عراق عربي يراهن على السعودية

الجمعة - 02 مارس 2018

Fri - 02 Mar 2018

منذ احتلال نظام صدام حسين للكويت قبل 28 عاما والعراق يعيش في عزلة عربية وإقليمية، وفاقمت ذلك سنوات الاحتلال الأمريكي، وما صاحبها وتبعها من أحداث وتدخلات وسعي حثيث من قبل إيران إلى تعميق عزلة العراق عن محيطه الإقليمي، وسلخه من هويته العربية، والظهور بمظهر المنقذ الوحيد للعراق، الحريص على العراقيين، بمباركة مباشرة وغير مباشرة من بعض السياسيين الطائفيين والمتشددين، وعلى رأسهم نوري المالكي رئيس الوزراء لسنوات طويلة الذي سلم البلاد خلال رئاسته للحكومة للشر والإرهاب، والوصاية والتمادي على السيادة، وتفرغ لتوزيع التهم يمنة ويسرة على جيرانه العرب، وما صاحب ذلك في المقابل من فتور كبير في العلاقات كافة.

العروبة تجري من الشعب العراقي مجرى الدم، لكن الساسة الطائفيين حاولوا لسنوات تغيير هذه الحقيقة، ولم يجلبوا للعراق غير الخراب والضعف والقطيعة وجمود العلاقة مع عمقه الاستراتيجي القومي العربي والثقافي الإسلامي المتمثل في الدول العربية وعلى رأسها السعودية.

اليوم يظهر عراق جديد، معتدا بذاته وبجيرانه العرب، ومنتصرا على الشر، متطلعا إلى محيطه، تواقا للإعمار والتسامح والتصالح، فباتت كلماته السياسية عربية خالصة، وبوصلة ساسته باتجاه السعودية.

2018 هو عام عودة العراق الفعلية إلى حضنه العربي، وعام العودة الحقيقية للعلاقات المتميزة مع الرياض التي بدأت بشائرها منذ العام الماضي.

قبل أيام تلقت هيئة الصحفيين السعوديين، ورؤساء تحرير الصحف، دعوة رسمية من نقابة الصحفيين العراقيين لزيارة بلاد الرافدين، وقد لبى السعوديون الدعوة، وسط حفاوة كبرى. وبدءا من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، كان كبار العراق يتحدثون عن مرحلة جديدة بلسان عربي أصيل.

هنا مقتطفات من خطاباتهم التي واكبت زيارة الوفد الإعلامي السعودي أخيرا:

«العلاقات السعودية العراقية مبنية على أسس ‏متينة بحكم مكانة المملكة التاريخية والدينية، وكون العراق له مكانة ‏تاريخية وحضارية تجعله قريبا في علاقاته الأخوية مع المملكة التي لها حظوة خاصة ومتميزة أكدتها أول زيارة خارجية لي كرئيس للجمهورية».

فؤاد معصوم - الرئيس العراقي

«العلاقات العراقية السعودية على الطريق الصحيح، ونتطلع إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وأدعو إلى التركيز على ثقافة التعايش بين السعودية والعراق، وضرورة التعاون لإنهاء الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، كما أن العراق نجح في وأد الطائفية السياسية، والشعب العراقي اليوم أصبح منفتحا ويرفض الطائفية، والسياسي الطائفي لزم الصمت».

حيدر العبادي - رئيس الوزراء العراقي

«العلاقات العراقية السعودية تشهد تحسنا واضحا يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، وبغداد حريصة على تعزيز علاقاته الثنائية مع بلدان العالم كافة، واستثمار المصالح المشتركة، ومواجهة المخاطر المشتركة».

إبراهيم الجعفري - وزير الخارجية العراقي

«إن ما حدث في ماضي السنين من سوء فهم شيء طارئ، مضى دون رجعة وعلينا اليوم تعميق الثقة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها بسعة أكبر وأكثر عمقا، والإعلام في البلدين الشقيقين وبحكم ما يحمله من مؤهلات وقدرات وتأثير على المجتمع سيكون في مقدمة من يسعى لبلورة هذه العلاقة بما يخدم مصلحة بلدينا وشعبينا.

