انفجار براكين حرة الحجاز يثير جدلا والجيولوجية: لا محقونات بركانية

في وقت فتح تحذير خبير بيئي من انفجارات وشيكة ببراكين حرة الحجاز بابا واسعا للجدل، مشددا على ضرورة تنبه هيئة المساحة الجيولوجية لهذا الأمر، مستندا إلى دلائل من براكين وحرات أربع ذات أنشطة حديثة منتشرة على طول المنطقة، طمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأهالي، مبينا أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق

في وقت فتح تحذير خبير بيئي من انفجارات وشيكة ببراكين حرة الحجاز بابا واسعا للجدل، مشددا على ضرورة تنبه هيئة المساحة الجيولوجية لهذا الأمر، مستندا إلى دلائل من براكين وحرات أربع ذات أنشطة حديثة منتشرة على طول المنطقة، طمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأهالي، مبينا أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق

الاحد - 01 مارس 2015

Sun - 01 Mar 2015

في وقت فتح تحذير خبير بيئي من انفجارات وشيكة ببراكين حرة الحجاز بابا واسعا للجدل، مشددا على ضرورة تنبه هيئة المساحة الجيولوجية لهذا الأمر، مستندا إلى دلائل من براكين وحرات أربع ذات أنشطة حديثة منتشرة على طول المنطقة، طمأن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأهالي، مبينا أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق.
التنبه للخطر القادمووجه أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي حديثه إلى الهيئة، محذرا من خطورة حرة العيص بمنطقة المدينة المنورة بقوله «الأمر جدا خطير يا هيئة المساحة الجيولوجية، على ساكني هذه المناطق، وقد يمتد هذا الخطر حتى حدود المدينة المنورة، أما حركة الملاحة الجوية في أجواء المنطقة الغربية فستتأثر سلبا بانفجار هذا البركان، فهل أعددنا العدة لذلك؟».
ودعا إلى ضرورة وعي وإدراك الخصائص التاريخية لبراكين المنطقة، التي ارتبطت بوجود الإنسان، مما يؤكد ضرورة دراستها باستفاضة ليتمكن الإنسان من التأقلم مع حقيقة وجودها، مبينا أن براكين الحجاز عاصرت الإنسان الحجازي منذ أن حط رحاله في المنطقة قادما من أفريقيا منذ نحو 60 ألف عام، وهي مستمرة، وستستمر لتعاصر آلاف الأجيال القادمة، وأن انتشارها لا يقتصر على الحجاز فقط، بل تمتد من اليمن جنوبا وحتى بادية الشام شمالا.

نشأة الحرات الحديثةوأوضح عشقي أن من السمات الواضحة لمعظم الظواهر الجيولوجية في جميع بقاع العالم تحدث على فترات متباعدة، تصل إلى مئات ألوف السنين أحيانا، ومعظم الظواهر الجيولوجية التي حدثت في العصور الغابرة وعصور ما قبل حضارة الإنسان؛ سجلتها الطبيعة بين طبقات الأرض، ومن خلال هذه السجلات الجيولوجية استطاع الإنسان الحديث معرفة تاريخ أرضه منذ بداية نشأتها قبل نحو 3 ملايين عام.
وأشار إلى أن السجلات الجيولوجية أوضحت أيضا بداية تاريخ نشأة البحر الأحمر، التي بدأت في عصر الأوليجوسين Oligocene منذ نحو 30 مليون عام، كما أوضحت بصورة دقيقة تاريخ نشأة حرات الحجاز الحديثة، التي بدأ تكوينها منذ نحو 10 ملايين سنة، والتي ما زالت أنشطتها مستمرة حتى يومنا هذا.
ومع بزوغ الحضارة الإنسانية استطاع الإنسان منذ نحو 5 آلاف عام تسجيل العديد من الظواهر الجيولوجية المختلفة التي عادة ما تشوبها البدع والخرافات، وبراكين الحجاز لم تدون إلا بعد قيام الدولة الإسلامية، أي منذ 1400 عام، على أن هناك بعض الدلائل في الشعر والأدب الجاهلي تشير إلى حدوث مثل هذه البراكين قبل الإسلام.

