الإندبندنت البريطانية: عملية الإصلاح في السعودية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط

الأربعاء - 07 مارس 2018

Wed - 07 Mar 2018

استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يحدث تغييرا جذريا في الشرق الأوسط عكس ما حدث في باقي ثورات الربيع العربي، والتي سقطت بعد أولى خطواتها الشعبية الحالمة، وذلك بقيادة ثورة مختلفة من الأعلى إلى الأسفل، وإعلان وتيرة قرارات إصلاحية ضخمة منذ توليه ولاية العهد قبل 9 أشهر فقط.

خطوات ولي العهد الجريئة والسريعة يجب أن تحظى بدعم العالم الدولي، كما جاء في مقال إيان ميلرشيب ونشرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية الاثنين 5 مارس 2018، وقال في مقاله "إن هذه التغييرات في صالح الغرب، وسيكسب العالم الكثير من إصلاحات المملكة، مؤكدا أهمية دعم ولي العهد الذي يتخذ الخطوات الصعبة نحو صحوة جديدة وجريئة يختلف فيها عن الأجيال السابقة. إذا لم نقم بدعم هذه الثورة ما هو المحفز الآخر للتغيرات الذي نتوقع أن يحل محله؟".

ولفت إلى أن اختيار ولي العهد الاسم المستعار الخاص به (MBS)، يعكس التغيرات في زمن وأسلوب الجيل السعودي الجديد، وأشار إلى أن نسبة من هم دون الثلاثين من العمر 70% من السكان، لذا استطاع الأمير الشاب ذو الـ32 عاما أن يقرأ ما يجول في خواطر شباب بلده واستشعار أنهم على أتم الاستعداد للتغيير.

وأشاد بشجاعة والتزام ولي العهد الشاب، إذ تطلبت هذه الإصلاحات عديدا من القرارات الشجاعة، لذا صرح الأمير الشاب علنا بأنه مصمم على إعادة المملكة إلى الإسلام الأكثر اعتدالا وتسامحا كما كان، وهذا ما يجعل عملية الإصلاح في المملكة الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، فبنجاحها ستتغير المنطقة وربما العالم، إذ إن المملكة تعد عاصمة الإسلام العالمية، ويراها عدد من المسلمين في موقع القيادة، وما يجري الآن يعلن عن حقبة جديدة مختلفة. مشيرا إلى أهمية إصلاحات ولي العهد الاقتصادية، فعندما ينفد النفط ستحتاج المملكة إلى اقتصاد فعال قائم على سوق حرة، اقتصاد ترغب بقية دول العالم الاستثمار فيه.

وذكر ميلرشيب ما تحظى به المرأة السعودية من تمكين في هذه المرحلة، فوفقا لمجلس الشورى العام الماضي، استطاعت 35 ألف امرأة سعودية الدراسة في جامعات دولية خارج المملكة، فالتعليم وكسب الخبرات حاسمان لنجاح رؤية 2030، وبرنامج تحديث وتنويع الاقتصاد، إضافة إلى رفع حظر السينما الذي كان مفروضا منذ 35 عاما، وفتح المسارح أيضا، وحضور النساء مباريات كرة القدم لأول مرة هذا العام، وفي غضون أشهر قليلة ستكون قادرة على قيادة سيارتها بنفسها إلى المباريات. وأوضح أن من الصعب على الغرباء أن يفهموا ما تعنيه هذه التغييرات البسيطة لكثير من السعوديين الشباب، لكن يخطئ من يصرف النظر عنها.

واستغرب الكاتب من المشككين الغربيين الذين يشككون بالتغييرات والإصلاحات، لافتا إلى أنهم يعيدون إلى الذاكرة المختصين بشؤون الكرملين الذين عاشوا في الحرب الباردة، ولم يستطيعوا تقبل انفتاح حكومة الاتحاد السوفيتي إلى أن رأى العالم الألمان يتسلقون على جدار برلين. واستشهد بآراء كثير من المحللين الدوليين قبل فترة قصيرة، الذين اعتادوا على الوضع الراهن في واشنطن، وكانوا يرفضون الاعتقاد بإمكانية وصول ترمب إلى الرئاسة، ويقول أحيانا يكون الخبراء هم آخر من يقر أن التغيير يحدث، مؤكدا في نهاية مقاله على وجوب دعم الأمير محمد بن سلمان عند وصوله إلى بريطانيا.