عودة العلاقات الأخوية بين العراق والسعودية ستكون البوابة لعودة العراق لمحيطه العربي بثقله المعتاد وبما يحمله من إرث حضاري وتاريخ وقدرات وإمكانيات ستعزز ثقل الوجود العربي».

عمار الحكيم - رئيس التحالف الوطني

«العراق يسعى منذ القضاء على تنظيم داعش إلى تحقيق نمو اقتصادى يعزز مكانته الإقليمية، وتقوية أواصر العلاقات مع دول الجوار والمنطقة، وفي مقدمتها المملكة، سيسهم في الإسراع في تحقيق هذه الأهداف، وسيتيح الفرص أمام بلداننا في تحقيق مصالح ثنائية على مستوى التجارة والطاقة والاستثمار والثروات بمختلف صورها».

سليم الجبوري - رئيس البرلمان العراقي

«نحن سعداء بالانفتاح الكبير الذي حصل مع الأشقاء في السعودية، والذي تمثل بتشكيل مجلس التنسيق العراقي - السعودي المشترك والزيارات المتبادلة بين الجانبين والتعاون على مختلف الأصعدة، والعراق يعد فرصة واعدة للمستثمرين لا يوجد لها مثيل في جميع دول العالم، وأدعو الشركات السعودية للاستثمار في العراق في مختلف المجالات، خاصة في مجالات البتروكيماويات والفوسفات والغاز وقطاع السكن وغيرها».

سلمان الجميلي - وزير التخطيط

«العراق مستعد وجاد في حرصه على تعميق العلاقات الثنائية وأطر التعاون المشترك مع الأشقاء ودول الجوار، ومن بينها السعودية لتأسيس شراكات واستثمارات حقيقية ناجحة في مختلف القطاعات وبالأخص المجال الصناعي. العراق معروف بمواقفه مع جميع البلدان، ولم يتخل عن موقفه الطبيعي في عمقه العربي رغم كل المحن والهجمات التي تعرض لها، وقد تجاوز هذه المحن بتضحيات رجاله ووحدة حكومته وشعبه».

محمد السوداني - وزير الصناعة والمعادن

«منفذ عرعر استكملت عمليات تأهيله من الجانب العراقي والسعودية هي الأخرى قد تستكمل عمليات تأهيله من جانبها خلال الفترة القصيرة المقبلة للبدء بعمليات نقل البضائع والسلع عبره وهو طريق مؤمن بالكامل.

عدة لجان مشتركة عراقية سعودية قد تم تشكيلها لتوقيع مذكرات تفاهم بهدف تعزيز التبادل التجاري، إضافة إلى توقيع اتفاقية للتبادل الجمركي لمنع ازدواجية فرض الضرائب على السلع».

كاظم العقابي - رئيس هيئة المنافذ الحدودية

«زيارة وفد إعلامي سعودي بهذا الحجم وبعد قطيعة بين البلدين استمرت لثمانية وعشرين عاما، إنما هي مؤشر على بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين بغداد والرياض على كل الصعد والمستويات، وطي كامل لصفحة الماضي التي كانت مؤلمة بكل المقاييس. الزيارة لها مدلولاتها ‏المهمة والكثيرة، والبعد الإعلامي في البلدين هو أحد الأبعاد المكملة للانفتاح الحكومي، كما أن الدبلوماسية الهادئة والناعمة تجسر ‏الهوة بين الأفراد والأطراف والمجاميع والمحافظات والدول والمجتمعات وستنجح ‏بتقريب وجهات النظر، خاصة أن هناك علاقات قوية وانفتاحا بين المسؤولين في ‏البلدين».

مؤيد اللامي - نقيب الصحفيين العراقيين - رئيس اتحاد الصحفيين العرب