خسفا الحجاز وأفريقياوأردف «رغم الأبحاث المكثفة حول تكوين نظام الصدع الأفريقي الشرقي العظيم The East African Rift System إلا أن هناك اختلافا واضحا بين الباحثين حول نشأته، والذي يعد أحد عجائب التكوينات الجيولوجية عالميا، إذ تتجلى أعجوبته في القوى التكتونية في صفيحة أرضية جديدة، فنظام الصدع الأفريقي العظيم - خاصة فرعه الشرقي - يعمل على فصل الصفيحة الأفريقية African Plate لصفيحتين، هما النوبية والصومالية».
ولفت عشقي إلى أن الصدع الحجازي لا يقل عن الأفريقي في أعجوبته وغرابته، بل يعد امتدادا له، من اليمن جنوبا وحتى بادية الشام شمالا، وزاد «أما الاعتقاد بأن البراكين المتناثرة في حرات الحجاز ذات صلة بتكوين ونشأة البحر الأحمر، أي بالتوسع الذي يشهده البحر الأحمر نتيجة لتباعد الصفيحة العربية عن الأفريقية، فليس له أي ارتباط بتوسع البحر الأحمر، وبتباعد الصفيحة العربية عن الأفريقية، في حين أن بداية نشأة براكين الحجاز كانت في نهاية عصر البليوسين Pliocene أي منذ نحو 10 ملايين عام، أي أن أقدم عمر جيولوجي لهذه الحرات أقل من 10 ملايين عام، وأحدثها لا يزيد عمرها عن ألف عام».

غموض براكين الحجازوقال إن عالم البراكين الدكتور جون روبول أوضح ذلك، وهو الذي أفنى معظم حياته في دراسة براكين الحجاز، ويرجع له الفضل في إماطة اللثام عن كثير من الغموض في نشأة تلك البراكين، وأردف «من خلال قراءتي المتأنية والعديدة لمؤلفات هذا العملاق الجيولوجي توصلت لقناعة تامة أنه لا توجد مطلقا صلة بين ميكانيكية توسع البحر الأحمر وتكوين براكين الحجاز، وأنا لا أنكر أن البحر الأحمر يتوسع كل عام بمقدار يتراوح ما بين 2 إلى 3 سم، ولكن اختلافي مع الكثير يكمن في ميكانيكية وكيفية هذا التوسع، الذي هو نسخة أو صورة لما يحدث في منطقة الخسف الأفريقي الشرقي العظيم، حيث يعمل هذا الخسف في تقسيم أو فصل الصفيحة الأفريقية إلى صفيحتين هما النوبية والصومالية».
واعتبر عشقي أن هذا هو نفس الدور أو الميكانيكية التي يقوم بها الخسف الحجازي العظيم، الذي يعمل على فصل الصفيحة العربية إلى صفيحتين هما الحجازية والنجدية، اللتين تتباعدان عن بعضهما بعضا، حيث تتجه الصفيحة النجدية في اتجاه الشمال الشرقي للتصادم مع الصفيحة الإيرانية، وأن هذا التصادم هو المسبب لجميع الزلازل التي تحدث في إيران ويصل تأثيرها إلى شرق جزيرة العرب.

أسباب براكين المنطقةوأوضح أن الصفيحة الحجازية تتجه في تباعدها عن الصفيحة النجدية صوب الغرب، للتصادم مع الصفيحة المحيطية للبحر الأحمر، وأن هذا التصادم ينجم عنه انزلاق ٍSubduction الصفيحة المحيطية للبحر الأحمر أسفل الصفيحة الحجازية، وعن وصولها إلى منطقة الغلاف اللدن Asthenosphere في منطقة الوشاح Mantle فتتفاعل هذه الطبقة الصخرية المنزلقة مع صهير الوشاح، وهذا التفاعل الكبير هو المسبب لجميع البراكين في منطقة الحجاز والبحر الأحمر.

