فيصل الشمري

كيف نواجه الطائفية في عالمنا العربي؟

الاثنين - 05 مارس 2018

Mon - 05 Mar 2018

قال أمين الريحاني «قلت مرارا إن طائفية الوطن الكبرى أو بالحري الوطنية اللاطائفية لا تقوم إلا بالتفكك الطائفي، لا أقول بالتفكك الطائفي الكلي، أي الاضمحلال الطائفي، فهو غير منتظر، ولكن التفكك في الطائفة - بتفرق أعضائها ليتحدوا مع أعضاء متفرقين من طوائف أخرى - لأغراض سياسية وطنية عالية، هذا هو المطلوب آنيا.

إن ابن الطائفة البار لا يستطيع أن ينضم إلى الطائفة الكبرى انضماما صادقا ثابتا وثيقا، سياسيا وثقافيا، قبل أن يتجه بقلبه إلى الوحدة الوطنية، وقبل أن ينبذ، من ذهنه ومن إرثه، التقاليد الطائفية التي تحول دون ذلك الاتجاه».

يمر العديد من الدول العربية، العراق ولبنان ودول الخليج وغيرها من الأقطار العربية بمرحلة وحقبة معقدة بسبب احتدام الطائفية بين مواطني العالم العربي. انتشار الطائفية أو الأصح الطائفية السياسية التي صنعت في أروقة السياسة والثورة الإسلامية الإيرانية صنع نظاما يقتات على الطائفية التي يحتاجها للاستمرار.

الطائفية في دولة مثل العراق أثرت وبشكل مباشر على النسيج الاجتماعي العراقي بسبب تباعد بين أفراد المجتمع الذي بدوره أثر على الوضع الأمني والاقتصادي الذي أدى إلى تأثير مباشر في بناء الدولة العراقية دولة القانون، نفس الوضع ينطبق على أي دولة تنخر بها الطائفية الدينية، فحرب الكاثوليك والبروتستانت في أيرلندا عطلت التنمية في البلد لسنوات طويلة جدا.

سوف أدلي ببعض النصائح والسبل التي يمكن لأي مجتمع عبرها التغلب على معضلة الطائفية وإعادة المجتمع لوضعه الطبيعي.

• الهوية الوطنية الجامعة لجميع أفراد المجتمع باختلاف المذهب الديني.

• عدم مقاطعة أبناء طائفة غير طائفتك، اختلط بهم وتعرف عليهم عن قرب لتطمئن لهم، الإنسان في طبيعته عدو ما يجهل، تبادل الزيارات الإنسانية.

• العمل التطوعي الهدف النبيل الذي يجمع أبناء الطوائف المختلفة في ظل عمل مؤسسي مدعوم من الحكومات، سوف يذيب الخوف بين أبناء الطوائف المختلفة ويرسخ فكرة العمل من أجل الوطن.

• البدء من المنزل، وتعليم الأبناء مبدأ التعايش السلمي بين أطياف المجتمع، فالوطن يتسع للجميع والتسامح الديني كذلك.

• لا تجعل المتطرفين من الطائفيين أصحاب الصوت العالي، تكلم أنت بصوت عال ضد الطائفية والعنصرية، ندد بها وواجه فكرها.

• العمل المؤسسي بدعم المثقفين والكتاب والسياسيين والصحفيين المناهضين للطائفية، ومؤسسات المجتمع التي تحارب التطرف والطائفية، الضغط على السياسيين لوضع تشريعات ضد الطائفية والعنصرية وتشريعات في صالح الوحدة الوطنية.

• تلقيح المناهج الدراسية بما يتناسب مع الوضع الاجتماعي، والتركيز على الوطن والوطنية والبعد عن أي منهج يسبب احتقانا طائفيا أو كراهية.

ترسيخ مفهوم الوطن والوحدة الوطنية ليس أمرا سهلا في ظل الوضع الراهن من صراعات طائفية يصنعها صانعو الحرائق الطائفية من السياسيين أمثال المالكي وبشار الأسد أو النظام الإيراني أو حركات أصولية شيعية وسنية أمثال داعش وأخواتها وحزب الله والحشد. في هذا الزمن تهب رياح الكراهية من الواقع الافتراضي إلى الواقع في سوريا واليمن والعراق، لذلك الوقوف ضد الطائفية في هذا الزمن أصعب من أي وقت مضى، مواجهة التيار كمواجهة أمواج البحر العاتية في عاصفة شتوية. الحب هو الذي يصنع الوطن لا الكراهية.