مصر الشراكة

الاثنين - 05 مارس 2018

Mon - 05 Mar 2018

زار رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، عددا من المشروعات الاقتصادية في مدينة الإسماعيلية، وذلك بحضور الوفد الرسمي المرافق لولي العهد وكبار المسؤولين بمصر.

واستمع الرئيس المصري وولي العهد خلال حفل أقيم بهذه المناسبة إلى عرض حول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تهدف لتحويل مصر إلى مركز تجاري لوجستي عالمي، وما توفره من فرص استثمارية ضخمة في القطاعات الصناعية والخدمية والسياحية.

وتناول العرض الآفاق الواسعة التي توفرها فرص التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع «نيوم» على ساحل البحر الأحمر، بحيث يصبحان قبلة للتجارة العالمية.

كما شاهد الرئيس المصري وولي العهد عرضا حول مشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها، التي تشمل التخطيط لإنشاء نفق لربط سيناء بباقي الأراضي المصرية، وتعزيز حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء.

بعد ذلك صحب الرئيس المصري ولي العهد في جولة لأنفاق أسفل قناة السويس، والمصممة لاختصار زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة فقط، بدلا من الانتظار لأيام. كما شملت الجولة مدينة الإسماعيلية الجديدة في الشاطئ الشرقي لقناة السويس التي توفر مشروعات إسكانية رائدة.

وعقب ذلك أجرى الرئيس المصري وولي العهد جولة بحرية في المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة عدد من القطع البحرية المتنوعة، وصولا إلى منتجع الفرسان بمدينة الإسماعيلية، حيث افتتحا المنتجع الذي يعد مشروعا سياحيا متكاملا.

ماذا تضمنت زيارة مدينة الإسماعيلية؟

• عرضا حول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

• عرضا للفرص بين المنطقة الاقتصادية بالسويس و»نيوم»

• عرضا لمشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها

• جولة في أنفاق أسفل قناة السويس

• جولة بمدينة الإسماعيلية الجديدة

• جولة في المجرى الملاحي لقناة السويس

• افتتاح منتجع الفرسان بمدينة الإسماعيلية

ماذا يعني تطوير 1000 كلم في سيناء؟

وقعت السعودية اتفاقية مع مصر لتطوير أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي جنوب سيناء، لتكون ضمن مشروع «نيوم».

ووفقا لما ذكرته قناة العربية، سيتم بموجب الاتفاقية تأسيس صندوق مشترك بالمناصفة تزيد قيمته على 10 مليارات دولار، على أن تكون حصة المصريين من خلال الأراضي المؤجرة على المدى الطويل، والتي ستكون الجانب المصري من مشروع نيوم.

وتعتبر اتفاقية الاستثمار الموقعة بين الطرفين متفرعة عن اتفاقية صندوق الاستثمار السعودي المصري المشترك.

وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شهدا مساء أمس الأول توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، وذلك في إطار زيارة ولي العهد للقاهرة.

وذكرت العربية أن السعودية ومصر وقعتا اتفاقية بيئية عبارة عن بروتوكول لحماية البيئة البحرية في البحر الأحمر والحد من التلوث. وتعد الاتفاقية جزءا من الاستراتيجية السعودية قبل شروعها في البدء في مشاريع البحر الأحمر للحد من التلوث والمحافظة على الشعب المرجانية والشواطئ والاتفاق على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري.

ونظرا لأهمية السياحة على البحر الأحمر ستعمل السعودية وكذلك مصر والأردن على تطوير المنطقة، حيث تعتزم السعودية إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية في نيوم ما بين مدن ومشاريع سياحية، وهي تعمل على إنشاء 50 منتجعا على البحر الأحمر وأربع مدن صغيرة في مشروع البحر الأحمر.

إضافة إلى ذلك سيتم تطوير المناطق بين نيوم ومشروع البحر الأحمر، وخلق ثلاث وجهات سياحية أخرى بين جزر وشواطئ تشمل 15 وجهة بحرية ومئات المنتجعات.

وستركز مصر على نقطتي جذب هما شرم الشيخ والغردقة. أما من الجانب الأردني فسيركز الأردن على تطوير العقبة ضمن استثمارات أردنية سعودية.

وستعمل السعودية بالتعاون مع مصر والأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية العاملة في البحر المتوسط خلال فصل الصيف للعمل بعد الصيف في البحر الأحمر، حيث تتفاوض السعودية الآن مع أكثر من سبع شركات سياحية لتنشيط الملاحة البحرية في المنطقة.

