فلمبان.. يحلق عاليا بين ريشتين

في إحدى أمسيات جمعية الثقافة والفنون الشعرية بجدة كان منتبذا غيمة قصية يتأمل الحاضرين ويقرأ الحبور النابت في وجوههم

في إحدى أمسيات جمعية الثقافة والفنون الشعرية بجدة كان منتبذا غيمة قصية يتأمل الحاضرين ويقرأ الحبور النابت في وجوههم

الاحد - 02 فبراير 2014

Sun - 02 Feb 2014



في إحدى أمسيات جمعية الثقافة والفنون الشعرية بجدة كان منتبذا غيمة قصية يتأمل الحاضرين ويقرأ الحبور النابت في وجوههم

كان عوده الشفيف يرافق حكايا القاصين ومواويل العشاق كخلفية هادئة تؤثث للفرح ملاذا في فضاءات الروح، والجميل في تلك الأمسية أن العود كان للراحل حمزة شحاتة وهو من مقتنيات الفنان الشخصية فالتقى إحساس الشاعر بتجليات الفنان وتداعى المكان بطرب أخاذ

إنه الفنان التشكيلي أحمد فلمبان ابن مكة الناهضة وربيب جدة الفاتنة، الفنان الذي تتنامى أعماله بين ريشتين، ريشة تبتكر عالمها لتؤسس للفن التشكيلي مدرسة من الجمال والإبداع، وريشة تتثنى كأنثى طروب بين أوتار عوده الشفيف كلما رتل القلب هزيعا من الليل والوطن المنتظر!أحمد فلمبان



الذي تشرب الفن الإيطالي من منابعه قبل أكثر من أربعين عاما حين حصل على درجة البكالريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1971، وحاز بعدها على جائزة منيرفا كأفضل طالب في قسم الرسم للعام الأكاديمي 1970 /1971، ثم توالت الجوائز العالمية واحتفالات ومهرجانات المشاركة والتكريم حتى منحه رئيس الجمهورية الإيطالية وسام الدولة لقب فارس 2007م

أحمد فلمبان



زيّنت أعماله المتفردة أروقة الوزارات والدوائر الحكومية والخاصة والتي تضمنت بورتريهات لشخصيات عامة شملت بعض الأمراء والوزراء من داخل السعودية وخارجها

وبعد ركضه الجميل في مضمار الفنون التشكيلية والغنائية كعازف محترف لآلتين وتريتين هما العود والكمان توقف ليرمم جدران قلبه بعد أن خضع لعملية جراحية قبل أيام في ألمانيا، ونحن ما برحنا ننتظر عودته محملا بالفراشات الملونة إلى مدينة جدة التي افتقدت نزف ريشته الفاخرة وعزف أوتاره الآسرة.. ويكفي