مواقع أثرية (مسجد الإجابة في مكة المكرمة)

مسجد الإجابة واحد من أقدم المساجد بمكة المكرمة، وهو من المساجد التاريخية القديمة، ويقع على يسار المتجه إلى منى

مسجد الإجابة واحد من أقدم المساجد بمكة المكرمة، وهو من المساجد التاريخية القديمة، ويقع على يسار المتجه إلى منى

الاحد - 01 مارس 2015

Sun - 01 Mar 2015

مسجد الإجابة واحد من أقدم المساجد بمكة المكرمة، وهو من المساجد التاريخية القديمة، ويقع على يسار المتجه إلى منى.
وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في موضعه، وإنه بني قبل العام الثالث الهجري.
وحول تاريخية الزمان والمكان أوضح الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف على وحدة المتاحف بجامعة أم القرى أن موقع المسجد اليوم على يسار الذاهب إلى منى في مدخل شعب آل قنفذ ليس ببعيد عن ثنية أذاخر وأمانة العاصمة المقدسة بحي المعابدة، ويقابله جبل زرود الذي يشرف على البياضية ويفصل هذا الجبل بين مبنى شرطة العاصمة المقدسة ومسجد الملك عبدالعزيز المقابل لمسجد الإجابة من الجنوب، ويعرف الشعب الذي يقع المسجد عند مدخله اليوم بشعب النور.

أما موقعه في كتب الجغرافيا الاسلامية فهو يقع بالبطحاء، ويسمى أيضا بـ“خيف بنى كنانة” وهو المحصب، والخيف ما انحدر من الجبل وارتفع عن سيل الماء.
وحد المحصب وخيف بني كنانة من الحجون إلى منى وهو إلى منى أقرب.

وخيف بني كنانة هو الذي ورد فيه الحديث المروي عن أسامة بن زيد، حيث قال: “قلت يا رسول الله أين ننزل غدا؟ قال: هل ترك لنا عقيل منزلا؟ نحن نازلون بخيف بني كنانة، حيث تقاسمت قريش على الكفر”.
يعني المحصب وذلك أن قريشا حالفت كنانة على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يشتروا منهم ولا يؤووهم.

وأبان الدكتور الدهاس أن هذا المسجد مشهور عند أهل مكة، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى فيه المغرب.
ويذكر ابن الضياء القرشى المؤرخ المكي، وهو من مؤرخي القرن التاسع الهجري أن المسجد في عصره كان خرابا، وجدرانه ساقطة إلا الجدار القبلي وفيه حجر مكتوب عليه، ويشير إلى أنه هو مسجد الإجابة وأنه عمر سنة عشرين وسبعمائة.
ويقول الفاسي عن المسجد في نفس العصر، ويبلغ طول هذا المسجد من الجدار الذي فيه المحراب إلى الجدار المقابل له ثمانية عشر ذراعا، وعرضه كذلك.

ويقول المؤرخ المكي الصباغ صاحب كتاب “تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام”، وهو من مؤرخي القرن الثالث عشر إن هذا المسجد بالمعابدة معروف ومشهور عند أهل مكة وهو الآن عمار، وقد عمر زمن السلطان عبدالمجيد خان.

وقد عمر مسجد الإجابة عدة مرات في العهد السعودي، آخرها كان عام 1422 هـ وهي عمارة حسنة، حيث كسي المسجد من الخارج بالرخام الملون وجعلت في وسطه قبة جميلة ومنارة خارج بناء المسجد ومواضئ مجهزة للمصلين.