جزيرة الحجازوقال «بعد قراءات عديدة ومتأنية، وصلت لاستنتاج لمعظم ما كتب عن الخسف الأفريقي العظيم وبراكين الحجاز، وتأكدت من عدم وجود صلة بين تكوين ونشأة براكين الحجاز ما أوضحه الدكتور جون بول، وهو ما يمكن تلخيصه في التالي:1 النقطة الأولى التي يذكرها الدكتور جون في نفي وجود علاقة بين نشأة براكين الحجاز وتوسع البحر الأحمر هي عدم وجود براكين مماثلة على الضفة الأخرى منه، أي في الصحراء الغربية المصرية مماثلة لما هو موجود في الحجاز.
2 النقطة الثانية التي يستند عليها الدكتور جون في نفي هذه العلاقة، هي امتداد حرات وبراكين الحجاز شمالا حتى بادية الشام أي خارج حدود البحر الأحمر الشمالية.
3 النقطة الثالثة، وتتمثل في اتجاه امتداد براكين الحجاز وفوهاتها المخالف لاتجاه امتداد محور البحر الأحمر، فكما هو معروف، فإن الاتجاه الجغرافي للبحر الأحمر هو شمال غرب، في حين اتجاه حرات الحجاز هو شمال، فلو كانت هناك علاقة بين تمدد البحر الأحمر وانتشار وامتداد هذه الحرات لأخذت نفس الاتجاه.
وأشار عشقي إلى أن الدكتور جون بول يعتقد أن توسع الخسف الحجازي سيتسبب في تكوين بحر أحمر آخر مواز للبحر الأحمر، واستدرك «قد أختلف معه في ذلك، فأنا أعتقد أن سيناريو الخسف الأفريقي العظيم سيتكرر في الحجاز، فتوسع الخسف الحجازي مع مرور مئات آلاف السنين سيتسبب في فصل الحجاز عن جزيرة العرب ليصبح جزيرة في البحر الأحمر».

أهم الحرات في منطقة الحجاز1 حرة رهط: وهي الأكبر وسط جميع حرات الحجاز، وتمتد على طول طريق الهجرة، وتبلغ مساحتها نحو 20 ألف كيلو متر مربع.
2 حرة خيبر: تصل مساحتها إلى 20.
5 ألف كيلومتر مربع، وبها نحو 400 فوهة بركان، بعضها ما زالت تتصاعد منه الأبخرة والغازات الحارة.
3 حرة كشب: تقع إلى الشمال الشرقي لمدينة جدة، وتبعد عنها نحو 250 كلم، ومساحتها 6 آلاف كلم مربع، وبها أوسع فوهة بركان في جميع حرات الحجاز.
4 حرة العيص (Lunayyir) : أحدث حرات الحجاز في التاريخ الجيولوجي وأصغرها، وبها نحو 50 فوهة بركان، وكان آخر انفجـار لبعض براكينها منذ نحو ألف عام.

لا داعي للقلق من جهته أوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب لـ»مكة» أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، إذ إن غرف الصهارة لم تتلق محقونات بركانية جديدة، مشيرا إلى هناك 14 حرة بركانية في الجزء الغربي من السعودية، وتُكون في مجموعها إقليماً بركانياً من أكبر أقاليم صخور البازلت القلوية في العالم والذي تصل مساحته تقريباً نحو ( 90.
000 كم2).
وأجريت العديد من الدراسات على حرات السعودية شملت إعداد خرائط جيولوجية مفصلة لها، إضافة إلى دراسة تفصيلية لأنواع الصخور وتحديد التتابعات البركانية من الأقدم إلى الأحدث وتحديد أعمارها.
ولفت إلى أن هذه التقارير تضمنت أهم التراكيب البنائية والأشكال البركانية، والتركيب الكيميائي للصخور البركانية، مضيفا «أدت هذه الدراسات التفصيلية إلى وضع نموذج عام مقترح لتكَون الحرات البركانية على مرحلتين من النشاط البركاني، وذلك بناء على اتجاهات المخاريط البركانية وأعمارها، وتركيبها الكيميائي».

حرة الشاقةأما بخصوص حرة الشاقة بين نواب أنها عبارة عن طفوح بازلتية تكونت من حمم بركانية منصهرة تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها خلال الأنشطة الزلزالية والبركانية التي حدثت أثناء تشكل أخدود البحر الأحمر في الزمن الثلاثي نتيجة انفصال الصفيحة التكتونية العربية عن نظيرتها الأفريقية وتحركها نحو الشمال الشرقي، موضحا أن مساحة حرة الشاقة صغير نسبياً بالمقارنة مع الحرات البركانية الأخرى في غرب السعودية، إذ تقع بين العيص وأملج، ويبلغ طولها نحو (65 كلم)، وأقصى عرض لها نحو (55 كلم)، وتغطي مساحة تقدر بـ (3575) كلم مربع، كما تحتوي على مظاهر بركانية ومعالم جيولوجية مميزة، وأظهرت الرحلات الاستكشافية لهيئة المساحة الجيولوجية في حرة الشاقة وجود أنفاق طولية في أربعة أماكن.

