عبدالله المزهر

الهيئة طيبة القلب..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 04 مارس 2018

Sun - 04 Mar 2018

من بقايا أخبار الأسبوع الماضي:

الخبر الأول: قالت السيدة الفاضلة آمال المعلمي في الحوار بين بعثة السعودية مع لجنة السيداو بمجلس حقوق الإنسان بجنيف متحدثة عن المرأة السعودية ما نصه «للمرأة الحق في اختيار دراستها وعملها ومقر إقامتها ولا يوجد في النظام أي مواد تجبرها على عمل شيء لا تريد القيام به».

أما الخبر الثاني فيقول: محكمة الاستئناف تؤيد قرار محكمة العيينة في قضية «تكافؤ النسب» وتقضي بفسخ عقد زواج بعد مداولات استمرت حولين كاملين.

وأفضل الاحتفاظ برأيي الشخصي في الخبرين، لكني فقط أتساءل هل يوجد لدينا خطابان متناقضان، واحد للاستخدام الخارجي فقط وآخر للاستخدام الداخلي؟

فلتذهب السيداو للجحيم، لست معنيا بقناعاتها ولا بماذا يفكرون ولا ماذا يريدون، لكني فقط أتمنى أن يتم فعل «الصواب» لأنه صواب، وليس لأن منظمة تجتمع وراء البحار تكثر الحديث حوله، وأن يتم تجنب الخطأ لأنه خطأ، وليس لأن منظمة أخرى قالت بأنه خطأ.

لكن المشكلة أن أعضاء هيئة ـ أو لجنة ـ حقوق الإنسان في السعودية لا يشاهدون ولا أحد يسمع عنهم إلا وهم يتحدثون في جنيف بين الفينة والأخرى.

قد أتمنى ـ أحيانا ـ أن يكون الإيمان «بحقوق الإنسان» ووجود منظمات حقوقية أهلية وحكومية إيمانا راسخا وألا تكون هذه المنظمات كالمكتبة في بيت الأمي، اقترحها مصمم ديكور لأغراض الزينة ولا فرق بينها وبين أي طقم «مواعين» في ذلك البيت.

ما أفهمه ـ ومن المحتمل جدا أن فهمي محدود جدا ـ أن العمل في هيئات حقوق الإنسان أو أي مؤسسة مجتمع مدني لا يشبه العمل في أي وظيفة عادية، يمكن أن يعمل فيها الموظف ثم ينتقل للبلدية، ثم يعمل في هيئة الأرصاد. هيئات حقوق الإنسان أحد أوضح وجوه «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ومهمتها ليست التبرير للواقع ولكن السعي لتغييره إن كان يمثل تعديا على حقوق الإنسان من خلال تسليط الضوء على مكامن الخلل. هيئة حقوق الإنسان إن لم تكن مزعجة فمن الأفضل لها و»للإنسان» أن تعمل في أي شيء آخر.

وعلى أي حال..

الخبر الثالث لهذا الأسبوع جاء في تصريح حصري لخطيب الجمعة في مسجدنا، وقد بدا متحمسا وهو يدلي بهذا التصريح الذي قال فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب».

المصلون لم يدلوا بأي تصريحات بعد انتهاء الخطبة، وسرت شائعات لم يتم التأكد من صحتها تقول بأنهم كانوا يريدون القول: صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ولكن الخطيب لم يفعل، فالواقع يقول إن العمل بمثل هذه الأحاديث لا يتجاوز المحاضرات والخطب.

@agrni