من خطب الجمعة

الجمعة - 02 مارس 2018

Fri - 02 Mar 2018

صفة العجلة

«لقد خلق الله الإنسان على هيئة عجيبة وجعل فيه من الصفات المتقابلة ما يحير العقل، وفطره على بعض السجايا التي لو بقيت فيه كما هي بدون إصلاح وتهذيب لخسر خسرانا مبينا، كصفة الجهل والظلم والجحود وحب المال والهلع والجزع، بيد أن صفة العجلة هي أساس الخيبات وأم الندامات، وهي فطرة مؤثرة جدا في شخصية الإنسان تؤدي به إلى عواقب لا تحمد.

الاستعجال في حقيقته هو جلب الشيء بسرعة قبل اكتمال أدواته، وطلبه قبل إبانه، وفعله قبل أوانه بلا روية ونظر ولا تأن وفكر، فيأتي الفعل باهتا فجا خاليا من ثماره الناضجة فيكون الرجل قد أساء من حيث أراد الإحسان وفشل وهو يريد النجاح وخسر وهو يطمح في الربح».

خالد الغامدي - الحرم المكي

الوسطية والتيسير

«الشريعة جاءت بالوسطية والتيسير والتخفيف والتسهيل والتوسيع والسماحة ورفع الحرج على المكلفين وأنه ليس المقصود بالتيسير تتبع رخص المذاهب الفقهية وأقوال العلماء واختيار الأسهل منها، بل المراد الرخص الشرعية التي جاء الدليل الشرعي بالترخيص فيها لأهل الأعذار كالمريض والمسافر والصغير إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات.

الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة التي تصدر من غير المؤهلين تهدم الإسلام والدين وتثير البلبلة والفتنة وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين، وتظهر الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق، من الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده ما يفعله بعض من رغبوا في الأعراض الدنيوية العاجلة والأعراض الدنيئة الزائلة من التسرع إلى الفتيا بغير علم والقول على الله تعالى بلا حجة والإفتاء بالتشهيق والتلفيق، والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح، وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة، والتي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكثيرة وآثارها السيئة العظيمة على الإسلام وأهله، والتي لا يقول بها إلا من فرغ قلبه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه وعمر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق، حيث قال بعض السلف: أشقى الناس من باع آخرته بدنياه وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره.

دين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه والغلو والجفاء والإفراط والتفريط آفتان قبيحتان ومسلكان منحرفان وسبيلان معوجان وخروج عن الدين القويم والهدي العظيم والصراط المستقيم».

صلاح البدير - الحرم النبوي