعمال التطوعية أو أي دعوة تحث وتدعو للعمل من أجل الوطن.

‏طموحنا يعانق عنان السماء، وهو طموح كل السعوديين الذين يعشقون أغلى مكاسبهم، وهو الوطن العظيم. سنصل بمشيئة الله إلى طموحاتنا، وسنحقق رؤية السعودية 2030 ، الهدف الأسمى للسعوديين أجمعين.

إنني أشاهد دائما صورة مشرقة تبعث على التفاؤل والإصرار والعمل والاجتهاد، وهي صورة شباب وطني إذا شاهدتهم وسمعتهم في مشاركاتهم بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أو في كوفي شوب أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وألمس في مشاركاتهم مدى حبهم للوطن وإصرارهم على النجاح والتفاني من أجل الوطن، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد رائد التنمية وملهم النجاح، الذي أتاح الفرص وقدم الدعم للمبدعين والموهوبين، وفتح المجال لكل المواطنين للمشاركة في بناء هذا الوطن العظيم.