أجهزة دقيقةفيما أكد الخبير الجيولوجي المهندس خالد قاضي، أن المركز الوطني للزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية، لديه دراسات عالمية بالتعاون مع المراكز الجيولوجية في أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول، كما لديه أجهزة عالية الحساسية تبث جميع المعلومات باستمرار، مشيرا إلى أن المركز يعمل على مدار الساعة لمراقبة أي حركة أو هزة أرضية، من خلال 32 محطة موزعة على أنحاء السعودية، ومركزة على المناطق الموجود بها الحرات، وهي تمتد لمسافات بعيدة ويمكن لها أن ترصد هزات أرضية حدثت في إيران على سبيل المثال.
وأضاف أن هيئة المساحة الجيولوجية هي الأدرى بمدى خطورة هذه البراكين حيث تدرس جميع الحرات الموجودة من خلال أجهزة القياسات الموزعة على أنحاء السعودية، مشددا أنه لو كان هناك تنبيه بقرب انفجار أي من الحرات الموجودة، فستلجأ الهيئة إلى نقل السكان الموجودين حول المنطقة، وأن هناك دراسات مشتركة مع هيئات عالمية خرجت من خلالها الهيئة بنتائج إيجابية.

لا مؤشرات للانفجار وبخصوص وجود مؤشرات حول قرب حدوث انفجار بركاني في حرة الشاقة، أكد أن آخر ثوران بركاني حصل في السعودية يعود إلى 700 عام، وأنه على الرغم من وجود نشاط زلزالي يشتد وينخفض فإنه لا يمكن لأي شخص أن يحدد مكان وموقع أي ثوران بركاني قادم، منبها إلا أن هيئة المساحة والشبكة الوطنية للزلازل تسجلان منذ عام 2007 أعداداً من الهزات الأرضية الصغيرة والمتناهية الصغر، وبعد حدوث الحشود الزلزالية، تم إنشاء عدد من المحطات المتنقلة في منطقة النشاط الزلزالي، ومنذ هذا الوقت والنشاط الزلزالي مستمر ولكن بوتيرة بسيطة، ومنذ حدوث النشاط الزلزالي الملحوظ في منتصف أبريل 2009 تم تسجيل عشرات الآلاف من الهزات الأرضية بلغت قوة أقصاها 5.
39 درجات على مقياس ريختر، وراقبت الهيئة هذا النشاط عن كثب وأنشأت شبكة محلية لمراقبة النشاط الزلزالي، إضافة إلى مراقبة كل الظواهر المصاحبة من تشققات وأبخرة وغازات، وأعدت تقريرا شاملا أرسل إلى الجهات ذات العلاقة، ثم بدأ النشاط الزلزالي في الانخفاض بشكل كبير ولكن ما زالت المحطات تسجل عدداً بسيطاً من الهزات الأرضية الضعيفة، وفي حالة وجود أي مؤشرات غير طبيعية، فإن الهيئة ستبلغ الجهات ذات العلاقة فورا لاتخاذ ما تراه ضرورياً حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
وبخصوص ما أشير إليه حول سماع أصوات في الحرة تنذر بقرب حدوث ثوران بركاني وشيك، أفاد أن هذه الأصوات يسمعها قاطنو منطقة حرة الشاقة منذ عشرات السنين حيث تتميز المناطق البركانية عادة بوجود هذه الأصوات نتيجة حدوث حشود زلزالية على فترات غير متباعدة.

دلائل انفجار البراكين المثيرة للجدل1 الهزات الأرضية الصغيرة المتلاحقة والتي يطلق عليها الهزات الأرضية الصامتة أو الهزات الأرضية متناهية الصغر في الشدة micro seismic وما هي إلا المقدمة الأولى لانفجار البراكين.
2 الأصوات التي تصدر من فوهات هذه البراكين، والتي يسمعها بوضـوح سكان مدينة العيص، وما هي إلا أصوات فوران الصهير في غرفة المجما، وتقرير هيئة المساحة الجيولوجية عن حدوث هزات في يناير 2015 ما هو إلا تأكيد لقرب وقت انفجار بركان حرة العيص.
3 نشوء الخنادق أو الأخاديد (Rift) أو الخسوف التي انشقت في حارة الشاقة والتي بلغ طول أحدها نحو 7 كلم.
4 ارتفاع درجة حرارة الأرض السطحية في حرة الشاقة من الشواهد التي دلت وتدل عن قرب انفجار بركانها.
5 ارتفاع مستوى سطح الأرض وتكون القباب من الشواهد الجيولوجية التي تؤكد على قرب الانفجار.