وبحسب الدراسات، يتدنى الطلب على الرحلات لمعظم شركات الملاحة والسياحة الملاحية العاملة في البحر المتوسط بعد الصيف، ويغلق بعضها إلى الصيف المقبل، أو ينتقل بعضها للعمل في الكاريبي والمحيط الهندي، لكنها تواجه منافسة حادة وتباعدا في نقاط الجذب في المحيط الهندي.

ووفق الخطط، فالمسافة في النقاط الجاذبة في البحر الأحمر لن تزيد أكثر من ثلاث ساعات، في أجواء ممتازة خلال الشتاء. وضمن الخطط أيضا اجتذاب سوق إبحار اليخوت وإنشاء المارينا المتخصصة في المنتجعات الجديدة في البحر الأحمر.

وأعلن عن مشروع «نيوم» في أكتوبر الماضي، حيث سيتم دعم المشروع بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة من قبل السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى مستثمرين محليين وعالميين. ويأتي المشروع في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 وتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع. وستتم إقامة المشروع شمال غرب المملكة على مساحة 26500 كلم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كلم. وسيكون الموقع هو المدخل الرئيسي لجسر الملك سلمان الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا، مما يعزز من مكانته وأهميته الاقتصادية.

تفاهم على تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار

شهد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، في القاهرة مساء أمس الأول، توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات.

بعد ذلك أقام الرئيس المصري مأدبة عشاء تكريما لسمو ولي العهد والوفد المرافق له.

وجاءت الاتفاقيات على النحو التالي:

1 اتفاقية تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارة البيئة في مصر، ووزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، وقعها من الجانب السعودي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ومن الجانب المصري وزير البيئة الدكتور خالد فهمي.

2 الاتفاق المعدل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، وقعها من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعيد، ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.

3 مذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار، بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، وقعها من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعيد ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.

4 برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيعالاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة، وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.

مجلس الغرف عن الزيارة: ستجذب الاستثمارات

أكد مسؤولو مجلس الغرف السعودية أهمية زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، مشيرين إلى أنها تأتي في إطار الجهود التي يبذلها ولي العهد لتعزيز علاقات المملكة مع مختلف الشركاء الدوليين، وأنها تشكل دفعة كبيرة في مسار العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، خاصة العلاقات الاقتصادية.

آفاق جديدة

«هناك آفاق واعدة للتعاون الاقتصادي بين المملكة ومصر في ظل رؤية 2030 وما تتضمنه من برامج ومبادرات لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات التجارية مع الدول، وما يتوفر بمصر من فرص استثمارية كبيرة للمستثمرين السعوديين في مختلف القطاعات الاقتصادية. قطاع الأعمال والأوساط الاقتصادية في المملكة متفائلة بزيارة ولي العهد، حيث يتوقع فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين».

أحمد الراجحي ـ رئيس مجلس الغرف

تحالفات فاعلة

«إن زيارة ولي العهد تأكيد على قوة العلاقة بين أكبر دولتين، وميزان قوة سياسية واقتصادية في المنطقة العربية، وستفتح الزيارة آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين يتميزان بقدرات اقتصادية واستثمارية وبشرية وموارد هائلة يمكن من خلالها تطوير شراكات وتحالفات فاعلة استنادا على قاعدة متينة من الأطر المؤسسية المتمثلة في اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني والتقني بين البلدين».

سامي العبيدي ـ نائب رئيس مجلس الغرف

حقوق المستثمرين

«تشهد الزيارة تعزيز أوجه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة الجانب الاقتصادي، مما سينعكس إيجابا على الاستثمارات المتبادلة، وأدعو قطاع الأعمال في المملكة للاستفادة مما سينتج عن هذه الزيارة من اتفاقيات ونتائج إيجابية لتطوير شراكات طويلة المدى مع نظيره المصري في ظل قانون الاستثمار المصري الجديد الذي يسهل ويضمن حقوق المستثمرين».

منير بن سعد ـ نائب رئيس مجلس الغرف

«الزيارة تحمل عددا من الرسائل الإيجابية فيما يخص عمق ومتانة العلاقات السعودية المصرية وخصوصيتها واستراتيجيتها، كونهما دولتين محوريتين في المنطقة. والمجلس ملتزم بتدعيم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين ومتابعة قضايا الاستثمارات السعودية في مصر من خلال مكتب خاص تم تأسيسه لهذا الغرض».

سعود المشاري ـ الأمين العام لمجلس الغرف